منظومة العملية الامتحانية.. مشكلات ومعوقات

بدأت امتحانات شهادتي التعليم الأساسي والثانوية العامة بفروعها المختلفة بتاريخ 3/6/2009، وانتهت بتاريخ 25/6/2009، حيث تقدم نحو /376/ ألف طالب لامتحان شهادة التعليم الأساسي، و/365/ ألف طالب لامتحان الشهادة الثانوية العامة.

ومن المفترض نظرياً أن هدف العملية الامتحانية هو كشف المستويات المعرفية والفكرية لمختلف الطلاب، والوقوف عند إمكاناتهم ومؤهلاتهم، تمهيداً لفرزهم بشكل عادل على مختلف التخصصات العلمية والعملية، إلا أن الامتحانات الحالية، حالها كحال ما سبقها من امتحانات في السنوات الفائتة، قد فشلت فشلاً ذريعاً في تحقيق هذا الهدف، وكل ما استطاعت فعله هو قياس قدرة الطالب التذكرية والحفظية للمعلومات فقط، وهي بذلك ساهمت وتساهم في إنتاج أجيال تتميز بقدرتها على الحصول على أعلى معدل، دون أن تترافق هذه المعدلات لدى الطلاب مع قدرات كبيرة على المحاكمة والتحليل والإبداع، ولاحقاً المساهمة في الإنتاج والتنمية والتطوير.
وإذا تركنا الجانب النظري للموضوع، وتحدثنا عن بعض المشكلات العملية التي واجهت الطلاب، فيمكننا أن نوجزها في عدة نقاط أساسية:

مشكلة تجهيز المراكز الامتحانية:
من يذهب إلى هذه المراكز قبل الامتحانات سيصدم بمشهد النوافذ المكسورة و الأبواب المخلوعة، والجدران التي كتبت عليها كلمات لا تمت للتربية والتعليم بصلة. هذا فضلاً عن سوء التهوية والإنارة.

مشكلة الأسئلة:
الأسئلة في هذه الدورة الامتحانية -كغيرها من الدورات- لم تكن شاملة على مستوى عدد الدروس، فمثلاً مادة اللغة العربية فيها حوالي /10 أسئلة/ تتعلق بالنص، أي من درس واحد. وأربعة أسئلة من القراءة ومن درس واحد أيضاً، فتبقى حوالي خمسة أسئلة تشمل باقي المنهاج... هذا يعني أن هذا المنهاج يضم حوالي /19/ سؤالاً لثلاثة كتب!!
 
مشكلة زيادة عدد المراقبين:
إذا كان وجود المراقب هو الذي يمنع الطالب من ارتكاب عمليات الغش، فالمفترض مع ازدياد عدد المراقبين في القاعات أن تقل هذه الظاهرة إلى أقل المستويات.
ولكن تجربة الامتحانات الأخيرة بينت أن ازدياد عدد المراقبين شكل عاملاً سلبياً في القاعات، فمثلاً كيف تكون صورة القاعة في ظل وجود 4 مراقبين و15 طالباً، وأحياناً 5 طلاب؟!!
كما كان من الواضح أن هذا الكم من المراقبين من ذوي السحنات المتجهمة، لم يساهم في التقليل من ظاهرة الغش، وبالتالي فإن زيادة عدد المراقبين لم تنتج سوى زيادة الرهبة والقلق لدى الطلاب.

مشكلة مندوبي الوزارة:
يبدو أن مندوبي وزارة التربية مقتنعون بالنظرية الخاطئة التي تقول: عامل الخوف هو الأساس في تفادي أية مشكلة في مجتمعنا، وهذا الاقتناع ينعكس في زياراتهم للمراكز الامتحانية، ويؤكد بعض رؤساء المراكز أن مهمة  هؤلاء هي الصيد في الماء العكر، عبر اختلاق مشكلات أو ملاحظات لا أساس واقعياً لها.
والجدير بالذكر هو أنه ثمة اختلاف واضح في أسلوب تنفيذ هؤلاء المندوبين لتعليمات الوزارة أثناء جولاتهم في القاعات الامتحانية. فأحدهم يقول للمراقب: لا تقف خلف الطلاب، والآخر يقول: إن تعليمات الوزارة هي أن يقف مراقبان أمام الطلاب ومراقبان خلفهم!! وهكذا دواليك..

معلومات إضافية

العدد رقم:
410