يوسف يوسف يوسف يوسف

ماذا بعد نتائج الامتحانات الثانوية «الكارثية»

عندما يتوقف المرء عند العدد الذي وصل إلى امتحانات الثانوي بطرطوس يفوق/6000/ اعتراض من الطلاب والطالبات، فهذا المؤشر يدعو إلى القلق و عدم الاطمئنان بمستقبل أجيالنا بكل ما في الكلمة من معنى،

بل إنها نتائج مجحفة بحق طلابنا نفسيّاً و ذهنيّاً بشكل أوليّ و ثانياً أنّ العلامة الواحدة قد تغيّر مصير الطالب. الوبال الأكبر أن تتم معالجة هذه القضية الكبيرة و التي لا سابق لها بهذا الشكل. و الأنكى بهذه القضية أن طلاّباً لم يتوقعوا النجاح مطلقاً جاء نجاحهم مفاجأة لهم و بأكثر مما يتوقعون في جميع العلامات و قال البعض منهم : ما كنا نتوقع النجاح و بهذه العلامة العالية، و البعض الآخر أخذوا يسخرون من هذه الاعتراضات خوفاً من أن تكون علاماتهم التي لم يتوقّعوها أقل مما في الواقع.
إن مدلول هذا الفرق الكبير فإنما يدل على عدم دقة التصحيح و المراجعة. إننا نسأل أصحاب الشأن و المعنيّين السؤال التالي. ما رأيهم أن أحد الطلاب في محافظة طرطوس /الفرع العلمي/ يأخذ الدرجة /38/ في مادة اللغة الإنكليزية بالرغم من أن الدرجة العظمى للمادة هي /30/ درجة. و هذا يعني أن القائمين على التصحيح و رفع العلامات قد يكون عندهم أخطاءً أكبر من ذلك و هذا غيض من فيض بالنسبة للامتحانات و نتائج تصحيحها. ناهيك عن أن في اليومين الأولين من سير علية تصحيح الأوراق بالنسبة لمادة الكيمياء أن مسألة الكيمياء لها طريقتان في الحل فصححوا على الطريقة الأولى في اليومين الأولين و في اليوم الثالث من التصحيح جاءهم أمرٌباعتماد الطريقة الثانية في الحل و ترك الطريقة الأولى للحل. فالسؤال كيف أعطيت العلامات في اليومين الأولين من التصحيح للطلاب الذين اعتمدوا في حلهم على الطريقة الأولى؟؟؟!!!. و هذا الأسلوب ينسحب على مادة الفيزياء و مسألة الرياضيات على طريقة (( كرامر)).
إننا نتساءل مع طلابنا ما هو الضرر إذا تم التصحيح على الطريقتين المذكورتين في السلالم و تأويل السلالم يجب أن يكون لمصلحة الطالب و يجب منح العلامة كاملة إذا كانت الأجوبة صحيحة و دقيقة في كلتا الطريقتين. الوفاء كل الوفاء أن نأخذ هذه الاعتراضات بجدية في كل المراحل التي مرت بها عملية سير التصحيح و التدقيق و الشطب و رفع الدرجات و بهذا الإجراء نعزز الثقة لدى طلابنا و مواطنينا بالوطن الذي يستحق الكثير... علينا أن نسمع صوت العقل و العقلاء للأمل و أن لا نسكت عن الأخطاء لأن الفساد إذا ساد فإنه لا يترك مساحة للأمل و الحل عند الجميع. إن قضية التربية و التعليم هي القضية الأولى في جميع دول العالم و يستنفر  علماء النفس و التربية و علم الاجتماع لكي يجدوا الحل السريع و المناسب لأي طارئ يسيء للعملية التربوية و التعليمية. و لا ننسى أننا أصحاب قضية تحررية بكل أبعادها. و كما يقال: ( العلم ثروة و الثروة هي العلم) فعلينا المحافظة على توازن و فهم هذه العلاقة الجدلية، فإذا أصاب الخلل أحدهما تأثر الآخر بنفس الخلل و ربما يكون أكبر ضرراً.
إننا نضم أصواتنا إلى أصوات طلابنا و نقترح اقتراحاً تربويّاً  و تعليميّاً إيجابيّاً لحل هذه القضية و هو:
-      تشكيل لجان من التربية بطرطوس من الموجّهين الاختصاصيّين  و من اللجان التي ناقشت السلالم قبل التصحيح و مع لجنة وزارية للإشراف على مراجعة الاعتراضات كلها التي تقدم بها هذا العدد الضخم من الطلاب و هي للمادتين المسموح بهما حسب القوانين و رغم أن الاعتراض على مادتين فقط غير منطقي و غير علمي في حال وجود أخطاء كثيرة و ربما وجود أسئلة لم تصحّح فعند ذلك يتوجّب على الوزارة تحمّل عبء المسؤولية و معاقبة المخطئين و إعادة حقوق الطلاب.
- وبهذا الأسلوب و العمل نكون قد قطعنا الطريق على الفساد لأن الفساد هو مطية لأعداء الوطن و بالوفاء نكون قد رصصنا الصفوف من أجل كرامة الوطن و المواطن.

معلومات إضافية

العدد رقم:
414