حسان أمين حسان أمين

من سرق بلدية (تلدرة).. ياترى؟؟

عندما أصدر المفكر الليبي الصادق النيهوم كتابه (من سرق الجامع)، قامت كل الدول العربية والإسلامية بإحراق هذا الكتاب ومصادرته (متناسية بأن كل كتاب يحرق يضيء العالم). وكانت الحجة حينها بأنه يسيء للإسلام وللأمة العربية جمعاء. وقتها حتى أغنى عواصم الوطن العربي ثقافة وعلماً وإعلاماً وحرية رأي حسب ادعاء أهلها (بيروت) صادرت هذا الكتاب وأحرقته.. طبعاً لا أريد الدخول في تفاصيل هذا الكتاب ولكنني اضطررت لاستعارة روح عنوانه..

فكما أن الجامع قدسي الأقداس لدى المسلمين بكافة مذاهبهم وطوائفهم وفروعهم وتمزقهم، كذلك  فإن قدس الأقداس للسياسيين (الوطنيين) الأحرار هو مبنى البلدية، وهو الحرم الذي يجب أن لا ينتهك أو أن يعبث بمحتوياته.. أما مناسبة الحديث عن كل ذلك فهو أنه بعد أسابيع قليلة من مقالة (تراجيديا الفساد في تلدرة) الذي نشرته قاسيون مؤخراً، والذي تحدث عن فساد القائمين على هذا الصرح (السياسي) بغية الاستيلاء على أموال الدولة، جرى الحديث عن سرقة بلدية تلدرة!!..

هنا أتقدم بعدة أسئلة للمحققين الأفاضل:

أولاً: إن أغبى لص في العالم يعرف أن مثل هذه الدوائر لا تبيت أموالها بالخزنة الموجودة فيها، فلماذا تم السطو على قدس الأقداس هذا وبهذا التوقيت بالذات.

ثانياً: ما هي المسروقات التي سلبها اللصوص؟ نريد الحقيقة (على رأي اللبنانيين) وما الذي تم إخفاؤه؟ ولماذا هذا التعتيم نرجوكم (جاوبونا)؟!.

من سنين خلت كان أمين المستودع الذي نهب أموال الدولة والوطن هو ومديره وسرقوا الملايين يلجؤون إلى هذه المسرحيات، وكانت دائماً (المصادفة) تأتي لصالحهم حيث الماس الكهربائي يأكل الأخضر واليابس مثلاً.. ويتم طمس الحقائق والموجودات والمسروقات، وتسجل القضية ضد تيار لا أعرف إن كان كهربائي! ولولا هذا التيار الصاعق لما رأينا حضارة وعمران المسؤولين حيث القصور الفارهة والبيوت والمسابح والسيارات..

إنهم ليسوا بالأصل سوى لصوص مرتزقة نهبوا الفلاحين والعمال وباسم ثورة العامل والفلاح والنضال من وراء الطاولة وفوقها وتحتها.. حيث أنني أعرف (زمك) على سبيل المثال وليس الحصر لا يتجاوز طوله 150 سم ولكنه فهلوي (وإيدو طويلة) ولا يحمل الثانوية وكان من أغبى الطلاب، وقد أصبح الآن من أثرياء هذا الوطن وله من البيوت والسيارات والعقارات ما لا يعد ولا يحصى!!

أخيراً ليس لدينا ما نقول سوى: إذا كنت لا تستحي فافعل ما شئت.. «ما هكذا تورد الإبل يا..».