مخالفة من طالب لاتعني تدمير مستقبله!!

بدأت قصة هؤلاء الطلاب، وعددهم ثلاثة عشر طالباً، معظمهم في السنة الثانية في المعهد الصناعي بحلب، خلال امتحانات الفصل الدراسي الأول عام 2001 ـ2002 ، عندما ضبط المراقبون معهم، بضع قصاصات ورقية، ادخلوها معهم إلى قاعات الامتحان، ثم سار كل شيء على ما يرام، فتابع الطلاب المذكورون امتحاناتهم ومع زملائهم بكل هدوء.

لكن ما لبثت أن عمدت إدارة المعهد إلى تشكيل لجنة خاصة للبت في أمر هؤلاء الطلبة، وكان من المفترض أن يشارك في اللجنة ممثلون عنهم، إلا أن طالباً واحداً من طلاب السنة الأولى اختارته الإدارة كممثل عن بقية الطلبة المعنيين، دون أن يستدعوا للتحقيق معهم، أو الدفاع عن أنفسهم، أو التوقيع على أقوالهم، كما هو متعارف عليه في قواعد وأصول مخالفات امتحانات التربية، إلا بعد رفع اللجنة توصياتها إلى مديرية التربية في حلب، والتي رفعتها بدورها إلى وزارة التربية بدمشق، واستمر الطلاب يداومون في معهدهم بشكل نظامي حتى أواخر آذار من العام الدراسي، لتفاجئهم إدارة المعهد بإبلاغهم بالعقوبات الواردة بحقهم من الوزارة والمتراوحة ما بين الرسوب في الصف لبعضهم، أو الحرمان من التقدم للامتحان مدة سنتين متتاليتين لآخرين منهم.

لجأ الطلاب بعد ذلك لتقديم طلب استرحام إلى وزارة التربية عن طريق المعهد في الوقت الذي طلبت منهم الإدارة مواظبة الدوام لديها، وتقديم امتحانات الفصل الدراسي الثاني منتظرين الرد على الالتماس، عسى أن تتجاوب الوزارة مع طلبهم، لكن هؤلاء فوجئوا مرة أخرى، وهم يقدمون الامتحان الثاني، برفض الوزارة الصارم لطلب الاسترحام، فلم يكن أمامهم سوى الخروج من الامتحانات، والعودة إلى ذويهم يجرون أذيال الخيبة، جراء العقوبات القاسية التي كان بوسعهم توقعها وتحملها لولا الإجراءات البيروقراطية التي تتفشى في جسم الوزارة، والمؤسسات العامة بشكل عام.

نأمل من وزارة التربية مراجعة قراراتها، وإيجاد مخرج قانوني لمشكلتهم بما يتناسب مع حجم المخالفة ولايزيد عنها فأولئك شباب في مقتبل العمر، والخطأ لم يتجاوز حدوده القصوى..

معلومات إضافية

العدد رقم:
178