حلب.. «الله يجيرنا» مع كل وفد حكومي

حلب.. «الله يجيرنا» مع كل وفد حكومي

ما تزال أحياء حلب تعاني من عدة أزمات خدمية، وخصوصاً المناطق الشرقية، التي ما زالت حتى الآن بعد سنة ونصف لا تتوفر فيها الحد الأدنى من الخدمات، حيث أنها تحتاج بشكل أولي وأساسي إلى إعادة تأهيل للبنى التحتية، والتي كان يفترض بها أن تُحل مع بداية خروج المسلحين، وعودة الأهالي إليها من المناطق التي كانوا يقطنونها بشكل مؤقت.

 

 

لقد عاد هؤلاء رغبة منهم في تحقيق حلمهم بالاستقرار مجدداً في أحيائهم ومساكنهم، ولخلاص بعضهم من تحمل بدلات الآيجار المرتفعة التي كانوا يتكبدونها في مناطق سكنهم المؤقت، على حساب متطلبات حياتهم الضرورية، ونتيجة إخراج البعض الآخر من المدارس التي كانت تعتبر مراكز إيواء مؤقتة لهم.
مشاكل معلقة وشماعات
المواطن الحلبي الذي كان يراقب الوعود الحكومية، والتي كانت تترافق مع تغيير الوضع العسكري على الأرض، وجد فيما بعد أن «الأزمة» و»الإرهاب» لم يكونا سوى شماعات، بعض الجهات الحكومية تخفي خلفها تقصيرها وإهمالها وفسادها، الذي لا يزال مستمراً، رغم الزيارات المتتالية للوفود الحكومية، والتأكيد على تحسين الوضع!
علماً أن الواقع كان يأتي بخلاف ذلك تماماً، حيث أن الشعب تعود مع موعد كل زيارة حكومية، أن هناك مصيبة جديدة آتية، كانقطاع الكهرباء أو الماء وغيرها، وستحل على رأسه، ليخاطب المواطن نفسه مع قدوم كل وفد قائلاً في سريرته: «الله يجيرنا من يلي جاي»!
في الزيارة الأخيرة ترافق وجود الوفد الحكومي مع توافر الكهرباء في وسط المدينة بشكل جيد للغاية، حيث استمر التزويد بها لـ (22) ساعة متواصلة، وفترة قطع لم تدم لأكثر من ساعتين، في مقابل انقطاع شبه تام للتيار الكهربائي، ساد في أحياء أخرى مثل: (الأكرمية_ والأعظمية_ وصلاح الدين.. وغيرها) ولتنقطع الكهرباء مجدداً مع رحيل الوفد، انقطاعاً عاماً في المدينة بحجة الرياح!
تأمين الخبز مشكلة حياتية
هناك مشاكل متجذرة في حياة المواطن الحلبي، والتي لم يلمس أي تفاعل جدي معها من خلال الزيارات المتتالية للوفود الحكومية للمدينة، والتي أصبح الحديث عنها مملاً ومقيتاً.
فمشاكل الشارع الحلبي كثيرة، ولعل أبرزها: عدم تناسب عدد الأفران مع عدد السكان الموجودين، وحاجتهم لرغيف الخبز كضرورة حياتية.
وكمثال على هذه المشكلة لدينا حالتان، أولهما: فرن قاضي عسكر الذي دُفع عليه المال الوفير، وحتى الآن لم يُفعل دوره ليوفر جزءاً من حاجة السكان لمادة الخبز، وثانيهما: فرن مساكن هنانو الذي يعمل بشكل جيد رغم عدم وجود كثافة سكانية في المنطقة، مع صعوبة في الوصول إليه نتيجة المواصلات ورداءة النقل، خاصة في ظل الوجود الخجول لقطاع النقل العام في أغلب المدينة.
ويتجلى التقصير الحكومي في حل هذه المشكلة، من خلال اعتماد المواطن على مساعدات الجمعيات والهلال الأحمر، أو توقفهما عن العمل تحت أي ظرف، والذي كان يخلق أزمة كارثية على باقي الأفران في المنطقة، أو على وسط المدينة.
ليتساءل المواطن الحلبي: أين الوفد الحكومي من الاحتياجات الأساسية والمشاكل الكثيرة القائمة، والتي ما فتئت الجهات الحكومية تقوم بتغطيتها وتلميعها بالقول: إن الوفد الحكومي كان وصوله إلى حلب بغاية الاطلاع على الأوضاع الخدمية! ولتتجدد الوعود الحكومية بتحسين الأوضاع كما يفترض أن تكون، والتي أصبحت تأتي عليها ردود المواطنين، بنتيجة الواقع الملموس، سلفاً: «ع الوعد يا كمون».