مطالبات «صدرية» بوقف قصف شمال العراق

أرسل زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ممثلين عنه إلى كل من تركيا وإيران لمطالبتهما بوقف قصف مناطق في شمال العراق. وشدد الصدر على ضرورة إيجاد حلّ سياسي لمسألة ملاحقة الأكراد في تلك المناطق.

وتقوم إيران منذ أسابيع بقصف أهداف في إقليم كردستان العراق قرب الحدود المشتركة مستهدفة عناصر حزب «الحياة الحرة» (بيجاك)، فيما تقصف تركيا منذ الأسبوع الماضي معاقل حزب العمال الكردستاني في الإقليم ذاته. وبعد هدنة دامت أكثر من عام، استأنفت تركيا في 17 آب القصف الجوي ضد عناصر العمال الكردستاني  في الجبال العراقية، وذلك عقب هجوم لعناصر من هذا الحزب في جنوب شرق تركيا أسفر عن مقتل تسعة عسكريين أتراك.

وأعلن الجيش التركي أن غاراته الجوية «قضت على 90 إلى 100 متمرد كردي». وقتل سبعة مدنيين عراقيين في غارة تركية.

بموازاة ذلك سبق لمقتدى الصدر أن لوح بالحرب إذا لم تنسحب قوات الاحتلال الأمريكية نهاية العام الجاري وقررت تمديد بقائها،  رافضاً الدخول في مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة حول هذه المسالة بشأن «جدولة» بقاء تلك القوات أو إخراجها، «إنما هي الحرب» حسبما أكد.

ويأتي ذلك بعدما وجه الصدر في التاسع من آب رسالة إلى قوات الاحتلال دعاها فيها الى المغادرة، مهدداً باستهدافها واستهداف مدربيها الذين سيبقون في البلاد إلى ما بعد نهاية العام. كما أكد في بيان أصدره قبل رسالته هذه أن قوات الاحتلال الأميركية التي ستبقى في البلاد بعد موعد الانسحاب المقرر بنهاية 2011حتى وإن كانت للتدريب ستعامل على أنها قوات «محتلة» يجب مواجهتها «بالمقاومة العسكرية».

ولا يزال جيش الاحتلال الأمريكي ينشر قرابة 47 ألفاً من جنوده في العراق، علماً أنه يتوجب أن ينسحب هؤلاء بالكامل من البلاد نهاية العام الحالي وفقاً لاتفاقية أمنية موقعة بين بغداد وواشنطن. لكن قادة الكتل السياسية العراقية فوضوا الحكومة في بداية الشهر الحالي بدء محادثات مع واشنطن لبحث مسالة تدريب القوات العراقية حتى ما بعد موعد الانسحاب، من دون أن يحددوا عدد هؤلاء المدربين.

من جهة أخرى رفض الصدر استخدام الأراضي العراقية للاعتداء على الكويت، وذلك اثر تهديد أحد فصائل المقاومة العراقية بمهاجمة الكويت في حال واصلت بناء ميناء في شمال الخليج. وقال الصدر حول تهديد تنظيم «حزب الله العراقي» بضرب الشركات العاملة في ميناء مبارك الكويتي «لا يجوز استعمال الأراضي العراقية للاعتداء على أي من دول الجوار مطلقاً ولا غيرها من الدول الصديقة». وأضاف إن «كان بناء الميناء مضراً بالمصالح العراقية فعلى الجهات المختصة العمل لعدم إكمال هذه المشروع أو الوصول إلى حلول لمصلحة العراق». ودعا الحكومة الكويتية إلى التعامل «مع العراق وحكومته كأنه صديق فهو ليس صدام (حسين) ولا الاحتلال. بل جار يريد العيش بسلام ولا داعي للقيام بما يزيد التشنج بين البلدين الجارين».

ويتوقع أن يتم انجاز المشروع الذي بدأ في أيار ويقدر بنحو 1.1 مليار دولار في 2016.