علي الفضيلي علي الفضيلي

العراق: تفشي حمى«بلاك ووتر» القاتلة

حذر الأطباء في محافظة الأنبار من تفشي حمى «بلاك ووتر»، كشكل حاد من تعقيدات مرض الملاريا، فيما يرى المواطنون في تسميتها تنويهاً لاسم شركة المرتزقة الأمريكية «بلاك ووتر وورلد وايد» العاملة في العراق (والتي جددت الإدارة الأمريكية عقدها في العراق مؤخراً رغم كل الفضائح التي طالتها - قاسيون).

أوضح الدكتور علي حقي لـ«آي بى اس» أن الأمر يتعلق «بشكل حاد من أشكال الإصابة بمرض الملاريا تسببه جرثومة طفيلية أي كتلة من البروتوبلازما تتكون من اندماج عدد من الخلايا التمورانية وتعتبر أسوأ أنواع الملاريا».

وأضاف أنها «واحدة من تعقيدات المرض وليست شكله الاعتيادي. ونظرا لتعقيداتها المتكررة والشديدة ومنها حمى بلاك ووتر، ومقاومتها للعلاج، فإنها قد تسبب الموت في 24 ساعة».

ويذكر أن حالات الإصابة بهذا المرض غالباً ما تقع في أفريقيا وآسيا، ويعاني المصاب بها من دمار الخلايا الدموية الحمراء مما يتسبب في إخفاق الكلى والكبد وبول أحمر أو أسود، وهو ربما ما يفسر تسميتها «بلاك ووتر» (المياه القذرة).

هذا المرض القاتل الذي لم يسبق أن وقع في العراق حتى الآن وعلى الأقل بمثل هذا الانتشار، يبدو أنه يتفشى في أنحاء البلاد كافة في وقت تفتقر فيه للأدوية والمستشفيات والأطباء الضروريين لمكافحته.

وأعرب ثلاثة أطباء في الفلوجة والرمادي بالأنبار غرب بغداد، عن اعتقادهم أن الحكومة العراقية لن تفعل الكثير لمواجهة المرض. وقال أحدهم من الفلوجة «لم يعلنوا (الحكومة) عن المرض لتمكين الأهالي من الاحتياط منه».

وشرح أن المصابين بهذا المرض عادة ما يعانون من ثلاث مراحل «أولا، المرحلة الباردة حيث يعاني المريض من قشعريرة وارتعاد، ثانياً المرحلة الساخنة بارتفاع الحرارة، ثم الثالثة وهي مرحلة العرق».

ويبدو أن المصابين بهذا المرض لا يدركون مدى خطورته على الرغم من أن الأطباء يشيرون بالحاجة الجوهرية لشراء الدواء من صيدليات خاصة لانعدامها في المستشفيات العامة.

وأفاد محمد نصير، المعلم بمدرسة في شمال الفلوجة أن «العديد ماتوا في آخر أسبوعين في مدينتي (...) نعرف أنه مرض قاتل، ولكن ما الذي يمكن أن نفعله؟ لا توجد حكومة نتوجه إليها، فالجميع في المنطقة الخضراء مشغول بالاستعداد للهرب مع حصتهم من المال الذي سرقوه منا».

ولم يصرح لـ«آي بي إس» بالتقاط الصور في مشفى الفلوجة العام، كما رفض طبيب الكشف عن عدد المصابين أو الموتى من هذه المرض.

وأخيرا، يلي تفشي المرض انتشار أمراض أخرى. فوفقاً لمنظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، تفشت الكوليرا في 18 محافظة عراقية، وأصيب نحو 30،000 مواطنا بإسهال حاد، حسب البيانات التي تم جمعها حتى 3 تشرين الأول 2007.

• المصدر نشرة آي بي إس، نيسان 2008