تخندقووووا
نوار الدمشقي نوار الدمشقي

تخندقووووا

خلال السنين الماضية مو بس المعارك الحقيقية هية اللي انفرضت علينا ودفعنا ضريبتها دم وتشرد ودمار، كمان انفتحت علينا بوابات جهنم بمعارك إلها أول مالها تالي، وانفرض علينا كل مرة أنو نكون بخندق شكل، حتى صارت حياتنا عبارة عن خنادق ومواجهات ومعارك بشكل لحظي!

من خندق رغيف الخبز اليومي والمواجهة مع الفاسدين من حرامية الطحين لحرمية الربطات للمواجهة مع الحكومة اللي بتمننا بدعم الرغيف المنهوب..
لخندق الكهربا اللي مالو حل والمفتوح بالمواجهة مع شركات الكهربا ومع تجار البدائل والأمبيرات، غير النكبة بالفاتورة كل شهرين ونحنا ما عم نتهنا فيها، ورغم هيك بتتعطل تجهيزات الكهربا عنا ومندفع ع تصليحها، وطبعاً مع التمنين الحكومي أنو عم يدعمونا فيها كمان ونحنا سم الموت عم نشوفها بالصدفة وليتحننوا علينا جماعة الوصل والقطع..
لخندق المازوت والغاز اللي صرنا جرصة فيه وخاصة بموسم البرد بالمواجهة مع تجار السوق السودا والفاسدين، اللي ما بيرحمو ولا بيخلو رحمة الله تنزل، وعلى عينك يا تاجر، غير الذل والبهدلة والنطوطة من حارة لحارة مشان نأمن جرة غاز أو بيدون مازوت، والتسكيت والمماطلة الرسمية بحل المشكلة، وبنفس الوقت بيتحفونا بالحلول الذكية اللي ما قدمت ولا أخرت بالموضوع، وفوق كل هاد كمان مسفوقين منّية أنو المحروقات مدعومة وعم ينصرف عليها بلاوي زرقة..
لخندق الأسعار اللي مالها سقف توقف عندو، وكل مرة بترتفع بحجة شكل وكلو ع حسابنا ومن جيوبنا، وجماعة حماية المستهلك كأن مالهم علاقة بالموضوع غير أنو يعلنوا عن نشرة أسعار ماحدا معترف فيها أو يبرروا وجودهم بعدد الضبوط اللي عم ينظموها وهية وقلتها بالنتيجة، طبعاً غير الغش اللي صار مفروغ منو بالسوق وكل مرة منسمع شي بيشيّب عنو وخاصة ع اللي عم يطعمونا ياه ولادين هـالـــ..
لنجي لخندق الرواتب الفايش ع السطح لأنو رواتبنا هية وقلتها بالمقارنة مع الأسعار والمصروف الكبير ع احتياجاتنا وضروراتنا، والحكومة كأنها مو هون.. وعلى طناش لأنها بتعرف وبتحرف، والنتيجة فعلاً أنو بتعمل حالها عم تعطينا رواتب لنصرف ع حالنا وهي متأكدة أنو اللي بتعتبروه راتب يادوب يكفي مصروف أسبوع زمن مو أكتر..
يعني الحكومة بتعرف أكتر من غيرها أنو هاد الموضوع تحديداً مرتبط بالكرامة لأن غالبيتنا صرنا مديونين وشحادين وع بواب الجمعيات، يعني بالمختصر المفيد صرنا جوعانين.. وبنفس الوقت كل فترة بيطلع تصريح رسمي عن تحسين المستوى المعيشي ع بلا طعمة..
طبعاً في كتير خنادق تانية متل خندق البطالة وخندق الضرايب وخندق الخدمات وخندق الزراعة وخندق الصناعة وخندق الصحة وخندق التعليم وخندق المواصلات وخندق البلطجة والتشبيح وخندق الظلم والمحسوبية والواسطة، لخنادق الأمراض الاجتماعية اللي عم تفرخ كل يوم من الدعارة للمخدرات.. وشو بدنا نعد لنعد خنادق وجبهات مفتوحة يومياً علينا..
والمشكلة أنو عم نضيع من كتر الخنادق والجبهات المفتوحة علينا، وعم يضيعونا فيها أكتر وأكتر، خاصة وقت بتحس أنو في مين عم يعمل حالو بالخندق معك وهو عملياً بالمواجهة ضدك.. غير اللي مفروض يكون بغير خندق وهو بخندقك، يعني عم يمثل عليك بس مو ع حالو أبداً مشان يخربطنا ويفوتنا بالحيط بالمزاودة علينا..
مشان هيك برأيي لازم نسكر كل الخنادق المفتوحة والمبعزقة هون وهون ونكتفي بخندق واحد وبس نفتح منو المعارك ع كل الجبهات، من السياسات الحكومية المفقرة، للفاسدين، لتجار الحرب والأزمة، للمزاودين لـ..، يعني خندق واحد ومواجهة ومعركة وحدة وشاملة ونهائية مع كل هدول المخندقين مع بعض بس بيعملو حالهم كل واحد بخندق..
لأن القصة فعلاً صارت قصة بقاء ومستقبل إلنا ولولادنا بمواجهة كل هالحيتان الفاتحة تمها علينا وما بتشبع.. والمشكلة أنهن بيشدوا حيلهم باللي متلهم برات البلد كمان، وعم يعزموهم لينهبونا ويستغلونا معهم كمان وكمان.. يعني خندقهم مو بس محلي لأ اقليمي ودولي كمان!
مشان هيك لازم نجمع بخندقنا كل اللي متلنا من المنهوبين والمسروقين والمُفقرين والمعترين والمهمشين و.. لأنه إذا ما توحدنا بخندق واحد على ما يبدو ح نبقى مبعزقين ومهدور تعبنا وعرقنا.. ودمنا كمان..