«لا لمناورة تجميل حكومة شرف المعادية للثورة»

إن حركة الديمقراطية الشعبية المصرية وقد سبق لها أن رفضت في حينه مسرحية تنصيب عصام شرف رئيساً للحكومة وخديعة نعت حكومته بحكومة الثورة، وحذرت من أن شرف هذا كان عضواً بالحزب الحاكم ولجنة سياساته البغيضة ووزيراً سابقا في حكومة الاستبداد والتبعية والعمالة لأعداء بلادنا، وشبهت زعمه في الميدان لحظة قفزه على الثورة ومخاطبة ثوار التحرير بـ«انتهاء جهادكم الأصغر وهو التغيير..»

و«بدء جهادكم الأكبر وهو استعادة دور مصر..»  بزعم أبواق النظام المتحولين في وسائل الإعلام بأن النظام قد سقط تغطية لهدف إجهاض الثورة واستمرار القديم بتحويره قليلاً بل والتحضير لثورة مضادة كاملة لثورة الشعب إذا ما وهن وتضعضع دفعها، فإن الحركة تجدد رفضها للتعديل الوزاري الذي أجرته السلطة الحاكمة أمس على حكومة شرف وتعده استمراراً لسياستها في المناورة والالتفاف على الثورة ، وعلى تصاعد الغضب الشعبي ضد المجلس العسكري وحكومته وعلى تنامي وعي الأغلبية من شعبنا بحقيقة خططهما الرامية إلى قنص الثورة بعد امتطائها وإنقاذ النظام وتمكينه من استعادة السيطرة على سلطة الدولة بالحفاظ على سلطة الطبقة الحاكمة نفسها - وهي الرأسمالية الكبيرة التابعة لأعداء بلادنا  الاستعماريين - بعد استبدال رموزها السياسية القديمة برموز جديدة ومن خلال قصر تنفيذ مطالب الثورة على مجرد رفع الغطاء السياسي عن مبارك وحاشيته وتقديمهم لمحاكمات رخوة كوسيلة تصورتها السلطة الحاكمة ناجزة لإلهاء الشعب.

وتدعو الحركة جماهير شعبنا وثواره الحقيقيين في هذا المنعطف الخطير الذي تمر به ثورة 25 يناير إلى التوحد حول المهمات الآتية:

أولاً: إسقاط حكومة شرف، ومواصلة الثورة حتى تحقيق أهدافها في كسب حريات الشعب وحقوقه الاقتصادية والاجتماعية واستعادة بلاده لاستقلالها الوطني.

ثانياً: ابتكار أساليب التوعية والإيقاظ والحشد والتجمعات الاحتجاجية الجماهيرية ما يمكن ثورتنا من تفويت الفرصة على قيادة النظام القائم وما يضعه الآن أمام الشعب من اختيار ما بين إنهاء الثورة أو اللجوء للعنف الذي ابتعدت عنه من البداية.

ثالثاً: نبذ ومحاصرة القوى «الإصلاحية» والسياسية الدينية التي تدعي التحدث باسم الثورة وتوافقها السياسي– الصريح أو الضمني– مع السلطة القائمة بل ونظامها السياسي ونواتهما الصلبة المجلس العسكري على حصر التغيير في إطار النظام السياسي في جوهره ومنها: إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية مبكرة  قبل إطلاق الحريات ارتكازاً على خطة المجلس العسكري للإصلاح والتي هي ذات خطة مبارك قبل تخليه عن السلطة– قبول صيغ تلفيقية تناور على تحقيق المواطنة الكاملة في الدستور والقوانين والواقع وتعطل استكمال بناء الدولة المدنية الحديثة– التبرؤ من انتفاضة الطبقات الشعبية المطالبة بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية وتشويهها وازدرائها– تقليص حدود التغيير إلى التخلص من مظاهر الفساد دون المساس بالسياسة الاقتصادية المتبعة وتوجهاتها الأساسية المنصاعة لإملاء العولمة الامبريالية ومؤسساتها والمعتمدة سياسة اقتصاد السوق المنفلتة من رقابة الدولة والتي تعيد إنتاج الفساد باستمرار– استبعاد القضايا الخاصة بعلاقات تبعية مصر للاستعمار الأمريكي والعالمي وخضوعها للكيان الصهيوني.

رابعاً: التمسك بالآلية الوحيدة المحصنة لزخم الثورة من مخاطر التراجع والانحسار، والمطلقة لطاقات الشعب لبناء مستقبله وهي: تسليم سلطة الدولة لحكومة ثورية مؤقتة ممثلة للقوى الوطنية الديمقراطية ومعيارها بالحد الأدنى اليوم هو القوى التي رفضت وقاومت السياسات الداخلية والخارجية للنظام في ميادينها الأساسية وليس في أسلوب الحكم الفردي الاستبدادي فقط، تقود المرحلة الانتقالية، لتقوم بتنفيذ المهام التالية:

1– رفع أي قيود قانونية على ممارسة الحريات الديمقراطية (بدءاً بما فرضه المجلس العسكري من قانون الأحزاب الجائر وقانون تجريم الاعتصامات والإضرابات الفاشي) لإتاحة طرح الخطابات والبرامج السياسية وتعرف الشعب عليها ومعرفة قادتها، وتوسيع وتجذير مشاركته في النضال لتحقيقها، ولتمكين فئات الشعب المختلفة من تشكيل المنظمات المعبرة والمدافعة عن مصالحها.

2- مواجهة القضايا الاقتصادية والاجتماعية الملحة في حياة الشعب بدءاً بتغيير جذري لهيكل الأجور المختل بين الملايين والملاليم والحد من ارتفاع الأسعار ووضع حلول فعالة لمشكلة البطالة.

3– استرداد أموال وأراضي الدولة التي استولى عليها البعض بالفساد والمحسوبية وإعادة تأميم بعض الشركات الكبرى والصناعات الأساسية التي سبق خصخصتها والتي لا مبرر اقتصادي أو سياسي عقلاني لتحويلها لقطاع خاص مصري أو أجنبي.

4- محاكمة قادة ورموز حكم مبارك لا على الفساد المالي وقتل المتظاهرين فحسب بل وأيضاً على الفساد السياسي المتمثل في فساد سياساته التي أدارت شؤون البلاد لصالح أعدائها من القوى الامبريالية والصهيونية وحفنة من الرأسماليين المرتبطين بها علاوة على مصادرة الحريات وتزوير الانتخابات.

5- إجراء انتخاب جمعية تأسيسية لوضع دستور جديد بعد سنة على الأقل من تاريخ إزالة كل القيود على الحريات.

6– انطلاق كافة مهمات الفترة الانتقالية وخاصة وضع الدستور الجديد من هدف الثورة الرئيسي وهو: إقامة جمهورية ديمقراطية برلمانية تستكمل أسس الدولة المدنية بفصل الدين عن الدولة، وتستعيد وتعزز الاستقلال والكرامة الوطنيين، وتحرر اقتصادنا من التبعية للامبريالية العالمية التي كرست تخلفه وأفقرت شعبنا، وتبني اقتصاداً حديثاً متطوراً معتمداً  أساساً على الذات، وتوفر حياة كريمة للشعب.

وإنها لثورة حتى النصر.

18 يوليو 2011 

• حركة الديمقراطية الشعبية المصرية

آخر تعديل على الأحد, 09 تشرين1/أكتوير 2016 21:35