طوابير الخبز في القامشلي

طوابير الخبز في القامشلي

هنا يقف الناس في طابور الغاز، وهناك يقفون في طابور الخبز، وفي مكان ثالث يقفون في طابور المازوت أو بعض المواد التموينية أو أمام الدوائر الرسمية! وحال القامشلي من الطوابير كحال كل البلاد!

الخبز والشتاء

عاشت القامشلي موجة من البرد وتساقط الثلوج خلال الأسبوع الماضي، ولم يكن البرد وحده ما يشغل بال أهالي القامشلي الذين تحدثوا إلى مراسل قاسيون عن صعوبة الحصول على مازوت التدفئة في المدينة.
إضافة إلى مازوت التدفئة، أضافت هذه الأيام الشتائية إلى معاناتهم صعوبة الحصول على خبزهم اليومي! وعاش سكان القامشلي مشكلة تأمين الخبز، وحصلت حالات اكتظاظ وطوابير يومية أمام أفران المدينة من أجل تأمين الخبز، ويُذكَر أنَّ مدينة القامشلي قد عرفت أزمات الخبز عدة مرات خلال الأزمة وما قبلها كما في العديد من مناطق البلاد.

أزمة الخبز في أرض القمح!

قال بعض أهالي القامشلي: نحن نعيش في منطقة تنتج القمح وبالكاد نشبع خبزاً! ولسان حالهم ينتقد تكرار أزمة الخبز، وعدم توفره بين فترة وأخرى.
وقال آخرون من سكان المدينة، إنهم مضطرون للوقوف ساعات طويلة في طوابير الخبز أمام الأفران رغم توفَّر القمح والطحين في المنطقة وكثرة عدد الأفران المنتشرة في أحياء المدينة.
كما انتقد الأهالي قلة توفر الخبز، متحدثين عن أن السبب وراء ذلك يعود إلى بيع أصحاب بعض الأفران لمخصصات الطحين بشكل غير قانوني أو تخصيص الخبز للمطاعم التي تتعاقد مع الأفران، وذلك على حساب الأهالي وحاجتهم اليومية إلى الخبز.
أما أصحاب الأفران في القامشلي، فقد قال بعضهم إن سبب أزمة الخبز وصعوبة توفره متعلق بالدرجة الأولى بتراجع مخصصات الطحين التي تحصل عليها الأفران، إضافة إلى حصول نقص في مخصصات المحروقات المخصصة للأفران أيضاً. كما يقول أصحاب المطاحن إن السبب في انخفاض كميات الطحين التي تنتجها هي أن الكهرباء لا تصل إلى تلك المطاحن بشكل منتظم وبسبب تعطل المولدات المستخدمة في تلك المطاحن أحياناً.

جودة الرغيف والحلول الجذرية

يؤكد الأهالي، أنَّ جودة الرغيف سيئة ونوعيته متراجعة، وقضية جودة الرغيف هو موضوع انتقاد مستمر للأهالي في القامشلي منذ عقود، فلا أزمات الخبز تختفي، بل تتكرر كل حين وآخر، ولا جودة الرغيف ونوعيته تتحسن، بل في تراجع مستمر حسب ما قاله الأهالي لمراسل قاسيون.
ويتساءل الأهالي عن سبب غياب الحلول الجذرية لهذه المشاكل العالقة منذ عقود، المشاكل التي تضاعف تأثيرها خلال الأزمة، رغم الحاجة الملحة لحل هذه القضية جذرياً، لأنها تتعلق بتوفير حاجة من حاجات الناس الأساسية يومياً. كما يتساءل الأهالي عن سبب توفر الخبز السياحي ذي السعر العالي، بينما الخبز المدعوم يعاني من أزمة في توفره بين حين وآخر بسبب كميات الطحين أو المحروقات، أو بسبب تلاعب أصحاب الأفران والفاسدين بلقمة الناس واستغلال حاجتهم.

مطالب الأهالي

تحتاج المحافظة يومياً إلى حوالي 450 طناً من الطحين، وتوجد ثلاث مطاحن في المحافظة، هي مطحنة الحسكة، ومطحنة الجزيرة، ومطحنة القامشلي، وتنتج المطاحن الثلاث حوالي 200 طن يومياً، أي أقل من نصف الكمية التي يحتاجها السكان يومياً.

بينما تتبادل الجهات المختلفة الاتهامات في سبب أزمة الخبز الأخيرة، يطالب أهالي القامشلي بتوفير كميات كافية من الخبز، وإيجاد حلٍّ جذري لهذه المشكلة، ورفع مخصصات الطحين والمحروقات والطاقة الكهربائية للأفران والمطاحن.  

معلومات إضافية

العدد رقم:
953
آخر تعديل على الإثنين, 17 شباط/فبراير 2020 12:57