مراسل قاسيون

مراسل قاسيون

email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

هاجس الأكل...

صباح كل يوم يستيقظ العم أبو محمود وتستيقظ معه أوجاعه وآلامه، فصوت طقطقة عظامه المنهكة- الذي يوقظ الميت من قبره– كافٍ ليعبر عن مدى التعب والآلام التي يعاني منها العم نتيجة جلوسه المستدام على كرسي باص النقل الداخلي الذي يعمل عليه سائقاً منذ أكثر من خمسة عشر عاماً.

جسر البوكمال الوحيد بحاجة إلى الصيانة.. ولا مجيب!

زيارات عديده تقوم بها الجهات الرسمية لمحافظة دير الزور، سواء على شكل فريق حكومي، أو كزيارات فردية لوزراء أو مسؤولين، وهذه الزيارات غالباً تشمل مدينة المياذين وأحياناً بعض البلدات في المحافظة، لكنها دائماً تستثني مدينة البوكمال، لتبدو هذه المدينة وكأنها منسية، أو خارج خارطة المتابعات الرسمية في الزيارات الميمونة!

ناعورة البشريات بحماة بعين الخطر بكل لا مبالاة واستهتار!

لا تزال معظم المواقع والصروح الأثرية السورية تعاني من الإهمال بذرائع واهية مثل الحصار الاقتصادي، وعدم كفاية الموارد، وعدم وجود موازنات، وصولاً إلى بيروقراطية وترهل واضح في تنفيذ بعض الإجراءات، حال دون اتخاذ مواقف جدية وتدخل مباشر لإنقاذها من التداعي والتهتك والدمار!

أزمة العطش في الصيف اللاهب!

لا يمكن لأحد تصور الحياة دون كهرباء ولا ماء، وبدرجة حرارة تقارب الأربعين درجة مئوية، إلا المواطن السوري الذي يعيشها ولا يتصورها فقط!

البؤس المكتسب...

قبل عدة سنوات وتحديداً قبل سنوات الأزمة كانت حياتها مستقرة وبسيطة، حياة جميلة خالية من الهموم والكوارث الاجتماعية من فقر وفقد وعوز وعجز وجوع. لتنفجر الأزمة في آذار 2011 وينفجر معها تشوه حياة الآنسة نهاد، وتبدأ الفواجع بضرب استقرارها وبساطة عيشها فاجعة وراء أخرى.

من ظلام القهر تشرق الحياة... وأي حياة

يوم السبت، الخامس والعشرين من آب لعام ألفين واثني عشر، في هذا التاريخ كان أمجد لا يزال طفلاً يبلغ من العمر عشر سنوات، فحياته قبل هذا التاريخ ليست كما بعده، في هذا التاريخ انقلبت حياته رأساً على عقب، تحول من الطفل الأصغر لعائلة تتألف من ستة أفراد هو وأبوه وأمه وأخوه الأكبر وأختاه، إلى الذكر الوحيد في هذه العائلة المفجوعة، بعد أن كان أكبر همومه أن يأخذ «خرجيته» من أبيه أصبح همه الأول والأخير إنقاذ ما تبقى من أهله بعد أن ضربت وحشية الأزمة استقرار بيتهم وهدوء حياتهم لتخسر هذه العائلة الأب والأخ الأكبر وينجو أمجد بأعجوبة من عاصفة الموت ذاك اليوم.

عندما يكون سوق العمل رمالاً متحركة

ولدت وولد معها قدرها الممزوج بالقهر والفقر والبؤس، حنان سيدة بالخامسة والثلاثين من عمرها، هذه السنوات التي قضتها في فرامات سوق العمل منذ أن كانت طفلة، منذ نعومة أظفارها التي لا تتناسب وشدة خشونة هذه الفرامات التي لا توفر كبيراً أو صغيراً، هذه المطحنة التي تطحن كل من يدخل ضمنها سواء كانت امرأة أو رجلاً، سواء كان طفلاً أو مسناً. فبدلاً من استكمال تعليمها وممارسة طفولتها بالشكل السليم، بدأت حنان خوض معارك سوق العمل القاسية وعمرها لا يتجاوز عشر سنوات من أجل مساعدة أسرتها وإعانتها على تأمين لقمة عيشهم.