الاجتماع الوطني الثامن لوحدة الشيوعيين السوريين.. الشباب.. الالتزام.. التفاؤل..

أول ما لفت انتباه ضيوف الاجتماع الوطني الثامن للجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين الذي عقد في دمشق يوم الجمعة 22/5/2009، هو ذلك الحضور اللافت للشباب.. بعضهم لم يتعدّ العشرين من عمره، طالب أو عامل، توسّم فيه من انتخبه ليمثّله في الاجتماع، أنه سيكون صوته العالي الجريء في المناقشات واتخاذ القرارات المختلفة، والمعبّر الرمزي الاستراتيجي لاستمرار المسيرة..

مسيرة حزب الجلاء، حزب العمال والفلاحين والمناضلين الوطنيين والنقابيين وشهداء الحرية.. مسيرة الأمل نحو مستقبل تكون فيه كرامة الوطن والمواطن، قولاً وفعلاً، فوق كل اعتبار.. هؤلاء الشباب، وإن طغى عدد ذكورهم على عدد إناثهم، كانوا يتقاسمون الطاولات نفسها مع المندوبين المخضرمين الذين تجاوز بعضهم عقده السابع، وكثيراً ما ضبطتهم عدسة قاسيون يتشاورون ويتجادلون حول الأفكار التي طرحتها أوراق وتقارير ومداخلات الاجتماع، بندية وجدية، وبمستوى عال من الوعي والإحساس بالمسؤولية..
ثمة أمر آخر ظهر قبل بدء أعمال الاجتماع، فكان مؤشراً واضحاً لما سيسم المناقشات والقرارات من تكثيف وجدية، وهو انهماك كل وفد بتقسيم المهام بين أعضائه مسبقاً، الأمر الذي ساهم إلى حد كبير خلال سير أعمال الاجتماع في عدم الوقوع في التكرار، وفي إنهاء جدول الأعمال في الوقت المحدد..
وأخيراً، كان بارزاً التفاؤل في عيون ووجوه المندوبين ومعظم الضيوف، منذ تقاطرهم إلى مكان الاجتماع دون تأخر، وهو الذي سرعان ما أضفى على جو الاجتماع شعوراً بالارتياح والحماس..
 
الافتتاح وسير الأعمال..
في موعده، افتتح الاجتماع الوطني الثامن للجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين أعماله، بمشاركة مئات الرفاق المنتخبين من لجان المحافظات، وبحضور عدد من ممثلي الأحزاب الوطنية واليسارية، ومجموعة من الشخصيات الوطنية السورية والعربية.
 
افتتح الاجتماع بالنشيد الوطني والوقوف دقيقة صمت إجلالاً للشهداء، ولأرواح الشيوعيين الراحلين بين الاجتماعين الوطنيين السابع والثامن، ثم رحّب الرفيق حمزة منذر بضيوف الاجتماع:
ـ الرفيق علي حيدر رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي (الانتفاضة).
ـ الرفيق حنين نمر الأمين الأول للحزب الشيوعي السوري (فصيل النور)، ووفد اللجنة المركزية والمكتب السياسي المكون من الرفاق: نجم خريط ونبيه جلاحج عضوي المكتب السياسي، وإبراهيم منصور عضو اللجنة المركزية.
ـ الرفيق نديم علاء الدين عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني.
ـ الرفيق إبراهيم بدراوي ممثل حركة اليسار المصري المقاوم.
ـ د. قاسم عزاوي الشخصية الوطنية المعروفة.
ـ الأستاذ عدي الزيدي شقيق الأسير البطل منتظر الزيدي.
ـ د. شرف أباظة الشخصية الوطنية المعروفة.
- الباحث الاقتصادي ورئيس الجمعية العربية للعلوم الاقتصادية د. منير الحمش.

ـ الأستاذ إبراهيم اللوزة المناضل النقابي البارز.
ثم جرى توزيع أوراق العمل على المندوبين، وتضمنت:

- التعديلات على اللائحة التنظيمية.
- النظام المالي.
- نظام منح واستبدال بطاقة العضوية.
- قواعد العمل بين الناشطين والمؤيدين.

ليقدم بعدها الرفيق د. قدري جميل التقرير العام لمجلس اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين، الذي جاء غنياً فكرياً وسياسياً وتنظيمياً ..ثم ألقى بعض الضيوف كلمات مكثفة حيّت الاجتماع، وأكدت على وحدة النضال بين مختلف القوى الوطنية المحلية والعربية.
وبعد عرض فلم فيديو قصير يصور بعضاً من نشاطات الشيوعيين السوريين واجتماعاتهم وشهدائهم، جرى تكريم عدد من الشيوعيين القدامى الذين ألقى بعضهم كلمات شكر وامتنان للجنة الوطنية على هذه الالتفاتة..
وبعد الاستراحة جرى انتخاب رئاسة للاجتماع، ولجنة الاعتمادات، ولجنة إدخال التعديلات.. ثم قدم الرفيق حمزة منذر تقريراً عن سير عملية الحوار حول وحدة الشيوعيين السوريين،  ثم عرض الرفيق عمر حصني مشروع التقرير التنظيمي..
ليبدأ بعدها النقاش العام، فألقيت مداخلات المنظمات، ثم المداخلات الفردية، حيث جرى بالمحصّلة تقديم نحو ثلاثين مداخلة مكثفة، ركزت على نقاط محددة كان معظمها دون إطالة أو تكرار، وبعد ذلك أقرت التعديلات على التقارير بالتصويت العلني، كما تم ترميم مجلس اللجنة الوطنية بعدد من الرفاق الجدد، لينتهي الاجتماع كما بدأ بروح عالية ملؤها التفاؤل والإصرار على الثوابت النضالية والوطنية، والاستعداد للتصدي لجميع المهام المنتصبة أمام الشيوعيين السوريين، ليقف الجميع مرددين النشيد الأممي..
 
صحيفة اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين
 
أحد قرارات الاجتماع الذي تم التصويت عليه بشبه الإجماع (أربعة ضد)، هو اعتبار قاسيون صحيفة ناطقة باسم اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين، وهذا القرار جاء تتويجاً للجهود التي بذلتها، وتبذلها الصحيفة منذ سنوات عدة لتكون قولاً وفعلاً، شكلاًً ومضموناً، منبراً لجميع الشيوعيين السوريين الساعين لتوحيد حزبهم من أجل استعادة دوره الوظيفي، الوطني والطبقي، بالإضافة لكونها الصحيفة الأكثر جرأة ووضوحاً ومصداقية وموضوعية في طرح الهموم الاجتماعية – الاقتصادية، والوطنية، والديمقراطية..
وهكذا، تكبر مسؤولية الصحيفة أكثر وأكثر، فهذه المهمة سترفع حجم التطلب منها إلى ذروته، وستضع على عاتق هيئة تحريرها وكوادرها ومراسليها مهاماً وأعباءً إضافية كبيرة سياسية وفكرية وتنظيمية، وهي التي ما توانت يوماً عن تحمل مسؤوليتها كرافع وموجّه ومنظّم، وكمحارب للفساد، ومدافع عنيد عن الوطن وعزته وممانعته، وعن حقوق الشعب وقواه الكادحة المنتجة ضد السياسات النيوليبرالية..
 
تكريم الشيوعيين القدماء
 
كرّم الاجتماعي الوطني الثامن عدداً من الشيوعيين القدماء من عدة محافظات، وقدم لهم شهادات تقدير باسم اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين..
والمكرمون هم:
محمد سعيد خلو (أبو فؤاد) -دمشق.
محمد ميقري (أبو راشد) -دمشق.
الشهيد حسين عاقو (عنه، ابنه رفيق عاقو) -دمشق.
عبدي يوسف عابد - الحسكة.
عبد المجيد درويش - الحسكة.
د. أحمد طالب الكردي - حماة.
خضر حسينو - حماة.
فهد درة - حماة.
يوسف كلثوم - طرطوس.
سمير اسحق -طرطوس.
علي محمود علي - طرطوس.
خضر محمود علي - طرطوس.
ريمون صبحة - حمص.
مخول حنون -حمص.
خطار غالي - حمص.
خالد حمامي - حلب.
أحمد الدخيل – دير الزور.
وقد ألقى عدد منهم كلمات مقتضبة، شكروا فيها الاجتماع الوطني على هذه الالتفاتة، وثمّنوا عالياً الجهود التي تبذلها اللجنة الوطنية من أجل تحقيق وحدة جميع الشيوعيين السوريين في حزب واحد موحد قوي..
 
على هامش التكريم..
التقت قاسيون بعض الرفاق المكرمين، وسألتهم عن معاني التكريم بالنسبة إليهم..
 
* الرفيق فؤاد خلو.. ماذا يعني لك هذا التكريم الذي خصتك به اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين في الاجتماع الوطني الثامن؟
 التكريم هو التفاتة كريمة نشكر اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين عليها، وهو مؤشر بسيط على العمل الدؤوب الذي تقومون به من أجل حفظ ذاكرة الحزب، ولاشك أيضاً أنه بادرة هامة تنم عن سعيكم لضم جهود كافة الشيوعيين السوريين إلى جهودكم لتوحيد الحزب ليأخذ القوة الكافية للنضال بين الجماهير.. ومن الجميل بالنسبة لي أن هناك من لم ينس تاريخنا ليفيد منه رفاق الحاضر والمستقبل، لأننا عانينا الكثير في بدايات نضالنا.
 
* الرفيق محمد ميقري أبو فؤاد.. كيف تنظر إلى هذا التكريم؟
 أنا في غاية السعادة لهذا الوفاء الذي يعد أبرز سمات الشيوعيين، وأتمنى اليوم بكل صدق أن يتوحد الشيوعيون في حزب واحد قوي، ونعود للنضال كما كنا في الطليعة دائماً.. أنا مسرور جداً جداً، وأشكر الرفاق في اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين على هذه الالتفاتة.. وأتمنى لأعمال الاجتماع النجاح والتوفيق..
 
* الرفيق عبدي عابد (أبو جهاد).. ما معنى تكريمك اليوم، وأنت من المناضلين الذين ساهموا تاريخياً، ويساهمون اليوم في رفع لواء حزب الطبقة العاملة؟
عندما انتسبنا إلى الحزب لم يكن همّنا ولا فكرنا يوماً بجزاء أو شكر، بل قبل كل شيء وضعنا نصب أعيننا النضال والعمل الجاد والتضحية في سبيل الشعب والوطن، وخاصة الطبقة العاملة والفلاحين. والنضال الذي خضناه واجب وطني وطبقي.. أما وقد جرى هذا التكريم اليوم، فهو يعني لي ربط الحاضر بكل آلامه وطموحاته، بماض ربما كان مخصباً، وهو في الوقت نفسه تقدير لذاك الزمن الغابر، الذي يعني لي شخصياً راحة ضمير، لأنني وضعت لَبنة متينة في هذا الصرح الذي كان يوماً ما عظيماً، وسيعود عظيما.

ملاحظة:
ستقوم قاسيون بنشر الكلمات المكتوبة التي ألقاها بعض المكرمين في العدد القادم.
 
لقطات من الاجتماع..
• سيُسجل للاجتماع الوطني الثامن أنه الأول في تاريخ الاجتماعات أو المؤتمرات الحزبية للشيوعيين في سورية الذي يتم تغطيته بالصوت والصورة مباشرة عبر الأنترنيت، وكان لموقع قاسيون الألكتروني شرف السبق في إنجاز هذه الخطوة، وإن حاول إعاقته عن تحقيق ذلك الهجوم الذي تعرّض له الموقع بدءاً من صباح يوم الاجتماع، وبأشكال مختلفة.. وقد اتصل الرفاق والأصدقاء من بلدان عديدة، يهنئون بنجاح أعمال الاجتماع بعيد الاختتام مباشرة..
• بذلت قاسيون جهوداً كبيرة في تغطية الاجتماع بالصوت والصورة وبإجراء الحوارات واللقاءات، وبرصد الأجواء العامة، وبالتغطية المباشرة، وقد قامت بنشر البلاغ الصادر عن الاجتماع بعيد انتهاء أعماله بدقائق قليلة فقط..
• صفّق الحاضرون طويلاً وبحرارة منقطعة النظير وهم واقفون، عندما جرى الترحيب بالأستاذ عدي الزيدي، شقيق البطل العراقي، المناضل الأسير منتظر الزيدي، الأمر الذي كان له وقع إيجابي عال، وربما مذهل، لدى الأستاذ عدي، وقد عبّر عنه في اللقاء الذي أجرته معه صحيفة قاسيون على هامش الاجتماع..
• أدت المؤثرات الصوتية والبصرية التي رافقت أعمال الاجتماع، وتخللت فترات الاستراحة فيه، دوراً كبيراً في إضفاء جوّ مميز وشديد الخصوصية على الاجتماع، وكان مفاجئاً للمنظمين بحق، ردة الفعل الإيجابية التي أبداها الحضور بعد عرض الفيلم القصير الذي تضمن بانوراما مكثفة عن مسيرة اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين وبعض نشاطاتها الوطنية والتنظيمية، وعرض صور شهداء الحزب، والمترافقة بنشيد «رياح الشعب» الذي أخذ البعض يردده طوال فترة عرض الفيلم..

• كان حضور الرفاق الشيوعيين القدامى الذين تم تكريمهم في الاجتماع، وبعضهم تجاوز الثمانين، جليلاً ومؤثّراً، وقد تعامل معهم الجميع بدرجة عالية من الاحترام والتقدير.. وكان ملفتاً تواضعهم الشديد، وبدا أن تفاؤلهم بمستقبل الحزب والحركة الشيوعية لا يقل عن تفاؤل الشباب، بل ربما يزيد.. وقد أجرى محررو قاسيون مع بعضهم لقاءات قصيرة عبّروا فيها عن سعادتهم بالتكريم..
• بعض الضيوف ألقوا كلمات طويلة، فتسببوا لاحقاً   بإلغاء أو تخفيف فترات الاستراحة، أو في ضغط فقرات أخرى..
• استهلك المجتمعون معظم عبوات المياه المخصصة للاجتماع نتيجة الحر الشديد و(الوجبة الدسمة).. وفي ربع الساعة الأخير، راح من يمتلك فائضاً من الماء، يساوم مازحاً من جف ريقه، قبل أن يسعفه بكأس ماء..
• (تسلبط) (الشوام) على أحد الرفاق من طرطوس الذي يدخن (عربي لف)، فأفرغوا له جعبة الدخان الأساسية، وربما الاحتياطية..

معلومات إضافية

العدد رقم:
406