بكرا إلنا غَصْب عن الكل
نوار الدمشقي نوار الدمشقي

بكرا إلنا غَصْب عن الكل

يا جماعة الحرب مو معارك بالسلاح وبس.. لك حاسس كأني بقلب جبهة كبيرة ومفتوحة عليي المعارك والحروب من كل صوب وعم تطحني طحن.. مو من هلأ من زماااااان..

لله وكيلكم وقت بروح ع السوق بحس حالي بدي خوض معركة كبيرة.. بس المشكلة أنو ما معي مصاري لأدجج فيها، لأنها السلاح الوحيد الفعال بالسوق.. مشان هيك بطلع خسران.. وبيطلع السوق بالنسبة إلي جبهة معادية.. ولا رقابة هون ولا من يحزنون كمان.. يعني شي مسخرة ع الآخر..
ووقت بروح مشان سدد فواتير الكهربا والمي والهاتف كمان بحس حالي فايت ع معركة الله مولاها.. وبكون متحسب من مبالغ الفواتير اللي بتطلع بوجهي.. والمشكلة أنو العامل الحاسم بهي المعركة هو الوقت، لأنه إذا تأخرت بتغرم بمبالغ إضافية غير أنو ممكن يقطعوا الاشتراكات.. مشان هيك بخوض المعركة وأنا سلفاً بعرف أني خسران فيها.. وبتطلع الفواتير جبهة معادية ما بترحم كمان.. لأن مفهوم الاشتراك بهي الخدمات غير شكل عن المفهوم الحقوقي والقانوني.. لك الاعتراض عليها لحالو مشكلة وجبهة تانية.. يعني ع قولة المتل شر البلية ما يضحك..
أما إذا بدي أركب سرفيس فالقصة ما عادت معركة وبس.. لك حرب مو هيك.. لأن غير الزحمة ع المواصلات بتجيك نعرة من هون أو دفشة من هنيك وما بتعرف مين غريمك.. وفوقها ع أخد ورد مع الشوفير ع الخمسينات.. ودائماً بحاول أنسحب تكتيكياً معترفاً بهزيمتي وبكمل مشاويري مشي.. يعني المواصلات ع الحالة جبهة معادية بس ممكن الالتفاف عليها أحياناً.. أما القاضية بهالمعركة فهيي وقت بضطر أركب تكسي.. ورجاء ما حدا يجيب سيرة النقل الداخلي.. لأن مصيبتو مصيبة هوة التاني كمان..
أما المعركة اللي ما من منها مهرب أبداً فهي مع الطقس بالبرد والشوب والبيئة والهوا الملوث والحشرات والروائح الكريهة اللي بتعبق بالجو.. يعني الواحد منا مو ممكن يهرب من قدرو بهي المعارك اللي جبهاتها كتيرة وكلها معادية لدرجة تسجيل إصابات مرضية محققة فيها.. وخود ع دكاترة وصيدليات على شكل جبهات إضافية ع الجيبة مو محسوب حسابها.. يعني خسارة بخسارة..
منجي للمعركة الممتعة وقت بروح ع الصراف مشان استلم راتبي.. وبكون بكامل همتي ونشاطي وعنفواني.. وعندي استعداد أتحمل الزحمة والتدفيش كرمال الراتب الغالي رغم قلتو.. وأحلى شي نشوة الانتصار بالراتب اللي ممكن تستمر بالخندقة والتقشف لمدة أسبوع كامل.. يعني جبهة الراتب ع هالحالة بتكون شبه مسالمة أسبوع، ومعادية تماماً لمدة 3 أسابيع.. وهيه جبهة خاسرة دائماً وأبداً.. معي ومع غيري.. والحكومة عاملة طناش ع الآخر بهاد الموضوع وكأنو ما بيعنيها أبداً.. تماماً متل مسلسل كوميدي طويل الحكومة هيه البطلة فيه..
لك وشو بدي عد لعد من جبهات ومعارك تانية عم نخوضها كل يوم وكل لحظة.. ع الشوارع المحفرة.. للخدمات العدم.. وامتحانات الولاد ومصروفهم.. والأخد والرد مع الناس وهمومهم.. وكل هي المعارك كمان جبهات معادية منطلع فيها خسرانين بالنتيجة..
هلأ كل هي الجبهات المفتوحة ع المعارك والحروب بتفتح جبهات ومعارك جانبية ع مستوى التوتر والقلق والعصبية والنرفزة والمرض.. كمان جبهات معادية والمعارك فيها خاسرة.. ع حساب صحتنا وع حساب اللي حوالينا وبيتحملونا كمان.. أصلاً اللي بقيان من هدول قلال وعم نحاول نتمسك فيهم بإيدينا ورجلينا.. لأن العيشة بلاهم ما بتنطاق.. لأن هدول بيفرجو الهم بكتير من الأحيان.. وخود ع مألسة من هون ونكتة من هنيك مشان نطري الجو ع بعضنا..
يمكن المعركة الوحيدة اللي بعتبر حالي منتصر فيها رغم كل خساراتي ع الجبهات المعادية المفتوحة عليي هية جبهة بكرا.. لأن الأمل لسا موجود معي بنفس الخندق تبعي لهلأ.. وعم يخوض معي كل المعارك والحروب اللي عشتها وعم عيشها كل يوم.. مشان هيك بضل متمسك فيه لأنو بدونو بتكون مصيبة المصايب..
أصلاً الأمل هوة اللي بيقويني حتى ضل بمواجهة كل الجبهات والمعارك المفروضة عليي واللي عم خوضها غصب عني.. وهوّه اللي بيخليني زيد مواجهتي وشد بعزيمتي وأعترض وعارض وعلي صوتي وقول: بكرا إلنا وبدنا كل حقوقنا الضايعة فيه غَصْب عن الكل.. من الحكومة المطنشة للحرامية الكبار.. والأكيد أنو في كتار متلي ع هالحالة.. يعني جبهة بكرا هيه الأكبر، والانتصار فيها مضمون..
بقى شدو حيلكم وبلا الرخاوة الله يرضى عليكم.. معركتنا صارت ع البواب..

معلومات إضافية

العدد رقم:
920