(لازم تفرحوا.. صرنا عم نصدر النحاس بالسبائك!»
نوار الدمشقي نوار الدمشقي

(لازم تفرحوا.. صرنا عم نصدر النحاس بالسبائك!»

على صفحات جريدة قاسيون، من شهر تقريباً، كان في مادة عنوانها: (ماذا صدّرت سورية في 2017 وإلى أين؟» المادة اعتمدت على بيانات منظمة التجارة ITC البيانات التجارية السنوية عبر العالم، ومن بينها بيانات التجارة الخارجية السورية.

 


المهم كان في مجموعة كبيرة من الأرقام والمؤشرات والمقارنات المهمة بالمادة، واللي لفت نظري أكتر شي أنو الحمد لله صار في عَنّا بسورية خامات معدنية عم نصدرها برات البلد (نحاس وألمنيوم ورصاص وأحجار)، وبمجموع 30 مليون دولار بعام 2017، يعني بحدود 14 مليار ليرة سورية بس بسنة وحدة.
وبالتفاصيل.. صدرت سورية بـ 14 مليون دولار نحاس غير مشغول وسبائك، وبـ 6 مليون دولار ألمنيوم غير مشغول، وبـ 9 مليون دولار رصاص غير مشغول، وكمان بـ 5 مليون دولار حديد ومنتجات مصنوعة منو.. أما الدول اللي وصلتها خاماتنا المعدنية فهي لبنان وتركيا والسعودية والأردن والكويت.. لك وحتى لأمريكا نفسها..
لك تخيلو أنو صرنا نصدر النحاس بالسبائك يا عالم!!.. وصرنا بالسجلات تبع التجارة الدولية مصدرين للخامات المعدنية كمان!!
طبعاً هاد يمكن يعني أنو الحمد لله صار في عَنّا اكتشافات معدنية بباطن الأرض، وصار في مناجم نحاس وحديد وألمنيوم ورصاص، وفوقها صار في عَنّا صناعات استخراجية وتعدينية كمان، والدليل هو الأرقام التصديرية بملايين الدولارات لهي المعادن..
يعني شو بدنا أحسن من هيك.. معنا معنا مندخل بالمنافسة مع الدول اللي عندها هالخامات المعدنية وما عاد في حاجة لنستورد لا خامات معدنية ولا سبائك منها.. خاصة مع دخول صناعة التعدين ع خط الاستخراج كمان.. وخص نص ع مرحلة إعادة الإعمار..
بس ما لحقت فرحتي توصل لقرعتي.. نكّشت هون وهون ع معلومة عن الاكتشافات المعدنية تبع النحاس والألمنيوم والحديد والرصاص.. وعن صناعات التعدين والاستخراج بسورية وما طلع معي شي..
اكتشفت بذكائي الخاص بعدين أنو الصناعة الاستخراجية كانت من (المناجم» اللي اكتشفوها المعفشين واللي وراهم بكل منطقة من المناطق اللي تدمرت بالبلد من 8 سنين لهلأ.. وعمليات الاستخراج بتبدا من حديد البواب أو حديد تسليح البيتون المدمر.. للألمنيوم تبع الشبابيك أو حتى تبع الأسقف المستعارة.. للنحاس تبع تمديدات الكهربا بحيطان البيوت وحتى بالكابلات اللي فوق الأرض واللي تحتها تبع الدولة كمان.. لك حتى لأغطية البلاليع بالبيوت أو الريغارات بالشوارع.. والتعدين اللي عم يصير هو عمليات الفرز والإذابة لهي المعادن أحياناً مشان سهولة نقلها وصولاً لتصديرها.. أو تهريبها عملياً..
بس أكتر شي استغربتو هو قصة تصدير الرصاص.. لك منين هاد.. وكيف عم يتم استخراجو.. الله أعلم؟!
شو بدكم بالحكي.. صناعة (تصديرية» بترفع الراس هي ولا لأ؟
المهم حبيباتي أنو (الحرامية الكبار» بالبلد اللي ورا (المعفشين الصغار» صارت دخولهم عم تنحسب بالدولارات.. ومو بس هيك علاقاتهم (التصديرية» واسعة كتير كمان.. وكلو ع حساب البلد والمنهوبين فيها وخاصة اللي تشردوا ونزحوا وتهجروا من بيوتهم..
يعني إذا كل سنة من 8 سنين لهلأ فيها 14 مليار فهاد يعني أنو في أكتر من 100 مليار ليرة تقريباً صارت بجيوب هدول (الحرامية الكبار» من عائدات (تصدير» الخامات المعدنية بس.. غير اللي نهبوه وباعوه جوات البلد.. واللي بيطلع أكتر من هيك بكتير..
وبيقبى السؤال الأهم.. إذا بدنا نعوض هي المعادن المنهوبة مشان عمليات إعادة الإعمار الجاية شو ح تكلفنا دولارات وقت بدنا نستوردها.. ويا ترى شو العمولات اللي يمكن تدخل بجيوب نفس الناهبين وشركائهم باعتبار علاقاتهم المحلية والدولية إلها وزنها واعتبارها؟
وقال شو.. عم يحاربوا الفساد ويكافحوا التهريب.. لك هاد مو واحد من أشكال الفساد الكبير وع عينك يا دولة ويا تجارة دولية ولا شووووووو؟!