عيشتنا وحياتنا الكافرة..!
دارين السكري دارين السكري

عيشتنا وحياتنا الكافرة..!

بالرغم من كترة البضاعة خصوصاً الألبسة والأحذية بالأسواق السورية، إلا إنو الأسواق شبه فاضية من الزباين.. لأنو الأسعار مرتفعة بشكل خيالي، وما حدا حسنان يبلعها لا بميزان ولا بقبان، خصوصاً نحنا فايتين ع موسم الشتوي وكلنا منعرف شو يعني موسم الشتي!!. يعني فتوح مدارس، ومونة، وتعباية مازوت، وبالنهاية «كسوة الشتا!».

الأسواق بمدينة دمشق كتيرة وكبيرة، ومليانة بضاعة بتاخد عقل الواحد، لدرجة إنو إذا بيمر من السوق وهو راجع ع بيتو المسا وخطف نظرو ع شي واجهة محل وشاف شي موديل أو لون من هل الألوان اللي بتسرق الأنظار، بيصير لا إرادياً بدو يشتري حتى لو ما كان بحاجة لقطعة جديدة.. بس أول ما بيفوت ع المحل وبيشوف الأسعار! بيلف وبيطلع من المحل بشكل بيتناسب طرداً مع جمالية القطعة التي فات ليشوفا.

الارتفاع الجنوني للأسعار

سجلت أسعار الألبسة والأحذية (المحلية والمستوردة) ارتفاعاً بنسبة 15% مقارنة مع أسعار السنة الماضية، حتى وصل سعر بنطال الجينز النسائي أو الرجالي لحدود 15000 ليرة. ارتفع سعر الجاكيت لوصل بين الـ 30-75 ألف ليرة.. وهون ما فينا نهمش أسعار الماركات اللي وصل فيها سعر الجواكيت لأكتر من 100 ألف ليرة!!.
بالنسبة لأسعار الأحذية فبتتراوح سعرا من محل لمحل تاني بين الـ 18000-25000 ليرة وبتوصل لأكتر ببعض الأماكن الراقية.. أما بالنسبة للبيجامات النسائية اللي الوحدة بتلبسها بس وقت النوم، فاليوم وصل سعرا لحدود 20000 ليرة.. هل الأسعار هي بتختلف بين النسائي والرجالي طبعاً.
أما الطامة الكبرى بترتكز بأسعار الولادي حسب ما تم نقله ع لسان أحد الأمهات «نزلت لأشتري فستان لبنتي اللي عمرا 3 سنين... طلع حقو 30 ألف ليرة!!... بدي أفهم شو أكل قماش واكسسوار لحتى هيك حقو؟؟».

مخاوف التجار

من هل المشاهدات هي من حالة الركود الكبير في الأسواق، وضعف الحركة الشرائية، التاجر «الصغير طبعاً مو الكبير» اليوم صار عندو خوف وذعر من ضعف الحركة التجارية، بعكس ما شهدتو أسواق «البالة» بسبب اتجاه كتير من المواطنين إلها كونها أرخص بكتير وجودتها أعلى بكتير من القطع الغالية اللي موجودة بأسواقنا.

النقل الداخلي حكاية عذاب ما عم تخلص!

أما إذا الواحد مقرر إنو ينزل يشتري فلازم يكون ضابب إيدو كتير، وفينا نقول مندون مبالغة لازم يكون مشتغل أكتر من شغلة ليحسن ينزل يشتري قطعتين «بنطلون وكنزة»، وهو نازل ع السوق قبل ما يوصل ويربط راسو من الأسعار، بيصير يربط راسو من الزحمة الي ناطرتو!!. الزحمة اللي لهلق ما إلتقالها حل، طبعاً ما مننسى إنو نحن كمواطنين مشحَورين ومن ذوي الدخل المحدود ما فينا إلا نادراً جداً أنو نركب تكسي لأنو عند شوفيرية التكاسي «لا منرحمكون ولا منخلي رحمة الله تنزل عليكون»، لهيك منضل ناطرين السرافيس فترات زمنية طويلة لحتى بالنهاية نطلع «قرفصه» أغلب الأوقات أو منوقف بشكل منحني هاد الشكل الي بيكسر الضهر.. هيك لينزل حدا ويصير في شاغر بالمقاعد. أما إذا صحلنا وركبنا بباصات النقل الداخلي فلازم نفوت بحفلة راقصة لأنو منضل نروح يمين- شمال، لقدام- لورا ويمكن نطير كلنا لعند الشوفير إذا كان معصب وعم يسوق بسرعة كبيرة.. طبعاً مع وجود أزمة «الخمسين ليرة!!» اللي صارت موضة العصر بحجة عدم توفرها عند العالم، وصاروا يرجعوها ع الشكل التالي: بالصيدلية: نص ظرف سيتامول أو لصقات طبية. بالسوبر ماركت: بسكوتة. بالمقهى: رفعو الكلفة لحالون وماعت رجعوها. بالتكسي: الله يعوض عليك. بالميكرو: بيخانقك الشوفير وكأنو الحق عليك منشان تقلو أخي الله يسامحك. بالفرن: ما في ربطة وحدة، يا بتاخد 2 يا بتنقلع، لأنو ما معو 50 يرجعلك... وصبرٌ جميلٌ والله المستعان.
لهيك أغلبنا اليوم بيطبق مقولة «عليك بقدميك» ومنستخدم السيارة «الـ 11» الله يديمها نعمة علينا.

مطلوب موظفين بخبرة لا تقل عن 3 سنين!

من ضمن فعاليات «شوفينغ» اللي أغلبنا مننزل ع السوق لنكحل عيونا بس! أغلبنا من شباب وبنات- طلاب جامعات وخريجين بيكون عم يدور ع فرصة عمل «بدكون ما تقرفوا ع كلمة فرصة!!»، وطبعاً مندور ع واجهات المحلات ع كلمة «مطلوب»، لأنو ببساطة أية شركة بالقطاع الخاص ما بترضى توظف إلا لتكون عندك خبرة، وأنت كطالب عم تدرس وبحاجة إنك تشتغل لتكفي تعليمك في ظل تدني مستوى المعيشة وارتفاع الأسعار.. إلخ، ما بيحقلك إنك تتوظف حتى لو كنت خريج جديد بس لإنو ما عندك خبرة.. فبتصير تدور ع واجهات المحلات كرمال تشتغل وتحس حالك إنك مواطن عندو كرامة ببلدو.. بس للآسف حتى هدول المحلات صارت تطلب خبرة بالبيع- التسويق- كاشير.. ومندون مبالغة كمان التنظيف، لأنو عم يعطوك راتب زبالة ولازم أنت تشتغل متل الشطور بهاد الراتب.
مطلوب موظفين بخبرة 3 سنوات، هي الجملة عملت عقدة نفسية للطلاب المحتاجين وللخريجين الجامعيين الجدد، فرص التوظيف حسب ما عم يتم نشره كتيرة، بس للآسف المستفيدين أو الحاصلين ع هل الفرصة قلال كتير.. اليوم صارت كلمة «مطلوب موظفين» استغلال للحاجة وحرقة قلب للي ما عندو خبرة... والخبرة منين منجيبها؟؟ الله بيعلم!! وبالنهاية، بيطلعلك تصريح لشي مسؤول بيقول فيه «نحن عم نأمن فرص عمل لنحد من البطالة»... الله يفرج أحسن الشي..

الخاتمة

يعني والله اللي بيقول اليوم «ما بدي اتجوز ولا بدي خلف دوبني انفد بحالي»، بظل تدني مستوى المعيشي اللي ما عم يرتفع ولا عم يتعالج، وبظل الغلا اللي ما حدا عم يضبطوا، بالنهب والنصب ومص دمو للواحد عينك كنت عينك ما حدا رح يلوم حدا، ومو بس الجوع الكافر... حتى اليوم حياتنا وعيشتنا صارت كافرة..

معلومات إضافية

العدد رقم:
935
آخر تعديل على الإثنين, 14 تشرين1/أكتوير 2019 13:53