تحذير
  • JUser: :_load: غير قادر على استدعاء المستخدم برقم التعريف: 194
صبرا وشاتيلا.. شهود على الفاشية

صبرا وشاتيلا.. شهود على الفاشية

فيما كان شارون يحتفل برأس السنة العبرية في مبنى وزارة حرب كيان العدو كانت ميلشيات انعزالية لبنانية تسطّر مجزرة العصر -كما عُرفت فيما بعد- في سجلات الانتصارات «الإسرائيلية) في مخيمي صبرا وشاتيلا للّاجئين الفلسطينيين غربي العاصمة بيروت.

في صبيحة 16 أيلول عام 1982 كان المخيمان محاصرين بشكل كامل من جيش الاحتلال وميلشيات «جيش الجنوب» العميلة حيث تم سد كل المداخل المؤدية إليهما مما أدّى إلى تغييب إعلامي أثناء وقوع المجزرة.
بدأت بعض المليشيات الانعزالية بقيادة «فادي افرام» وبإشراف «إيلي حبيقة» قائد ميليشيا حزب «القوات اللبنانية» بعمليات تصفية واسعة طالت النساء والأطفال وحتى الشيوخ، حيث تم استخدام السلاح الأبيض بشكل شبه كامل بعد أن صار المخيم خالياً من المقاومين الفلسطينيين الذي انسحبوا بناءً على اتفاق بوساطة أمريكية والتي تعهدت بسلامة ذويهم.
وكنتيجة للصدى الإعلامي الذي أحدثته المجزرة، التي راح ضحيتها ما يزيد عن 3000 شهيد حسب منظمات إغاثية دولية، قامت حكومة العدو بتشكيل لجنة عرفت فيما بعد باسم لجنة «كاهان» مهمّتها «تقصّي» حقيقة المجزرة ومرتكبيها.
أفضت اللجنة إلى أن ميلشيات لبنانية قامت بالمجزرة بشكل مباشر فيما تم تحميل كل من أرييل شارون وزير الحرب آنذاك ورافائيل إيتان رئيس الأركان في حينه مسؤولية غير مباشرة، إذ لم يحولا دون حدوث المجزرة حسب تقرير اللجنة.
تجدر الإشارة أنّه في عام 2002 تم اغتيال إيلي حبيقة إثر كشفه عن نيته بالتوجه إلى المحكمة الدولية مشيراً إلى أنه ينوي الفصح عن كل ما بجعبته حيال هذه المجزرة.
بالعودة إلى تقرير لجنة كاهان نجد أن في التقرير تفاوتاً كبيراً في أعداد الضحايا مقارنةً بأرقام المنظمات الميدانية والمؤسسات الدولية، حيث ذكر تقرير كاهان أن عدد الأطفال الذين لقوا حتفهم في هذه المجزرة بلغ حوالي 20 طفلاً فقط! فيما أشارت تقارير منظمات محلية ودولية على أن ما لا يقل عن خمس الضحايا من الأطفال دون الثامنة عشرة  من العمر، والأمر نفسه بالنسبة للنساء، فحسب اللجنة لقت 15 امرأة حتفها في هذه المجزرة فيما أشارت التقارير أن حوالي ربع الضحايا هم من النساء دون أن ننسى أن التقرير قلل من شأن حالات الاغتصاب التي وقعت وملف المفقودين الذين لم يعد أي منهم.