عفرين وتهاوى الرهان على شيطنة الروسي

عفرين وتهاوى الرهان على شيطنة الروسي

تتزايد ملامح الانفراج على الوضع في منطقة عفرين، وخاصة على المستوى الأهلي ومؤشرات تسهيل العودة والاستقرار فيها، مع ما يعنيه ذلك من تخفيف بعض الصعوبات والمعاناة التي يواجهونها.

فمع بدء تطبيق ما تم الاتفاق عليه في لقاء أستانا الأخير، وبروز دور الطرف الروسي الجاد والإيجابي في تنفيذ بنوده، عبر انتشار عناصر الشرطة العسكرية الروسية على بعض النقاط في المنطقة لمراقبة حسن تنفيذها، بدأ المزاج الشعبي العام بالتغير إيجاباً، وخاصة تجاه الدور الروسي، الذي كانت تعمل الكثير من الأطراف على شيطنته عبر حملات الدعاية المغرضة، بهدف استمرار التأزم، وإطالة أمد إيجاد الحلول.
ملامح الاستقرار وإنهاء الاحتقان
ومن أهم النقاط التي تم الاتفاق عليها بما يخص الأهالي والجانب الإنساني والاغاثي، هي: تسهيل عودة المهجرين إلى مناطقهم_ تسهيل حركة المرور والتنقل على الطرقات_ إيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية للمناطق المحتاجة.
وقد عمل الطرف الروسي عبر عناصره المنتشرة على النقاط والطرقات في المنطقة، على فرض إيقاع جديد على مستوى تنفيذ هذه البنود، والتي أسفرت بالنتيجة إلى عودة الكثير من الأهالي إلى بلداتهم وبيوتهم في المنطقة، بما في ذلك الجدية بمساعي تسهيل عودة بعض أهالي الغوطة الشرقية، وغيرهم من أهالي المناطق الأخرى، إلى بلداتهم وبيوتهم أيضاً، الأمر الذي انعكس إيجاباً على حياة المواطنين واستقرارهم، مع ما يعنيه ذلك من تخفيف الكثير من أوجه المعاناة التي يعيشونها، مع عدم إغفال ما جرى على مستوى تخفيف مستويات الاحتقان بين المواطنين في المنطقة، وخاصة على مستوى العلاقة بين الأهالي والوافدين، حيث سبق وأن عملت كثير من المجموعات المسلحة، ومن خلفها من قوى محلية وإقليمية ودولية، على تشويه هذه العلاقة بغاية إيجاد الذرائع لاستمرار وجودها، عبر وسائل التحريض المتبادل بغاية تقويضها، حيث أسقط بيد هؤلاء، وأثبت الأهالي والوافدين حسن علاقتهم وتعاملهم فيما بينهم بعيداً عن كل أشكال التحريض والتصيد، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الشذوذ الموجود والمسجل من قبل بعض المسيئين، المدفوع تحريضاً ومصلحة، على هذا المستوى يؤكد القاعدة ولا ينفيها.
طبعاً كل ذلك لا ينفي استمرار مساعي عرقلة عودة الأهالي إلى بيوتهم، من قبل بعض المجموعات المسلحة المدعومة أمريكياً أو تركياً، والتي تبوء بالفشل تباعاً.
تهاوي النوايا ومساعيها
كما أن ذلك لا ينفي استمرار نوايا الاحتلال التركي على مستوى الرغبة في تغيير الخارطة الديموغرافية للمنطقة، أو نوايا قوات التحالف الأمريكي والرغبة بالمزيد من خلط الأوراق وإعادة تدويرها بغية إطالة أمد الحرب والأزمة السورية، مع أن هذه وتلك من النوايا، ومساعي التنفيذ الفاشلة لها عبر الأدوات المختلفة، العسكرية والأمنية والسياسية، تسقط وتتهاوى يومياً وتباعاً، بسبب الإصرار الأهلي على الخروج من الحرب والأزمة، والإصرار الروسي على دعم هذا الخيار الشعبي والوطني على المستوى التنفيذي والعملي، على طول الخارطة السورية، عبر السعي الجاد لتنفيذ القرار 2254، من بوابات جنيف وأستانا وسوتشي، حسب الحال.
ضغوط من أجل إخراج المجموعات المسلحة
لقد تعرّت بناء عليه مواقف الكثير من الأطراف المعيقة لإيجاد الحلول وتنفيذها، وبدأ الأهالي بمواجهتها، وخاصة مواقف المجموعات المسلحة المرتبطة بمواقف الأمريكان أو بالاحتلال التركي في المنطقة، والتي تأتمر بها بحكم التبعية، مع ما تحققه لذاتها من مصالح ومكاسب على حساب الأهالي، سواء عبر الممارسات السلبية اليومية وفرض وجودها ودورها بحكم القوة وامتلاك السلاح، أو عبر ممارسة السرقة والابتزاز أو فرض الإتاوات، وصولاً لعمليات التوقيف والاعتقال لبعض الأهالي بذرائع مختلفة ومختلقة.
حيث تجري عمليات الفرز اليومي للعناصر المسيئة ومن خلفها من قوى، كما تستمر الضغوط الأهلية من أجل إخراج المجموعات المسلحة كافة من داخل البلدات والقرى في المنطقة، بغض النظر عن مسمياتها وعن تباين دورها وتبعيتها، وتوفير عوامل الأمان للأهالي، مما يساعد على استكمال عودة جميع المهجرين إلى بلداتهم وقراهم، سواء من أهالي منطقة عفرين، أو غيرهم من أهالي المناطق الأخرى، وهو ما يصبو إليه جميع هؤلاء وينتظرونه على أحر من الجمر.