البوكمال..  استغلال وابتزاز ووعود كهربائية مؤجلة

البوكمال.. استغلال وابتزاز ووعود كهربائية مؤجلة

تخلص أهالي البوكمال من معاناتهم مع التنظيم الإرهابي «داعش»، ومن ممارساته المتمثلة بالقتل والذبح والقتل والاعتقال، بالإضافة للممارسات الأخرى المتمثلة بالابتزاز والنهب والسرقة والإتاوات على السلع والبضائع الداخلة إلى المدينة كاحتياجات وضرورات ومقومات للحياة، وذلك بعد أن تحقق حلمهم بدخول الجيش السوري إلى المدينة وتحريرها من هذا التنظيم وممارساته الإرهابية والترهيبية، واستعادة الدولة سيطرتها على المدينة.

بالمقابل، يقول الأهالي: إن حلمهم لم يكتمل، فسرعان ما تبددت فرحتهم لتتحول إلى كابوس آخر على أيدي التجار والفاسدين، وعلى مستوى نقص الخدمات العامة وترديها.

الاستغلال على مستوى التضحيات أيضاً

الأهالي لم يقفوا مكتوفي الأيدي وعاجزين في مواجهة التنظيم الإرهابي، حيث قامت بعض خلايا المقاومة الشعبية، بل وحتى بعض أشكال المقاومة الفردية، خلال فترة سيطرة التنظيم الإرهابي على المدينة، ببعض العمليات العسكرية التي كبدت التنظيم الكثير من الخسائر على مستوى الأفراد والمعدات، وقد توج هؤلاء تلك المواجهات عبر التحاقهم بصفوف الجيش للدفاع عن مدينتهم، وذلك على إثر طرد التنظيم الإرهابي منها وتحريرها، وصولاً لاستعادة سيطرة الدولة عليها، الحلم الذي تحقق من خلال الكثير من التضحيات، بعد طول انتظار ومعاناة.
لكن الأهالي الذين خرجوا منتصرين في مواجهتهم مع التنظيم الإرهابي عِبر تضحيات الجيش، والدم الزكي المراق لتحرير مدينتهم، ما لبثوا أن فُرض عليهم نوع آخر من الممارسات الظالمة من قبل من لا يرحم من التجار والفاسدين وتجار الأزمة المستحدثين، ومن يعمل لمصلحتهم على حساب الأهالي، فقد ظهرت مباشرة الكثير من أشكال الاستغلال والابتزاز التي يمارسها هؤلاء بحق الأهالي، في معركة جديدة فرضت عليهم دون أن يمتلكوا إمكانات مواجهتها مع الأسف.
فالتجار والفاسدون ومن لف لفهم أعادوا إحياء الإتاوة والابتزاز، حيث لا يمكن أن تدخل سلعة أو مادة للمدينة دون دفع مقابل مادي باهظ عليها، تحت اسم «الترسيم» أو سواه من أساليب الابتزاز والتسميات الأخرى، والنتيجة، أن أسعار السلع والبضائع والخضراوات، وغيرها من ضرورات الحياة ومستلزماتها ومقوماتها ارتفعت بسبب ذلك، وما على المواطن المستهلك إلا الرضوخ لمشيئة هؤلاء رغماً عنه، فهو مسكين ولا حول ولا قوة له في مواجهة هذه العصبة المتحالفة من الحيتان، الذين يلقون الكثير من الدعم والتغطية على هذه الممارسات، أو بالحد الأدنى لا يوجد من يردعهم عن غيهم وفجورهم، لتبدو المعركة مع هؤلاء خاسرة بالنتيجة، فمستويات المعيشة تسير نحو المزيد من التردي بالنسبة للأهالي، فيما ينعم هؤلاء بالبذخ والترف على حسابهم، كما على حساب من ضحوا من أجل تحرير المدينة، كشكل آخر من الاستغلال الوقح، خاصة وأن البعض من هؤلاء يزاود على الأهالي بهذه التضحيات للتغطية على موبقاته.

وعود الكهرباء خلبية

بالإضافة لما سبق على مستوى الاستغلال والتردي المعيشي، فقد ظهرت الكثير من المشاكل الأخرى على المستوى الخدمي هذه المرة، بل وتعمقت نحو المزيد من التردي أيضاً.
على سبيل المثال، ومما يثير الكثير من الحيرة والدهشة بالنسبة للأهالي، لقد كانت الطاقة الكهربائية متوفرة في المدينة عندما كانت تحت سيطرة «داعش» الإرهابي، لكنها قطعت لاحقاً لأسباب كثيرة، منها معلن ومنها غير معلن.
بعض الأهالي سبق وأن قابلوا وزير الكهرباء وشرحوا له واقع التزود بالطاقة الكهربائية، الذي وعدهم بإيصال الطاقة الكهربائية إلى المدينة، وتذليل الصعوبات التي تحول دون ذلك، خاصة وأنها وصلت إلى مدينة الميادين والعشارة فور تحريرهما، لكن تلك الوعود لم تثمر حتى تاريخه، علماً أن تحرير المدينة جرى منذ أكثر من عام ونصف، ووعود الوزير مضىت عليها أشهر طويلة حتى الآن دون تنفيذ.
ويقول الأهالي: إن موضوع التزود بالطاقة الكهربائية لا يقتصر على مستوى الاستهلاك الفردي في البيوت فقط، بل الأهم هو ارتباط الطاقة الكهربائية بمجمل الأنشطة الاقتصادية في المدينة، اعتباراً من البرادات في المحال التجارية، وليس انتهاءً بالحرف والورش والصناعة وغيرها، بالإضافة طبعاً لأهميتها بالنسبة لبقية الخدمات الضرورية في المدينة، من الصحة للمدارس لدوائر الدولة، وغيرها من الضرورات المؤثرة بالحياة اليومية للمواطنين، فهي من مقومات الحياة الاقتصادية الاجتماعية الأساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها أو تسويفها إلى أجل غير مسمى.
ويتساءل الأهالي: ما سبب عدم تزويد مدينتهم بالطاقة الكهربائية حتى الآن، ومن له المصلحة بذلك؟ وهل تقف هذه المصلحة عند تجار البدائل والأمبيرات، أم تتعداهم؟ وإلى متى من المفترض أن ينتظروا هذا الحق باعتبار الطاقة الكهربائية خدمة عامة للمواطنين، ومن أساسيات الحياة؟

معلومات إضافية

العدد رقم:
921
آخر تعديل على الإثنين, 08 تموز/يوليو 2019 14:26