للحرفيين أوجه معاناة مشتركة

للحرفيين أوجه معاناة مشتركة

واقع الحياة الاقتصادية الاجتماعية في طرطوس ربما يمكن تلخيص جزء هامٍ منها، عبر ما تم عرضه من قبل الحرفيين خلال مؤتمرهم الذي عقد مؤخراً، باعتبارهم شريحة اجتماعية واسعة.

 

هؤلاء الحرفيون يتم تمثيلهم من خلال الجمعيات المنتسبين إليها، وهي: (معقبو المعاملات_ الميكانيك والحدادة_ الإلكترونيات_ المهن اليدوية والتراثية_ اللحامون_ التصوير_ النجارة_ الصاغة_ الخراطة والألمنيوم_ المقالع_ البلوك).
ومن خلال استعراض تسميات هذه الحرف لكم أن تتوقعوا ما تمثله هذه الشريحة الاجتماعية من اتساع وانتشار، وما تؤمنه هذه الحرف من فرص عملٍ واسعةٍ، وما تقدمه على المستوى الإنتاجي والخدمي من ضرورات حياتية، اقتصادية واجتماعية.
وعلى الرغم من أوجه المعاناة الخاصة والمرتبطة بكل حرفة حسب طبيعتها، إلا أن هناك أوجهاً عامةً للمعاناة المشتركة فيما بينها، والتي من الممكن تلخيصها بما يلي:
_ الإهمال الرسمي والمزمن للمطالب التي يتم التقدم بها من قبلهم، سواء عبر كل جمعية منفردة، أو من خلال المؤتمرات السنوية.
_ معيقات العمل والإنتاج والافتقاد للدعم الحكومي.
_ العلاقة مع دوائر الدولة، وبعض المتطلبات الروتينية التي لا تخلو من أوجه الفساد.
_ عدم وجود مشجعات ومحفزات للانتساب للجمعيات الحرفية واتحادها.
_ عدم وجود ضمانات للشيخوخة والعجز.
_ الحاجة لصناديق المساعدة.
_ ارتفاع نسب الرسوم والضرائب المفروضة عليهم.
_ شروط الانتساب للاتحاد بحاجة لبعض التعديلات.
_ المنافسة الجارية مع غير المنتسبين للجمعيات الحرفية، خاصة في ظل الرسوم والضرائب السنوية المرتفعة التي يسددها المنتسبون.
_ عدم الاهتمام بالخدمات العامة في التجمعات الحرفية، وخاصة على مستوى القمامة وترحيلها، برغم تسديد رسوم الخدمات.
_ مشكلة العمالة الدوارة والمتسربة في القطاع الحرفي، والتسجيل في التأمينات.
لعل ما سبق أعلاه حول بعض أوجه المعاناة، يمكن تعميمه على الحرفيين في جميع المحافظات والمدن السورية أيضاً، وذلك ليس من باب التشابه، بل من باب التطابق على مستوى المعاناة المشتركة، والمطالب أعلاه.
ومع الأخذ بعين الاعتبار كِبَر هذه الشريحة واتساعها، بالإضافة إلى ما تؤمنه من فرص عمل كبيرة، وما تقدمه من إنتاج وخدمات، تظهر أهمية تلبية مطالبها، وضرورة الاهتمام بها ومعالجتها.
فهل من مجيب؟