الناس معها معها.. ما عاد تفرق معها!
نوار  الدمشقي نوار الدمشقي

الناس معها معها.. ما عاد تفرق معها!

بذمتكم، خلال هالكم سنة الماضيين، كم مرة سمعتوا من الحكومة والوزرا عن الدعم الحكومي ع الخبز والمحروقات والكهربا، وعن مئات المليارات اليومية اللي عم تنصرف ع هاد الدعم؟ طبعاً غير الحكي عن دعم الطبابة والتعليم و..

وكأنو الموازنات السنوية عم تجي من المريخ مو من جيوبنا، أو كأن كل هاد مو حقنا بالأصل؟!
طيب مو شي عجيب أنو، رغم كل المليارات اللي عم تنصرف يومياً باسم الدعم، هيك واقع الغاز والمازوت والخبز والكهربا بالبلد، وأنو رغم كل هالدعم عم نتشحر ونتمرمط ونتبهدل وننذل مشان جرة غاز أو ربطة خبز، أو مشان ساعة وصل إضافية بدون قطع؟
يعني مثلاً وقت بيقول المواطن، أنو ربطة الخبز لازم تكون مواصفاتها بمواصفة الخبز السياحي، طالما كل ربطة عم تكلف 278 ليرة ع هوا حكي وزير التموين، بيكون عم يحكي صح ولا غلط؟
أو وقت بيتوفر الغاز والمازوت بالسوق السودا، وبينفقد من النظامي، لمين لازم تتوجه التهمة، طالما المحروقات بإيد الجهات الحكومية «المؤتمنة»؟
لك ما ضل شي بالبلد إلا وصار مصدر للنهب والمنفعة لحساب حيتان الفساد والثروة ع حسابنا وع حساب ولادنا والبلد كمان!
طيب ليش كل هاد؟ ووين عم يروح هالدعم بالنتيجة، ولجيبة مين بالله؟
يمكن التذكير الحكومي، كل كم يوم ع لسان الوزرا، بمبالغ الدعم اليومية، موجه إلنا من باب سفق المنّية بالدرجة الأولى، وكأنهم عم يصرفوا علينا من جيوبهم الخاصة، ويمكن موجه لتذكير تجار الأزمات المفتعلة والفاسدين أنو في مليارات يومية لازم تحطوا إيديكم عليها بالدرجة التانية..
وإلا شو فائدة هالتذكير طالما الوضع ع ما هو عليه بالنسبة إلنا، لأ ومن سيئ لأسوأ كمان!؟ طبعاً غير كل الحكي عن ممارسات البلطجة والواسطة وارتفاع الأسعار والضرايب والنهب و.. اللي هِيه نتيجة للسياسات الحكومية نفسها.
وع سيرة الدعم والعيشة ع الكتاف وسفق المانّيات، ليش ما نعكس الآية شي مرة ونحنا نذكر الحكومة والوزرا والمسؤولين والفاسدين بالبلد بأنو كل الفخفخة والعز اللي عايشينو عم يكون ع حسابنا ومن جيوبنا..
من الرواتب للتعويضات للسيارات المخصصة ومحروقاتها وصيانتها وإصلاحها.. وهيك لنوصل للبيوت اللي ساكنينها ومصاريف زوجاتهم وولادهم وسهراتهم وحفلاتهم ورفاهيتهم و... يعني كل هاد ليش ما حدا بيحكي عليه، وبيذكر فيه كل فترة وفترة؟
أو ليش ما بيصرح شي مسؤول، ويقلع عين ابليس، ويقول: من وين لوين لصار عندو بيوت ومزارع وفلل وشركات وأرصدة، طالما بالأصل غالبيتهم كانوا موظفين معترين ومشحرين متل حكايتنا؟!
والله شي بيحط العقل بالكف، لك أنا وزوجتي موظفين، ونحنا التنين عنا خدمة أكتر من 65 سنة تعب وشقا، ومتلنا متايل من المعترين، ورغم هيك قضينا حياتنا بالقروض والتقسيط وعايشن القلة والدلة، والبيت اللي قدرنا نعملوا لسا عم نقسط حقو للعقاري رغم أنو صار مدمر جزئياً وغراضنا تعفشت..
تشرد ونزوح وشحادة ومساعدات وطوابير وشحتفة ع الطرقات، هيك عم تمر أيامنا وعمرنا وعمر ولادنا كمان، لا صار عنا فيلا ولا مزرعة ولا سيارة ولا كم بيت مسكرين ولا أرصدة بالبنوك جُوا وبرا، لك ولا شي من هاد، وعيشتنا كل مالها عم تدهور، رغم أنو متلنا متل المسؤولين بالرواتب والتعويضات حسب القوانين.. ووقت حدا بيحكي عن الفساد يا غيرة الله!
لك لا فينا نفضح حدا عيني عينك بالاسم لأن في قوانين بتتجير علينا، قذف وقدح وذم وتشهير والذي منو، ولا فينا نكتب ع «الفيس» لأن قانون الجريمة الإلكترونية بيلاحقنا، ولا فينا نكتب عنهم بالجرايد لأن قانون الإعلام بيمنعنا، والأدهى أنو ممكن تصير القصة وهن لعزيمة الأمة حسب قانون مكافحة الإرهاب.. وهيك بيطلع معك أنو حتى القوانين عم تدعم هالفاسدين والحيتان، وكأنها محطوطة لحمايتهم مِنّا، وإدانتنا وتجريمنا وقت اللزوم!
بس طلعت إيدها.. الواضح أنو الأزمة في مين عم ينفخ فيها من جديد، وكتير قصص صارت مفضوحة، والناس معها معها ما عاد تفرق معها.. لأن كل شي بيزيد عن حدو بينقلب لضدو..
يعني بالمختصر المفيد مو قليل إذا قلنا: «الله ينجينا من الآتِ»..