نتائج امتحانات «الثانوي».. والكارثة الوشيكة!

لا يفوّت النائب الاقتصادي وكل من وزيري التربية والتعليم، والتعليم العالي، فرصة على المنابر أو في الندوات واللقاءات والمؤتمرات الصحفية، إلا ويؤكدون فيها على سعيهم الحثيث لتطوير العملية التعليمية في سورية، موضحين أنهم حققوا في هذا الإطار نتائج مرضية، ليشيدوا بعدها بدور حكومتهم في رفع مستوى التعليم وانتشاره الأفقي والعمودي..

دون أن يضيرهم أو يخجلهم وهم يطلقون مثل هذه التصريحات حقيقة الكارثة التعليمية الجارية في البلاد، والتي تبدأ من اتساع دائرة الأمية، ولا تنتهي عند تحول الجامعات والمعاهد الحكومية إلى حلم عصي بعيد المنال بالنسبة للكادحين والفقراء..
وجاءت نتائج امتحانات الشهادة الثانوية بفرعيها العلمي والأدبي لهذا العام، لتؤكد أن نسب الرسوب في بلادنا لا تفوقها نسبة في شتى دول العالم، المتطورة والمتخلفة على السواء، فقد بلغت نسبة الرسوب نحو 27 % في الفرع العلمي، و44 % بالأدبي، وهذا يعني أن ثلث طلاب الشهادة الثانوية وسطياً سيضطرون للتقدم مجدداً للامتحان، بكل ما يعنيه ذلك من ازدياد فرص الإخفاق، وخنق المدارس..
أما الناجحون، فنسبة ضئيلة جداً منهم سوف تحظى بمقعد في جامعة أو معهد حكومي، ومعدلات القبول الجامعي تؤكد ذلك، أما البقية، فإن كانوا من أبناء المقتدرين، فإلى التعليم الموازي أو الجامعات الخاصة، وإن كانوا من أبناء الفقراء فإلى طابور البطالة الطويل..
الخطير أن هذه العملية ماتزال قائمة ومستمرة منذ عدة سنوات.. والطلاب فاقدو الفرصة بازدياد، والباحثون منهم عن عمل دون أن يحصلوا عليه بازدياد، والخريجون العاطلون عن العمل بازدياد أيضاً.. فما هذه العملية التعليمية الناجحة؟ وإلى أين سوف تصل بالبلاد؟

معلومات إضافية

العدد رقم:
413