هل انتهى شهر العسل بين المرجعية وأزلامها في الحكم ؟

هل انتهى شهر العسل بين المرجعية وأزلامها في الحكم ؟

وأخيراً تفجر الصراع علناً بين المرجعية النجفية وساسة بغداد، فقد رد حيدر الغرابي الأستاذ في الحوزة النجفية وأحد المقربين من مرجعية النجف، على تصريحات عزت الشابندر والأتروشي من الكتلة الكردستانية، معلناً بأن:«المرجعية هي من أوصلت هؤلاء السياسيين إلى الحكم... ولولاها لما وصلوا».

ضمّن الغرابي تصريحاته حديثاً عن البديل السياسي الذي يمكن للمرجعية أن تدعمه، وقال بأن:«المرجعية بمقدورها إسقاط العملية السياسية المهترئة... ووقف نزيف الدماء «الشيعية» وهدر الثروات... ».
صراع المرجعيات والأتباع
تواصل هجوم ممثلي المرجعية في صلاة العيد، حيث أعلن ممثل السيستاني خطيب الجمعة في كربلاء الشيخ عبد المهدي الكربلائي: «أن المرجعية المستندة إلى قاعدة جماهيرية عريضة قادرة على تشخيص مصالح الشعب وتشخيص المفاسد...».
بعد عشر سنوات على العملية السياسية الفاسدة تتفجر أزمة كبيرة بين المرجعية وأتباعها في الحكم على وقع اندلاع احتجاجات جماهيرية واسعة في البلاد تجعل مصير العملية السياسية والطبقة البرجوازية الطفيلية الحاكمة على حافة الانهيار، بل وتهدف إلى الإطاحة بالعملية السياسية برمتها، خصوصاً وأن المحاصصة الطائفية والإثنية، والتفجيرات والاغتيال والفساد الشامل لا تزال تطبع المشهد السياسي.
تحاصص المالكي-برزاني
كما جاء إعلان مقتدى الصدر عن اعتزاله العمل السياسي وإغلاق مكتبه بالنجف في سياق الدور التنفيسي للأزمات الذي دأب التيار الصدري على لعبه، فقد لف لفة طويلة بعد الانتخابات الماضية في أزمة تشكيل الحكومة ليرضخ بالأخير لقرار تكليف نوري المالكي، وأنقذ حكومة المالكي من احتجاجات 25 شباط 2011 بموافقته على برنامج الـ100 يوم الذي أعلنه آنذاك نوري المالكي، بل طالب الجماهير بمنح الحكومة ستة شهور لتلبية مطالب الجماهير المحتجة، وهاهو اليوم يحاول تشتيت الشارع العراقي المتأجج، والذي سيتوج تحركاته الجماهيرية من المدن إلى عمل جماهيري مركزي في بغداد والمقرر في 31 آب 2013، بتوجيه الأنظار إلى معركة مفتعلة مفبركة أطلق عليها تسمية الاعتزال السياسي.
إن الاتفاق غير المعلن بين نوري المالكي ومسعود البارزاني على تقاسم السلطة في العراق، والذي يتسلم بموجبه البارزاني منصب رئيس الجمهورية ويستمر المالكي في رئاسة مجلس الوزراء لولاية ثالثة، وتعويم قضايا الخلاف المستعصية «كركوك - المناطق المتنازع عليها - النفط والغاز»، أدى إضافة إلى الصراع الدائرعلى تركة الطالباني، إلى تمزق الكتل السياسية الثلاث والتحضير لتشكيل كتل جديدة متحررة شكلياً من نظام المحاصصة مع المحافظة على جوهره.
 من جهته شن نوري المالكي حملة تهديدات مباشرة ضد القوى التقدمية في حالة خروجها في تظاهرات احتجاجية مستخدماً صندوق المفردات سيئ الصيت، فقد حرض العشائر على التصدي المسبق ومن الآن ضد الذين ينوون التظاهر.
 يعدّ العراق من أغنى الدول في العالم التي تمتلك النفط والغاز، في وقت يعيش فيه شعبه حالة فقر مدقع وانعدام تام للخدمات الأساسية، وفي ظل نظام تحاصصي طائفي فاسد، وإن مطلب العراقيين الرئيسي الشرعي اليوم، هو أن الوقت قد حان للتحرر من نظام المحاصصة التابع للإمبريالية الأمريكية وإقامة جمهورية العدالة الاجتماعية القادرة على ملاحقة الإمبريالية الأمريكية دولة وقادة لمعاقبتهم على جريمتهم الكبرى بحق العراق وطناً وشعباً.