خلف الستار في أمن الدولة الأمريكي
ترجمة : بطرس شنيص ترجمة : بطرس شنيص

خلف الستار في أمن الدولة الأمريكي

السيناتور رون ويدن: «هل تقوم وكالة الأمن القومي بجمع البيانات عن الملايين أو مئات الملايين من الأميركان؟» مدير الاستخبارات القوميّة جيمس كلابر: «لا سيدي»!

في 12 آذار 2013 ارتكب مدير الأمن القومي كما يبدو شهادة زور في قسم اليمين الدستوريّة أمام اللجنة المختارة في مجلس الشيوخ بشأن المخابرات. وهناك احتمال طفيف بأن توجه إليه التهم بالجرم، ولكن سنعود لذلك لاحقاً.

هل يدرك أحد حجم ونطاق المراقبة الحكوميّة الأميركيّة؟
ليست هذه المسألة فقط عن وكالة الأمن القومي، فهي ليست وكالة المراقبة الوحيدة ضمن وزارة الدفاع، وليست الوزارة الوحيدة التي تجمع المعلومات السريّة. وكالات جمع المعلومات السريّة موجودة أيضاً ضمن وزارة العدل، الماليّة، الطاقة، الولاية، الأمن الداخلي، وأيضا الاستخبارات المركزية.
رسميّا، فإن مجتمع الاستخبارات الأميركي يشمل مكتب مدير الاستخبارات القوميّة  بالإضافة إلى ستة عشر كياناً استخباراتياً، معظمهم عسكريّ، والمهمة الموكلة لمدير الاستخبارات القوميّة هي «إدارة التكامل الاستخباراتي» للكيانات الأخرى «والتي تعمل بشكل مستقل أو تعاوني» لجمع المعلومات السريّة.
لا يوجد رقم يمكن الاعتماد عليه في تقدير عدد الأشخاص الذين يعملون في مجتمع الاستخبارات، إضافة لذلك يوجد عدد غير معروف من المتعاملين في الخارج مع الاستخبارات.

تصريحات أمنيّة سريّة للغاية!
تبعا لتقارير مكتب مدير الأمن القومي حول التصاريح الأمنيّة في كانون الأول لعام 2013، فإن حوالي خمسة ملايين شخص يحملون واحدة من التصاريح الأمنية المقسمة على ثلاثة مستويات وذلك حتى تشرين الأول من عام 2012. بينما نجد أن السماح بالدخول إلى أعلى مستويات السريّة من المعلومات محصور بمليون وأربعمئة ألف شخص فقط!.
في عام 2010 نشرت صحيفة واشنطن بوست سلسلة مقالات بعنوان:«أمريكا سريّة للغايّة» وصفت فيها مجتمع الاستخبارات بـ«عالم مخفي ينمو خارجاً عن السيطرة» كُتبت بقلم دانا بريست ووليام أركين بعد عامين من التحقيقات.
«العالم السريّ للغاية الذي ابتدعته الحكومة كرد على الإعتداءات الإرهابيّة في 11 أيلول 2001، قد أضحى ضخماً جداً، ثقيلاً جداً، وسريّاً لدرجة أن لا أحد يعلم كم من المال يكلّف، كم شخصاً يوظف، كم برنامجاً يوجد فيه، أو بدقة أكبر كم وكالة تعمل العمل نفسه».
كما وصفت المقالات مؤسسة الاستخبارات بأنها:«هائلة جداً لدرجة أنه من المستحيل تحديد فعاليتها»، ووفقاً للمقال، فمؤسسة الاستخبارات مكونة من 1271 منظمة حكوميّة على الأقل و1931 شركة خاصة تدير أكثر من عشرة آلاف موقع في الولايات المتحدة وحدها، بتصاريح أمنيّة بالغة السريّة لما يقارب 854000 شخصيّة في عام 2010 (نحو ثلاثة أضعاف سكان مركز واشنطن العاصمة)!.
أمن الدولة الأمريكي
لديه مكتب بالقرب منك
خلف الحكومة الاتحاديّة يوجد أكثر من 16000 وكالة لتطبيق القوانين المحليّة والإقليميّة بالإضافة إلى مئة مركز ربط أمني، كلها «تلعب دوراً حاسماً في حماية أمن الوطن»، وذلك حسب تقرير أعده المعهد الوطني للعدالة في جامعة ولاية ميشيغن عام 2011، وقبل 11 أيلول كان هناك حوالي ثلاثة آلاف وكالة من هذا النوع فقط.
هناك طريقة واحدة لفهم استجواب مدير الاستخبارات القوميّة كلابر في آذار 2013:
يسأل «ويدن»: هل تقوم وكالة الأمن القومي بجمع البيانات عن الملايين أو مئات الملايين من الأميركان؟
يجيب «كلابر»: لا سيدي
«ويدن»: لا تجمع البيانات؟
«كلابر»: ليس عن سابق نيّة، هناك حالات تقوم بها، عن غير قصد، ربما، بجمع المعلومات، ولكن ليس عن سابق نيّة!!.
• عن غلوبال ريسيرش