الجزيرة.. خدمات متراجعة ومعيشة متردية

الجزيرة.. خدمات متراجعة ومعيشة متردية

الخدمات سيئة في منطقة الجزيرة «محافظة الحسكة»، والحلول الترقيعية تجعل من الأزمات والمشاكل التي يعاني منها الأهالي بحالة مزمنة، مع توقع استمرارها وتفاقمها في ظل عدم إيجاد حلول جذرية ونهائية لها.

يصطاد القطاع الخاص، من شركات وتجار وسماسرة وبائعين، في المشاكل والأزمات الحياتية اليومية لتحقيق الأرباح والمزيد منها على حساب معاناة الناس، من مياه والشرب والكهرباء وصولاً إلى ارتفاع أسعار اللحوم في الفترة الأخيرة.
مياه الشرب
يعاني سكان بعض أحياء مدينة رأس العين للعام الثامن على التوالي من مشكلة عدم توفر مياه الشرب وانقطاعها المتتالي، واضطرار السكان إلى شراء احتياجاتهم اليومية من مياه الشرب من البائعين وبسعر 200 ليرة سورية للبرميل الواحد خلال فترات الانقطاع، في ظل غياب حل جذري لمشكلة مياه الشرب في أحياء مدينة رأس العين.
أما في مدينة المالكية/ديريك، اشتكى سكان بعض الأحياء المرتفعة من صعوبة وصول مياه الشرب إلى منازلهم، بينما شهدت أحياء في مدينتي الحسكة والقامشلي انقطاعات في مياه الشرب استمر بعضها 7 أيام متتالية في الأشهر الستة الأخيرة، وكما في كل مرة تظهر صهاريج بيع مياه الشرب منذ اللحظات الأولى للانقطاع، وبسعر يصل إلى 1500 ليرة سورية للصهريج الواحد.
الكهرباء
باتت المولدات من المصادر الأساسية للكهرباء في محافظة الحسكة، وظهرت العديد من الشركات الخاصة، بسبب تراجع كهرباء الشبكة العامة منذ بداية الأزمة، ويثير موضوع تفاوت تشغيل ساعات المولدات الخاصة واختلاف أسعار الأمبيرات بين الأحياء والمدن استياء السكان.
ففي مدينة الحسكة على سبيل المثال، تعمل الكهرباء النظامية يومياً لمدة ساعتين فقط، وصرح مسؤولون في «الإدارة الذاتية» أن ساعات الكهرباء في الحسكة والقامشلي والمالكية وقبور البيض سترتفع إلى 15 ساعة يومياً بعد انتهاء إصلاح خط الطبقة حالياً! أما الساعات الأخرى فتشغلها شركات الكهرباء الخاصة.
يطالب سكان عامودا بإلغاء قرار يلزم السكان بدفع جزء من تكاليف أعطال الكهرباء، ولم يعتد الأهالي دفع هكذا ضرائب في السابق، لأن الجهات المسؤولة هي من تتولى نفقات تأهيل المرافق العامة والبنى التحتية. وحُرم سكان بعض الأحياء والقرى من الكهرباء النظامية لمدة 15 يوماً، بسبب عطل في المحولة. وطالبت دائرة الكهرباء في عامودا السكان بدفع جزء من تكاليف الصيانة «500 دولار» بناءً على القرار الذي كان قد صدر، عام 2015. لكن هذا الإجراء أثار استياء السكان. لأن كثيراً من الناس ليس لديهم القدرة على دفع هذا المبلغ.
ارتفاع أسعار اللحوم والمواشي
تضاعفت أسعار المواشي خلال الشهرين الأخيرين في منطقة الجزيرة، وتبعها ارتفاع في أسعار اللحوم، ورفع مربو الأغنام أسعار الماشية بسبب انتعاش المراعي الطبيعية نتيجة هطول كميات كبيرة من الأمطار، منذ بداية الشتاء الماضي.
وتعرض الأسواق مئات رؤوس الماشية بشكل يومي بأسعار تجاوزت ضعف الأسعار عما كانت عليه في العام الفائت، حيث يتراوح سعر الرأس الواحد بين 100 ألف، و150 ألف ل.س دون وجود ضابط للأسعار. وصل سعر النعجة الوّلادة إلى 150 ألف ل.س بعد كان سعرها بين 70-75 ألف ل.س. بينما وصل سعر كيلو اللحم في منطقة رأس العين إلى 4200 ل.س بعد أن كان سعرها بين 2000-2200 ل.س، وأدى ارتفاع الأسعار إلى انخفاض حركة الشراء، وتدني معدلات الاستهلاك.
المشاكل الخدمية على مستوى المياه والكهرباء فقط كما ورد أعلاه، مع ما يرافقها من معاناة وتكاليف مرتفعة يتكبدها الأهالي وتصب في جيوب السماسرة والتجار، بالإضافة إلى ارتفاعات بأسعار السلع والمواد الغذائية التي زادت من تراجع معدلات الاستهلاك، تدفع نحو المزيد من التردي الخدمي والمعيشي، أي: مزيد من البؤس بالمحصلة.

معلومات إضافية

العدد رقم:
910