لهّاية..
نوار الدمشقي نوار الدمشقي

لهّاية..

حكاية دعم الليرة وشعار ليرتي قوتي وغيرها من المبادرات والتسميات كانت حديث الشارع الأسبوع الماضي كله، ولسا شغالة وح تستمر.. وكل هاد كرمال بركي ينزل سعر الدولار عن عرشو اللي تتوج فيه بطلاً ع حساب الليرة وع حساب معيشتنا نحنا المغلوبين ع أمرنا وبس.. بالوقت اللي حصدوا فيه كل الحيتان الكبار فوائد اللعب بالعملة وبالأسعار وفينا.. لك وبالبلد كمان..

يعني القصة كلها كانت لهاية عم تلوكها الناس بلسانها وسنانها بس بدون ما تعمل معهم شي ع مستوى الفائدة.. لا بالنسبة لتحسين مستوى المعيشة اللي زاد تدهور.. ولا بالنسبة للأسعار اللي دائماً بتطلع وبتستحي تنزل..
والألعن من هيك أنو كل الحديث اللي عم يصير عن الليرة والدولار والدعم والمبادرات والذي منو، كنا نحنا منسيين من مضمونو.. لك ما حدا التكشنا بكلمة أو بليرة دعم زيادة مشان قلع عين بليس مو أكتر.. لا بالعكس صار في حديث عن الدعم الموجود وعن احتمال إلغاؤو كمان..
أما الظريف بكل القصة أنو اللي ع أساس بدهم يدعموا الليرة بالمبادرات اياها هنن نفسهم اللي بيرفعوا الأسعار علينا بدون ما ينزلوها ودائماً بيتحججو بالدولار والعقوبات والحصار.. هاد إذا ما قلنا أنو في منهم هنن سبب ضعف الليرة وقوة الدولار ع حسابها وحسابنا.. وخاصة اللي بينحطوا تحت اسم رجال أعمال من غامض علمو.. ومو معروف منين وكيف صاروا رجال أعمال أصلاً.. وواحدهم صار يحكي بملايين ومليارات الدولارات بكل رياحة.. لك ومنيييين ماحدا بيعرف!
شو بدكم بطول السيرة.. بالمبادرة الأخيرة تبع دعم الليرة قال أنو ممكن يتجمع بحدود مليار دولار من التجار خلال كم يوم.. يعني رقم كبير ومو قليل أبداً.. بس السؤال مو منين الدولارات تحت الإيد بالبلد.. لأن الحكي عن أسبوع يعني أنو هي الدولارات فراطة بين الإيدين مو بالحسابات المصرفية جوا وبرا.. بس ليش لهلأ حتى طلعت هَيْ الدولارات بعد اللي ضرب ضرب واللي هرب هرب وصار الوضع ع كف عفريت بالنسبة لليرة والمعيشة؟..
والسؤال الأهم من كل هاد.. طيب حبيباتي رجال الأعمال والتجار الحبابين اللي كل همكم مصلحة البلد والليرة.. ليش ما بتشتغلوا بالتوازي مع هَيْ المبادرة بمبادرة تانية ع مستوى الأسعار المتحكمين فيها.. يعني من باب أولى أنو تنزل الأسعار مشان نحس بنتيجة مبادراتكم.. بس أنو والله دعمتوا الليرة بالدولارات وما نزلتوا الأسعار يعني شو استفدنا بالنتيجة.. ح تبقوا عم تطلعوا الفرق من رقابنا نحنا المعترين.. ومع سفقنا منيذة أنو يابا دعمتوا الليرة وبدكم المقابل لاحقاً.. والله أعلم شو ح يكون هاد المقابل.. أكتر من اللي متمتعين فيه من امتيازات واستثناءات..
ويمكن أهم شي من كل الحديث واللعي الفاضي تبع اللّهاية أنو قصة دعم الليرة حتى ترجع توقف ع رجليها مو ممكن تستمر ع هاد الشكل من المبادرات والحملات مهما كانت نتائجها المباشرة.. لأن ما ح تستمر.. ولأن القصة بالبداية والنهاية هي أنو يصير عنا إنتاج حقيقي يدعم الليرة بشكل دائم ومستمر.. إن كان هاد الإنتاج زراعي ولا صناعي ولا شو بدكم تسموه سموه.. يعني شغلو البلد بدل مو موقفينها.. وهدول الملايين والمليارات من الدولارات بدل ما يصير زتهم بالسوق مشان تعديل سعر الليرة ع أساس وح تردوا تسترجعوهم مع فوائدهم من جيوبنا أكيد.. لو بتعملوا فيهم معامل وإنتاج بيكون أحسن.. لك في مثل بيقول «بدل ما تطعميني سمكة علمني أصطاد».. حاجتنا لهاّياّت.. والله التعى قلبنا..
مو هيك ولا أنا غلطان يا حكومة ويا رجال أعمال..

معلومات إضافية

العدد رقم:
933