اللاجئون السوريون في كردستان العراق

اللاجئون السوريون في كردستان العراق

نزح مئات الآلاف من السوريين إلى بلدان الجوار المختلفة، وتوجه قسم منهم إلى إقليم كردستان العراق خلال سنوات الأزمة السورية التي انفجرت منذ حوالي 8 سنوات.

سكن بعضهم في مدن الإقليم المختلفة، بينما توزع قسم كبير على 8 مخيمات بنيت على عجل لإسكان اللاجئين الهاربين من الحرب في سورية. توزع 97% من اللاجئين في الإقليم، ولجأ البقية إلى المدن العراقية المختلفة.

مدن المخيمات

يعيش اللاجئون السوريون في مخيمات أصبحت مدناً بمظهر بائس، مثل: مخيم دار شكران في محافظة أربيل الذي يتألف من 12 قاطعاً و2480 خيمة، ويضم نحو 2500 أسرة، ويُقدر عدد قاطنيه بـ 13 ألف لاجئ، ويعد ثاني أكبر مخيم في الإقليم بعد مخيم دوميز في محافظة دهوك. إضافة إلى مخيمات كويلان والسليمانية وغيرها، ويقطن في كل مخيم الآلاف من اللاجئين السوريين.
تحولت الخيم مع مرور السنوات إلى أبنية هامشية أو قواعد مسبقة الصنع مساحتها 90 متراً، بينما غطى البعض خيمهم بالألواح المعدنية. وبعد حصول السوري على بطاقة إقامة اللاجئ، يمكنه الدخول إلى سوق العمل، حيث وفر اللاجئون السوريون قوة عمل ماهرة لسوق الإقليم، وهي في غالبيتها أعمال هامشية قد تصل ساعاتها اليومية إلى 12 ساعة وبأجور أقل من العراقيين. كما أن نسبة البطالة عالية بين سكان المخيمات وما يعني ذلك من تفشي الأمراض الاجتماعية والجرائم، مثل: الدعارة والمخدرات والسرقات والتفكك العائلي وغير ذلك.
التعليم متدني المستوى في المخيمات، ويدرس أبناء اللاجئين في مدارس بنيت على عجل وبلا تدفئة أو كادر تدريسي متخصص، أما المناهج فهي تابعة للإقليم ويجد السوريون صعوبات كبيرة في تعلم هذا المنهاج. إضافة إلى تدني وغياب الخدمات الصحية الخاضعة للسوق تماماً، ويضطر المرضى للعودة إلى سورية لعدم قدرتهم على تحمل تكاليف العلاج المرتفعة في الإقليم. وتتضاعف معاناة بعض الأسر مع برد الشتاء كل عام بسبب عدم القدرة على تأمين ثمن التدفئة.

تمييز وضغوطات

يعيش السوريون في مخيمات الإقليم حالات مختلفة من التمييز والضغوطات، من الأجور المتدنية والاستغلال في العمل وإصدار الوثائق والدراسة والتوظيف وغير ذلك.
فالعودة إلى سورية مثلاً تحتاج إلى موافقة من الأحزاب الحاكمة أو التابعة للحكم، بينما تُنغص أجهزة الأمن حياة اللاجئين، وتضغط عليهم لأسباب مختلفة، مثل: تجنيد المخبرين أو لأسباب سياسية، أو إجبار البعض على رفع التقارير بحق السوريين.
كما تمنع قوانين الإقليم الجائرة أعداداً كبيرة من السوريين من العمل في مهنهم الأصلية للضغط عليهم باتجاه الذهاب نحو السوق السوداء وقبول الأجور المتدنية. وليس مستغرباً أن تجد مهندس كومبيوتر يعمل في البناء أو المطاعم أو معامل الخياطة وغيرها، لأنه ليس مسموحاً له العمل كمهندس كومبيوتر، ولا توجد فرص كهذه إلا للعراقيين سوى بعض الحالات النادرة التي لا تلغي القاعدة بل تؤكدها.
كما تحول موضوع اللاجئين السوريين إلى بيزنس وتجارة تدر الأموال على حكومة الإقليم وإدارات المخيمات والمنظمات المختلفة.

العيون على الوطن

ينتظر اللاجئون السوريون العودة إلى وطنهم، ويتمنون انتهاء الأزمة السورية قريباً ليستطيعوا العودة بأمان إلى بيوتهم التي هجروها بسبب الحرب، ولسان حالهم يأتي من معاناتهم في بلدان اللجوء والاغتراب من جهة، ومن جهة أخرى بسبب تحويلهم إلى ورقة للتجارة السياسية على يد القوى التي تمنع عودة اللاجئين إلى بلدهم.

معلومات إضافية

العدد رقم:
907
آخر تعديل على الإثنين, 01 نيسان/أبريل 2019 13:33