الكيان يغير وجوهه باراك: سأعيد قوة الردع الإسرائيلية

انفرد مجرم الحرب الإسرائيلي، القيادي في حزب كاديما، شمعون بيريز (83 عاماً) بفرصة انتخابه رئيسا للكيان الإسرائيلي بعد إعلان منافسيه من «الليكود» و«العمل» انسحابهما من «السباق». وينتظر أن يتولى بيريز مهامه رسميا منتصف الشهر المقبل خلفا لموشيه كاتساف الذي اضطر لترك منصبه بعد اتهامه بالتحرش الجنسي والاغتصاب.

بالتوازي مع ذلك فاز نظيره، رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق ايهود باراك برئاسة حزب العمل خلفاً لوزير الحرب الصهيوني عمير بيرتس متقدما بفارق بسيط عن المسؤول السابق في جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) عامي ايالون.

وأعلن باراك الذي كان غائبا عن الساحة السياسية لمدة ست سنوات، عودته إلى العمل السياسي ووعد انه سيقود حزبه إلى النصر في الانتخابات العامة المقبلة، موضحاً أنه ينوي «استخدام كل معرفتي من اجل تعزيز منظمة الدفاع والجيش والعودة إلى قوة ردع إسرائيل».

ويمكن لنتيجة هذه الانتخابات داخل حزب العمل أن تكون مصيرية بالنسبة إلى الائتلاف الحكومي برئاسة إيهود اولمرت. أو أن تستدعي تغييرات كبيرة داخل الحكومة التي يعتبر فيها حزب العمل شريكاً رئيسياً. فإلى جانب استبدال بيريتس في وزارة الحرب سيطالب حزب العمل أيضاً بوزارة المال التي يتولاها حاليا وزير من كاديما.

ودعا باراك وأيالون إلى انسحاب حزب العمل من الائتلاف الحكومي في حال استمر الأخير برفضه الاستقالة رغم استنتاجات لجنة تحقيق حكومية وجهت إليه أصابع الاتهام في إطار إخفاقات عدوان تموز على لبنان.

ومن دون دعم نواب حزب العمل التسعة عشر، سيحرم أولمرت من الغالبية في الكنيست (120 مقعدا) وسيضطر حينها إما إلى الاستقالة أو إلى تعديل حكومته أو إجراء انتخابات مبكرة. وتنتهي ولاية الكنيست الحالي في العام 2010. لكن مصادر حزب العمل ترجح البقاء في الحكومة بسبب استطلاعات الرأي الأخيرة التي تظهر فوز حزب الليكود اليميني بزعامة رئيس الوزراء السابق بنيامين نتانياهو في حال إجراء انتخابات مبكرة.

ويقدم باراك (65 عاما) نفسه على انه الوحيد القادر على أن يكون وزيرا للحرب يتمتع بصدقية «في حال نشوب حرب» وعلى منع نتانياهو من العودة إلى الحكم.

■■ 

باراك.. تاريخ أسود

انضم إيهود باراك إلى صفوف جيش الاحتلال في العام تسعة وخمسين منخرطاً في وحدة النخبة المسماة (سييرت متكال)، والتي قادها فيما بعد وشارك في إطارها بالعديد من العمليات السرية والعلنية من بينها العملية التي قادها ضد منظمة أيلول الأسود في بيروت عام 1973، وأدت لاغتيال القادة الفلسطينيين كمال عدوان ومحمد يوسف النجار وكمال ناصر إضافة إلى مشاركته في التخطيط لإطلاق الطائرة الإسرائيلية المختطفة في عينتيبي في أوغندا.

تسلم باراك في العام اثنين وثمانين قيادة شعبة التخطيط في الجيش الإسرائيلي، وفي العام ثلاثة وثمانين قيادة شعبة الاستخبارات العسكرية، وفي العام ستة وثمانين قيادة المنطقة الوسطى، ثم عين نائبا لرئيس الأركان بين عامي سبعة وثمانين وواحد وتسعين، ليصل حينها إلى منصب رئيس الأركان الرابع عشر للجيش الإسرائيلي.

بعدها تسرح من الجيش عام خمسة وتسعين، وفي العام سبعة وتسعين انتخب رئيسا لحزب العمل، ثم انتخب رئيسا للحكومة الإسرائيلية مستندا على الوعد الذي قطعه بالانسحاب الإسرائيلي من لبنان في شهر تموز من العام ألفين. إلا انه اضطر إلى سحب جيشه بطريقة سريعة وغير منظمة تحت ضربات المقاومة الإسلامية في شهر أيار بسبب انهيار مليشيا لحد العملية.

والمفارقة الكبيرة اليوم هي أن باراك الذي قاد الاندحار المذل للجيش الإسرائيلي من لبنان، عاد إلى رئاسة حزب العمل اليوم، تحت شعار انه الشخصية الأكثر ملائمة وقت الحرب والقادرة على إعادة قدرة الردع الإسرائيلية، التي تهشمت في أيار من العام ألفين، وتحطمت في تموز من العام ألفين وستة.

• (المصدر موقع المنار)

آخر تعديل على الخميس, 17 تشرين2/نوفمبر 2016 17:51