بافول ستراكانسكي بافول ستراكانسكي

النظام يستأجر بلطجية لضرب العمال في كازاخستان

حذر نشطاء حقوقيون محليون ودوليون من أن نظام كازاخستان الاستبدادي يستأجر جماعات من البلطجية لضرب العمال المضربين، وسط حملة احتجاجات يعتبرها أكبر تهديد لحكمه على مدى عقد كامل، ومتجاهلاً النداءات الدولية المتكررة لمراعاة حقوق العاملين.

فقد أطلق آلاف العاملين في منشآت النفط والغاز موجة احتجاجات واسعة ضد استغلالهم في مشاريع الصناعات الثقيلة الممولة إلى حد كبير من رؤوس الأموال الأجنبية والتي حرصت حكومة كازاخستان على جذبها في السنوات الأخيرة.

ولقد اكتسبت الاحتجاجات بعداً اجتماعياً عريضاً، وشرعت حركات المعارضة بدعم العمال علناً، وألهم إضراب عمال قطاع النفط والغاز تدابير مماثلة في مدن مختلفة في أنحاء البلاد.

وتصاعدت المخاوف ودواعي القلق من قمع السلطات للاحتجاجات وانتهاكها حقوق الإنسان الأساسية في أعقاب اعتقال واستمرار حبس المحامية ناتاليا سوكولوفا التي كان ترافع عن العمال. ودعت جماعات حقوق الإنسان كل من منظمة العمل الدولية ومفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، للضغط على النظام الكازاخستاني لتلبية مطالب العمال.

وصرحت لودوميلا كوزلوفسكا، من مؤسسة الحوار المفتوح الناشطة في تنظيم سلسلة من الحملات لزيادة الوعي الدولي لهذه القضية «إن أهم مطلب للعمال الآن هو الإفراج عن ناتاليا سوكولوفا».

وأضافت «نخشى أن تتحول التوترات الاجتماعية إلى أعمال عنف لو واصل (النظام) تجاهل التوترات الاجتماعية الناجمة عن هذه الهجمات» ضد العمال.

وبدأت موجة الاحتجاجات يوم 11 مايو بإضراب بضعة مئات من العاملين في حقل نفط كرازانباس قرب أكتاو، ما دفع غيرهم من العمال في شركات أخرى للإضراب أيضاً.

كما أضرب عمال النقل في شركة الطاقة دوزين موناي، ما أثر على توريدات النفط. ودعمت نقابات عمال قطاع التعدين والغاز هذه الإضرابات.

وقالت رابطة حقوق الإنسان في آسيا الوسطى ومقرها فرنسا إن استمرار رفض السلطات الاعتراف بالنقابات كان واحداً من العوامل الرئيسية المؤدية إلى موجة الاحتجاجات الحالية. ودعت منظمة العمل الدولية لضمان وفاء سلطات أستانا بالتزاماتها في مجال حقوق العمل.

وأعلن العمال المضربون أنهم يريدون تلبية مطالبهم من الحكومة، من دون صدور أي رد رسمي من السلطات حتى الآن. لكن مراقبين مستقلين يتحدثون عن مجرمين وبلطجية يضربون العمال المضربين وعائلاتهم، ويعترفون بأن الشركات المعنية استأجرتهم لهذه الغاية.

ويذكر أن نشطاء المعارضة السياسية في كازاخستان قد خرجوا علناً لتأييد المضربين والاحتجاجات استباقاً للانتخابات البرلمانية المقرر عقدها في السنة المقبلة. وتحدثت وسائل الإعلام عن انتشار الاحتجاجات والمطالبات في مدن أخرى في البلاد. كما وقعت اشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين في مدينة كوكشيتاو الشمالية.

وقد واجهت كازاخستان الغنية بالموارد، والتي يحكمها نظام الرئيس نور سلطان نزارباييف منذ عام 1991، سلسلة من الانتقادات الدولية بسبب سجلها في مجال حقوق الإنسان، على مدى سنوات طويلة.

وتم توثيق انتهاكات الحريات الأساسية على مختلف مستويات المجتمع. ومع ذلك، لم تكن الحركات الشعبية المعارضة للنظام قد تفاعلت بقوة لسنوات عديدة، نظراً لارتفاع مستويات المعيشة واستغلال موارد النفط في تحويل البلاد إلى أكبر اقتصاد في آسيا الوسطى، ولكن من دون تلبية المطالب الشعبية.

) آي بي إس(

آخر تعديل على الأحد, 09 تشرين1/أكتوير 2016 21:31