دير الزور.. التربية والتعليم مكانك راوح.!

دير الزور.. التربية والتعليم مكانك راوح.!

رغم مرور عامٍ ونيّفٍ على فك الحصار عن مدينة دير الزور، ودحر التنظيم الفاشي (داعش) من ريفيها الغربي والشرقي جنوب نهر الفرات (الشامية) بعد هيمنةٍ وحصارٍ داما عدة سنوات، جرى أثناءها تهديم البنية التحتية والخدمية، ومنع فيه التعليم ونشرت الأفكار الظلامية، ونهبت ودمرت غالبية المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية.

خلال العام والنيف دخلت المحافظة في معمعة وهمية من عدة جهات شملت مناحي الحياة المعيشية والخدمية كافة، وهذه المرة نشير إلى التربية والتعليم حيث ما يزال مستوى التعليم في المحافظة منخفضاً إلى أدنى مستوى، وذلك لأسباب عدة..
أولاً: الفوضى الإدارية والفساد وسوء التخطيط في مديرية تربية دير الزور، والمرتبط أيضاً بسياسات وزارة التربية وممارساتها، وعدم توفير مستلزمات العملية التربوية التعليمية من كتب ومناهج ووسائل تعليم وأبنية وغيرها.
ثانياً: الضعف العام في مستوى الكادر التدريسي في الوطن ككل، وفي دير الزور بشكل خاص نتيجة سنوات الأزمة والانقطاع، وإهمالهم وتقصيرهم في أداء واجبهم في التعليم، نتيجة معانتهم المعيشية والتي تنعكس أيضاً على أدائهم، وكذلك معاناة أسر التلاميذ المعيشية، فهي غير قادرة على تأمين مستلزمات الحياة من أكل وشرب ولباس، فكيف بالعناية بأبنائهم التلاميذ.
ثالثاً: الضغط الموجود بعدد الطلاب في المدارس، فعند الدخول إلى أية شعبةٍ صفيّة تجد ما لا يقل عن 40 طالباً في الشعبة الواحدة، وهذا ينعكس على تنظيم العملية التربوية التعليمية، والتلاميذ والطلاب، وذلك لعدم مقدرة الكادر التدريسي على الضبط وصعوبة تقديم المعلومة لهم وصعوبة الاستيعاب من قبلهم.
رابعاً: موضوع الفئات التي فرضت بنتيجة تفاقم الأزمة، حيث ينهي الطالب في العام نفسه سنتين دراسيتين، نتيجة ضغط المعلومات والفترة الزمنية لاستدراك الانقطاع خلال سنوات الأزمة، ليخرج التلاميذ والطلاب بمردود علمي وتربوي ضعيف.
خامساً: فقدان أغلب المدارس لمواصفات مستلزمات التربية والتعليم، بالإضافة إلى التدفئة في هذا البرد القارس، مما أدى إلى غياب التلاميذ والطلاب بسبب برودة الطقس، ولم تقدم مديرية تربية دير الزور حلولاً عملية تجاه هذا الموضوع.
ويتساءل الأهالي: لماذا لا توضع خطة إسعافية لتأهيل الطلاب الذين أجبرتهم الظروف على الابتعاد عن التعليم، بتأمين المدارس ومستلزمات العملية التربوية التعليمية مجاناً بما فيها الدفاتر والأقلام واللباس الذي ألزمت به المديرية التلاميذ، وحتى وجبة غذائية مجانية.؟ لتحفيز التلاميذ والأسر على الإقبال على التعليم، وتفادي الجهل الذي حصل بين أبنائنا، وتأهيل الكادر التدريسي وتوفير مستلزمات ذلك بما فيها الأمور المعيشية كي يستطيع النهوض بهذا الجيل إلى الأفضل، وتعويض النقص الذي حدث خلال سنوات الأزمة والتهميش الذي طال المنطقة الشرقية عموماً ودير الزور خصوصاً خلال عقود ما قبل الأزمة والتي أدت إلى انخفاض مستوى التعليم وارتفاع تكاليفه وحتى اللجوء إلى المدارس الخاصة والدروس الخصوصية.
لذا نطالب وزارة التربية بأن تكون هناك بعثات إلى مدينة دير الزور للاطلاع على أرض الواقع وتقدير احتياجات المحافظة من كادر تدريسي وأثاث وغيرها مما يعيد التربية إلى مسارها الصحيح.