في ذكرى استشهاد غيفارا

أحيت كوبا الاثنين الماضي ذكرى الثائر الأرجنتيني الأممي أرنستو تشي غيفارا بعد أربعين عاما من اعتقاله وإعدامه في بوليفيا, على أيدي عناصر من المخابرات المركزية الأميركية.

وبسبب المرض تغيب الزعيم الكوبي فيدل كاسترو عن حضور التجمع الحاشد عند الضريح الذي دفنت فيه الرفات بعد استخراج الجثة من قبر غير معلم في بوليفيا العام 1997.

ولكن كاسترو شارك الحشود في تأبين تشي من خلال مقال صحفي أكد فيه أن غيفارا الطبيب والثائر زرع بذور الضمير الاجتماعي في أميركا اللاتينية والعالم"، مضيفاً «أتوقف خلال الصراع اليومي لاحني رأسي احتراما وامتنانا لهذا المقاتل العظيم».

وخلال الاحتفال قالت ألييدا ابنة غيفارا (46 عاما) إن «أميركا اللاتينية بدأت تصحو وأحلامها بدأت تتحقق».

وقد احتشد آلاف العمال والطلاب الكوبيين والمقيمين في كوبا أمام تمثال برونزي لغيفارا وهو يحمل بندقية في مدينة سانتا كلارا بوسط كوبا التي حررها في عام 1958 في المعركة الحاسمة للثورة الكوبية.

وفي السياق ذاته أكدت وثيقة كشفها المحامي (مارتن المادا) الخبير في البرنامج «كوندور» لتصفية المعارضين السياسيين أن الأنظمة الديكتاتورية في أميركا الجنوبية طاردت تشي غيفارا قبل إطلاق هذه الخطة.

والوثيقة، مؤرخة في الثالث من تشرين الأول 1966. وهي تقرير سري يؤكد فيه جهاز الاستخبارات في باراغواي أنه أبلغ من قبل استخبارات البرازيل بوصول تشي. وقال (المادا) «إنها المرة الأولى التي نعثر فيها على اسم تشي غيفارا في وثيقة مرتبطة بالأنظمة الديكتاتورية التي وضعت بعد ذلك الخطة كوندور».

وتوضح الوثيقة ان «تشي غيفارا غادر كورومبا (بلدة برازيلية) باسم مستعار هو اوسكار فيريرا. وقد سافر على السفينة فكتوريا دوس بالماريس وسيصل فجراً وهو مكلف بمهمة». وأضاف (المادا) أن «هذه الوثيقة تثبت وجود تنسيق بين الأنظمة الديكتاتورية لأسر تشي غيفارا».

وكان المادا وراء اكتشاف «أرشيف الرعب» الذي يتألف من خمسة أطنان من وثائق استخبارات بارغواي تركت في مبنى للشرطة قرب العاصمة اسونسيون بعد الانقلاب على ستروسنر في 1989. وقال المادا «اكتشفت مؤخراً فقط وجود هذه الوثيقة حول تشي لأنني لم انته بعد من الاطلاع على كل الأوراق». وقدم «أرشيف الرعب» عناصر أساسية عن الخطة كوندور التي نفذتها ديكتاتوريات أميركا الجنوبية (الأرجنتين والبرازيل وتشيلي وأوروغواي وباراغواي والبرازيل) في السبعينات والثمانينات.