ماذا وراء القمة الثلاثية في باكو؟

ماذا وراء القمة الثلاثية في باكو؟

تمحورت أعمال القمة الثلاثية الروسية الإيرانية الآذرية على مستوى رؤساء الدول بتاريخ 8 آب الحالي 2016 في العاصمة الآذرية حول أبرز مجالات التعاون بين البلدان الثلاثة، وأهم القضايا السياسية والاقتصادية البارزة التي تهم الأطراف المجتمعة.

 

في مجالي الطاقة والاقتصاد، أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن حجم التبادل التجاري بين كل من إيران وروسيا في الأشهر الخمسة الأولى من 2016 ارتفع بنسبة 70%، ليصل إلى 855 مليون دولار..!

روسيا- إيران: من الطاقة إلى التعاون الاستخباراتي

في المجال النووي وقع الطرفان اتفاقاً عام 2014 ينص على بناء روسيا لمحطتين للطاقة النووية في إيران، كما سيكون لموسكو دور في تطوير منشأة فوردو وتحويلها على مركز أبحاث لتزويد طهران بالوقود اللازم لمفاعل بوشهر، بالإضافة إلى تعاون تقني في مجال الطاقة النووية السلمية بموجب الاتفاق النووي الذي كان لروسيا دوراً كبيراً في التوصل إليه.

أما أبرز مجالات التعاون بين موسكو وطهران فتتمثل في المجال العسكري، إذ يعد السلاح الروسي أكبر مَصْدر تسليحٍ لإيران، ففي مطلع عام 2015، وقع الطرفان مذكرة تفاهم لتوسيع التعاون العسكري في مجال التدريب وتنظيم المناورات المشتركة ودعم الأمن الإقليمي والدولي.

في المجال الاستخباراتي، يتبادل الطرفان المعلومات لمحاربة الإرهاب عبر مركز بغداد، ويشتمل التعاون مواجهة تهريب المخدرات من أفغانستان، إضافة إلى الأعمال المشتركة لصد تنظيم «داعش» الناشط على حدود الدولتين.

التعاون الروسي الآذربيجاني

في المجال الاقتصادي، تعد موسكو من أكبر الشركاء التجاريين لباكو، إذ وصل حجم التبادل التجاري في الأشهر الخمسة الأولى من 2016 إلى قرابة 740 مليون دولار. كما تستثمر الشركات الروسية نحو 2.8 مليار دولار في الاقتصاد الآذربيجاني.

وفي مجال حل الأزمات، تبرز رعاية موسكو لاتفاق وقف إطلاق النار بين آذربيجان وأرمينيا على طول خط التماس في نيسان الماضي في منطقة كاراباخ، هذا فضلاً عن عضوية روسيا في مجموعة «مينسك» للأمن والتعاون في أوروبا لرعاية المحادثات بين أرمينيا وآذربيجان منذ عام 1992.

مكافحة الإرهاب والجريمة

شدد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، خلال لقائه الثلاثي مع نظيريه الإيراني حسن روحاني والأذربيجاني إلهام علييف على ضرورة التصدي لعمليات تهريب المسلحين والسلاح والمخدرات عبر الدول الثلاث.

من جانبه، قال الرئيس الإيراني، حسن روحاني، إن علاقات بلاده مع روسيا تطورت بوتيرة مثالية خلال العامين الأخيرين وشدد على أن التعاون بين الدولتين في سورية يعتبر عاملاً إيجابياً. وأشار روحاني إلى أن التعاون بين روسيا وإيران، في مجال حل مشكلة البرنامج النووي الإيراني ضمن مجموعة «5+1»، وكذلك في موضوع حل الأزمة السورية، يعتبر المثال القيم للتعاون الإقليمي.

من جانب آخر، دعا رئيس أذربيجان، إلهام علييف، إلى توحيد ا3لجهود في مجال مكافحة الإرهاب الدولي. وقال: «يجب على العالم كله توحيد الجهود. وفقط عند ذلك سنتمكن من التغلب على الإرهاب الدولي»، وأشار إلى أن بلاده كانت دائما تعارض فرض العقوبات ضد إيران وروسيا، وأوضح أن القمة الثلاثية المذكورة ستعطي دفعة قوية للتعاون الإقليمي، ونوه بأن الدول الثلاث تتعاون بنجاح في المنظمات الدولية، واصفاً لقاء القمة بالتاريخي.