تمّ حل مشكلة مادة الغاز فمن يضمن السلامة؟
سمير علي سمير علي

تمّ حل مشكلة مادة الغاز فمن يضمن السلامة؟

من المفترض أن مادة الغاز أصبحت متوفرة نوعاً ما، ولم تعد هناك مشكلة أو أزمة تتعلق بتأمينها، لكن ذلك لم يحل كامل المشكلة المتعلقة بجرار الغاز الموزعة على المواطنين، فالكثير من هذه الجرار متهتكة وبالية، والأخطر أن بعضها ذات صمامات غير آمنة.

الحديث عن التهتك والأضرار الواضحة بالهيكل المعدني لأسطوانات الغاز، وعن المشاكل المتعلقة بعدم سلامة صمام الأمان فيها، يوصلنا للحديث عن مخاطر هذه المشاكل ونتائجها المرعبة على السلامة العامة، فأسطوانة الغاز بمنزلة القنبلة الموقوتة بحال عدم توفر كامل الاحتياطات الخاصة بها.

مسؤولية سادكوب وفرص الاستغلال

لا شك أن مسؤولية سلامة أسطوانات الغاز تقع على عاتق شركة سادكوب، كما أن هذه الأسطوانات وصماماتها تخضع سلفاً لمواصفات محددة موضوعة ومعتمدة ومراقبة افتراضاً من قبل هيئة المواصفات المقاييس، كما أن صيانتها الدورية وإخراج التالف منها عن الخدمة من مسؤولية سادكوب أيضاً، حيث من المفترض كبسها وصهرها وإعادة تشكيلها، وبالتالي فمن المفترض أن تكون كافة أسطوانات الغاز الموجودة والمتداولة عبر الموزعين والمسلمة للمواطنين آمنة ومضمونة ناحية السلامة العامة، لكن ذلك لا يمكن تعميمه، فواقع الأمر يقول إن الكثير من أسطوانات الغاز متهتكة، سواء ناحية الحماية المعدنية المحيطة بالصمام وهي بآن فيها مكان للإمساك بها وحملها، أو ناحية قاعدتها المعدنية التي تحمي أسفل الجرة خلال عمليات التحميل والتنزيل، بالإضافة لأن بعضها فيها صمامات متضررة ومعطوبة.
المفروغ منه، أن التعامل غير الصحيح مع الأسطوانات وسوء استخدامها خلال عمليات التنزيل والتحميل وخلال النقل والفك والتركيب هو السبب الرئيس خلف التهتك والأضرار التي تلحق بالأسطوانات، أما الملفت فهو أن الكثير من الأسطوانات المتهتكة بهيكلها المعدني يتم إعادة تعبئتها مراراً وتكراراً، أما الأكثر شذوذاً فهو أن بعض الموزعين يحمّلون مسؤولية التهتك أو العطل في صمام الأمان للمواطنين، سواء في حال اكتشاف العطل في المنزل والعودة إلى الموزع لاستبدال الأسطوانة بغيرها، أو عند الذهاب للموزع من أجل استبدال الأسطوانة الفارغة بأخرى مملوءة، مع المطالبة بمبلغ إضافي على السعر لقاء ذلك خارج تعليمات شركة محروقات، أي أن وجود هذه الأسطوانات المتهتكة والمتضررة في التداول أصبحت فرصة ضغط واستغلال وابتزاز للمواطنين على أيدي بعض الموزعين، بالإضافة لكونها خطرة على السلامة العامة.
الحديث عن المخاطر المتأتية بسبب التهتك والأضرار وعدم توفر عوامل الأمان بأسطوانات الغاز ليس مقتصراً على المنزلي منها، ذات العبوات والحجم الصغير، فالأخطر منها هو الصناعي ذات الحجم والوزن الأكبر، حيث ينطبق عليها كل ما سبق أعلاه، فإذا كانت الأسطوانة المنزلية بمثابة القنبلة الموقوتة فكيف الحال مع الأسطوانة الصناعية الكبيرة.
والمطلوب الكثير من الاهتمام مع الكثير من المسؤولية من قبل سادكوب، سواء ناحية الهيكل المعدني للأسطوانات، والأهم ربما ناحية الصمامات التي من المفترض أنها للأمان، بالإضافة للمزيد من عمليات الرقابة والمتابعة للموزعين منعاً من الابتزاز والاستغلال، فسلامة المواطنين وضمان حقوقهم وأمنهم يجب أن تكون من الأولويات، ولعل ذلك يبدأ من خلال إعادة تأهيل كافة أسطوانات الغاز المتداولة تباعاً، مع إجراء عمليات الصيانة الدورية الحقيقية لها.
فهل ذلك صعب؟.

معلومات إضافية

العدد رقم:
930
آخر تعديل على الأربعاء, 11 أيلول/سبتمبر 2019 15:43