انهيار مبانٍ في دير الزور!

انهيار مبانٍ في دير الزور!

انهارت عدة مبانٍ في دير الزور خلال الفترة الماضية في عدد من الأحياء التي جرى تحريرها من الإرهابيين منذ عامٍ ونصف تقريباً، وخاصةً الأحياء المدمرة جزئياً أو كلياً، كأحياء الحميدية والجبيلة والعمال ومنطقة غسان عبود والشارع العام، حيث الأنفاق التي حفرها المسلحون، وحيث كان القصف، إذ أدى ذلك إلى تخريب شبكات مياه الشرب، وشبكات الصرف الصحي، وأدى كذلك إلى فراغاتٍ كبيرة تحت الأبنية سواء التي سلمت من التدمير أو كان دمارها جزئياً ومتشققة.

وقد جاءت أمطار هذا العام لتكشف مزيداً من العيوب والحفر تحت الأبنية، ناهيك أن بنية هذه الأبنية من حيث المواصفات الفنية هشة كونها بنيت سابقاً من قبل متعهدين، أو من قبل أصحابها، دون إشرافٍ هندسي ومراقبة بسبب الفساد المستشري سابقاً، وآخر بناء انهار الأسبوع الماضي هو بناء العمري بالقرب من دوار غسان عبود، والمؤلف من خمسة طوابق، والشيء الجيد أنه لم يكن هناك سكان فيه، حيث لم يذهب الأهالي في هذه الأحياء إلى منازلهم خوفاً من الألغام والانهيارات، ولم تقم الجهات المسؤولة بتفحصها وتنظيفها من المتفجرات، كذلك لم تقم البلدية بتشكيل مجموعات مسحٍ هندسية لتقييم مدى الضرر والخلل فيها.
السكن في البيوت المتهالكة
من جهةٍ أخرى، إن كثيراً من الأهالي أحجموا أيضاً حتى عن تقديم طلبات الكشف والتعويضات من اللجان المختصة بسبب التعقيدات التي وضعت أمامهم، من تقديم أوراق الثبوتيات التي أغلبها احترقت أو أتلفت نتيجة الدمار والحرائق التي طالت منازلهم، بالإضافة إلى المبالغ الكبيرة والمرهقة التي تطالبهم بهم شركة الكهرباء ومؤسسة الاتصالات وشركة المياه، حيث يحاسبونهم عن سنوات الأزمة التي كانوا مهجرين فيها، ولابد أن يبرئوا ذمتهم.
لكن تحت ضغط الحاجة وارتفاع تكاليف المعيشة وأجارات البيوت سيضطر الكثيرون للعودة إلى منازلهم المدمرة المتهالكة، ولو تعرضوا للموت تحتها، وكما يؤكد البعض ذلك بقولهم: يا أخي كما يقول المثل الشعبي (عصاة عطا من ما جيتها مملغطة) نموت أريح لنا، لأن المسؤولين والفاسدين واللصوص والحرامية لا يرحمون..
شهادة من الواقع
وقد لخص أحد المواطنين معاناة الأهالي بقوله:
(فرحنا بخلاصنا من الإرهابين ورجعنا على البلد، طلعونا المعفشين علناً، وتعودنا عليهم، ومعد تفرق معنا، وننتظر تنظيف البلد من الأنقاض، ولسه ما خلصوا. لكن المفاجئة انهيار البيوت، كل فترة ينهار بيت في حي. طيب شلون نأمن نرجع على بيوتنا وممكن بأية لحظة لو رجعنا يهبط البيت علينا، وممكن بأي وقت تنهار الأرض بسبب الأغوار والكهوف تحت الأرض بسبب الأنفاق التي حفرها الإرهابيون، أو بسبب تسرب مياه الشرب والصرف الصحي نتيجة تهتك الشبكتين.! .. طيب ألا يوجد طاقم فني من البلدية أو نقابة المهندسين يقوم بالكشف ومعالجة هذا الأمر بإجراء دراسة وإيجاد الحلول لها، لعودة الأهالي وهم مطمئنون... أولها وآخرها نحن المتضررون واللي عملها ناس ضربت وهربت، وناس ما زالت ترعى بخراب البلد).
فهل من يتحرك لإنقاذ ما تبقى وحماية المواطنين من احتمالات الانهيارات، ويخفف من معاناة أهالي دير الزور الذين عانوا الكثير حتى الآن؟!