نوار الدمشقي نوار الدمشقي

عيد ومدارس ومونة.. والأسعار مجنونة

إنك تحكي مع حالك بالشارع بدون نظرات الاستغراب من العالم صار شي كتير عادي، والناس ما عاد تصنفك أو تقيمك ع هاد السلوك وتقول عنك «مصيف» أو «مأجر الفوقاني» بالعكس؛ صاروا بيلاقولك مليون عذر وبيقولوا «الله يعين صاحب العيال».

وليش أصلاً لتستغرب الناس؟ ما الحال من بعضو الكل صار بيحكي مع حالو بالشوارع أحياناً، قصة كتير طبيعية وعادية، وخاصة وقت بتجتمع عليك مصايب المواسم كلها دفعة وحدة!
المفروض أنو العيد جبار الخواطر، للكبار والصغار، عطلة وموسم فرح ولبس جديد ولقمة نظيفة، صار شي بيكسر الخاطر، حتى صرنا نصنفوا من الأزمات، لأن الدخل ضعيف ومرضان، والجيبة مبخوشة وعايشة ع المسكنات اللي اسمها رواتب، غير النزوح والتشرد والبطالة والجوع والحاجة والـ..!
متل كل سنة اجتمعت مواسم «أزمات» العيد والمدارس والمونة والشتوية مع بعضها، وشو بدك تلحق لتلحق يا أبو جيبة منتوفة، وشو بدك ترقع بعيشتك اللي صارت كلها رقع من ورا اللي عم ينتفوا بريشنا، من الحكومة للتجار لحرامية النهار، والحبل ع الجرار..
وع سيرة الحكومة خبروني أنها قررت تحارب الفساد، مو بس هيك؛ قال رئيس الحكومة نفسو عندو متعة بمكافحة الفساد!
ويا لطيف شو صار بعد هالخبر، رخصت الأسعار، وما عاد في غش، وبطلت الرشاوى، والتغت الواسطة، والسوق السودا غيرت لونها، والحرامية الكبار اختفوا.. هيك بلمح البصر تخيلت أنو كل هاد صار بعد هالتصريح، وصرت أحكي مع حالي معقول هيك ولا عم أحلم؟ وإذ يا حبيب كان حلم وطار عند أول اختبار بين الفقوس والخيار!.
بحديث مع صديقي تبع «واحد بيشكي والتاني بيبكي» خبرتو شو صار، وكيف سرقتني الأحلام الوردية بعد ما سمعت خبرية مكافحة الفساد، رد عليي بكل برادة: يعني القصة كلها تسلاية بتسلاية مو أكتر، بينطبق علينا المتل «الصياد عم يتسلى والعصفور عم يتقلى».. وخود ع ضحك ودموع وتسلاية واستمتاع.
صديقي شرحلي صدري بخبر حكومي تاني؛ أنو الحكومة قلبها علينا وزيادة الرواتب وتحسين المعيشة عم تنطبخ ع نار هادية مشان ما تروح بعزقة بين إيدين اللي ما بيرحمو!..
وأنا أبو عقل وعقلين رد سرح خيالي من جديد، بس هالمرة بالنار الحكومية الهادية اللي عم تكوينا.. أنو كيف بدها تظبط مكافحة الفساد مع المحافظة ع الفقر وبدون ما نقرب ع حصة حرامية البلد الكبار؟ والله معادلة سماوية بيعجز عنها أينشتاين بذات نفسو!
المهم حبيباتي المعترين اللي صرتوا تحكوا مع حالكم بالشوارع، لا تغيروا رأيكم بالتسلاية وحاولوا تلاقوا متعكم الخاصة اللي ما بتكلف كمان، كله حكي بحكي وبلا رسمال وما حدا أحسن من حدا، يعني نكتة من هون مزحة من هنيك، ع حالكم أو ع غيركم، المهم ما يموت الفرح جواتكم.. من هون لنوقد نارنا بإيدينا، ونوئد اللي عم ينهبونا، ونساوي طبختنا ع كيفنا..
وكل عام وأنتو مستمتعين.

آخر تعديل على الأحد, 19 آب/أغسطس 2018 03:42