الفرحة المحبوسة جواتنا!
دعاء دادو دعاء دادو

الفرحة المحبوسة جواتنا!

بس هل المرة.. رح نبعد عن قصة المعيشة، وعن أدان الحكومة اللي عاملة حالا مو سمعانة وجع الناس! لأنو هل المرة في شي وجّع كتيرين من الكبار والصغار- رجال ونسوان... كان موعدو مع راس السنة.. 

جربتو إنو تنتقلوا بحزنكون وقهركون من سابع سما للأرض كرمال تفرحوا؟
هاد اللي حاول أغلب السوريين يلي عايشين ع الهامش إنو يعملوه براس السنة، لأنو بواب الفرح والسعادة ضيقة كتير.. وصارت لحظات السعادة نادرة جداً بالنسبة الهون...
المفروض راس السنة فرحة وسعادة للكل.. ولجميع طبقات المجتمع.. والفقير قبل الغني بهالظروف التعيسة...
ويمكن من حق الكل يفرح ويطير عقلو كمان أنو خلص من سنة كانت بالنسبة للأكترية تحت عنوان عريض تحتو خطوط حمرا «عذاب ما عم يخلص»... بس اللي شافو الفرح والبسط بهل اليوم هاد هنن هدوليك الكبار- الأغنياء- تجار الحرب- الفاسدين والحرمية يلي عم يسرقوا لقمتو للفقير...
هدول اللي فرحوا أكتر مالون فرحانيين.. هدول اللي تبعزقوا وصرفوا من مصاري المفقرين اللي عم يسرقوها وهنن عم يعملوا أزمات وعم يخلقوا سوق سودا..
هدول يللي خلو الفرحة بوجهة نظرون عبارة عن إبداع بكب المصاري هون وهون وبلا طعمة.. هنن اللي احتفلوا.. وكأنوا اقتصر حق الفرح والسعادة إلهون وبس.. متل كل مرة وكل مناسبة!
براس السنة... ويمكن بكل راس سنة أو بكل احتفال أو مناسبة أو عيد.. إلخ، عم يحاولوا المسحوقين بالتحديد من السوريين إنو يجربوا الفرح... بس للأسف ما عم ينجحوا! لأنو بكل لحظة في مين عم يفرض عليهم حبة زيادة من القهر، لأنو الجماعة اللي فوووق حالفين يمين وعظيم ما تفّرح قلوبهم... وما بدها تكسر يمينها وتدفع كفارة!!
طبعاً كتار ما قدروا يشتروا لولادهم تياب ليستبقلوا السنة الجديدة بتياب جديدة متل غيرهم..
وكتار ما قدروا يجيبوا أقل الشي ممكن بهالمناسبة وهو «قالب كاتو مزين» مو حاف وناشف.. لأنو أسعارو كانت بين الـ 15 ألف والـ 85 ألف!!.. دخلكون، هدول موصين ع مواد التصنيع من برا حتى وصل سعروا هيك؟؟.. لأ، وفوتو ع المحلات هي بالتحديد يوم راس السنة بتلاقيها فاضية.. البضاعة كلها منباعة..
أي مين حسنان يشتري كاتو بـ 85 ألف يا عالم غير يلي نازل عم يشفط مصاري وطالع عم يشفط مصاري وهمو بس شوفوني يا ناس كيف عم كب المصاري يلي أنتو بحاجتا لتشبعو اللقمة؟!
طبعاً الغالبية مو قدرتهم يحتفلوا برا البيت، لأنو ببساطة كانت كلفة الاحتفال بين 50 ألف والـ200 ألف ع الشخص ببعض الأماكن «الكلاس» تبع النخبة.. والحجز مسبق.. العمى تخيلوا الكلفة أديش على عيلة أو ع شلة «بلهموطية» فاتورتها بهاليوم!!؟ الحكي عن ملايين يا عالم!!..
واللي طلع من بيتو يادوب تمشى شوي ورجع وكنكن مع ولادو.. وكتار احتفلوا ع التلفزيون ومواقع التواصل الاجتماعي وهنن عم يشوفوا ويتحسروا ع حالون إنو ما فيون يعيشوا ولو طقس واحد من طقوس السعادة يلي هي من حق الكل، بس فقرهم واستغلال هدوليك الكبار منعوهم يعيشوا الفرحة متلن متل غيرون.. حتى ولو بجزء صغير وبسيط كتير... يعني من شو بيشكي صحن البوشار البيتي بهالمناسبة؟!.
وعفكرة، كتار ما احتفلوا أصلاً.. وكانت ليلة راس السنة متل غيرها من ليالي القهر!!
لك وهدول نفسهم اللي ما قدروا يشتروا شي بهالمناسبة ولا يحتفلوا فيها.. ما قدروا يشتروا المستلزمات الأساسية لبيتهم وحاجاتهم اليومية المعتادة كمان، لأنو كالعادة الأسعار براس السنة طااااارت لفوق بالعالي.. والسبب أبداً مو مجهول.. لأن فوق كل هاد صار في احتكار ورفع أسعار للمواد الغذائية وانمنعت عنهم كمان، لأنو في مين أبدى منهم ودفيعة.. من هدوليك يلي همون وهدفون الأساسي يتفشخروا قدام يلي متلون من طبقة النخبة والحرمية يا بعدي.. وقدام هالمشحرين اللي متلنا...
يا حسرتي ع حالنا، ما حسنّا نشتري ونحتفل إلا بالخيبة بدايةً من راس السنة.. وبعدنا مكملين باقي أيام السنة متل العادة... وكلون عاملين حالون ماعندون خبر فينا... يا حرام عليهون.. ويا ويلون من الله..

معلومات إضافية

العدد رقم:
947