دردشات ماذا عن ربع خدام

التأم شمل شلة الأصدقاء، فافتتح أحدهم باب الحوار بالسؤال التالي:

- هل سمعتم مقابلة خدام من محطة تلفزيون العربية؟ أجاب أحدهم:

- لقد كشف خدام فيها عن وجه خياني حقير، إذ برأ إسرائيل صاحبة المصلحة في قتل الحريري، وساق الاتهام إلى سورية، قال آخر:

- إن ما أثار سخطي هو أن خدام كان أحد أبرز رموز الفساد، وارتبط اسمه بقمع الحريات وإيقاف الندوات السياسية، وبطمر المخلفات النووية في صحارى سورية، وأدعى بأنه بريء منها، وكان يطالب بالإصلاحات كذا . . . يداك أوكتا وفوك نفخ. لماذا لم تقل هذا الكلام عندما كنت في موقع المسؤولية، ومن أين وكيف أصبحت صاحب مليارات الدولارات؟ قال غيره:

- أعتقد بأن اختيار توقيت المقابلة في هذا الظرف العصيب الذي تتعرض فيه سورية لهجمة وضغوط وتهديدات أمريكية صهيونية شرسة . . . جاء تنفيذاً لدور موكول إليه من أسياده، ليوعز لأنصاره الفاسدين والمستقوين بالخارج بدء النشاط المعادي الذي يلتقي مع المخطط التآمري المبرمج، للإجهاز على ثوابت البلد الوطنية. قال غيره:

- إن خدام هو الوليد الشرعي لقانوني الطوارئ والأحكام العرفية، وللفساد المستشري في معظم مفاصل الدولة، ولسياسة القمع خلال عشرات السنين، التي أنتجت وولدت أعداداً لاتحصى من أمثال خدام لايزالون في مراكزهم المسيطرة. عقب آخر:

- هؤلاء تحولوا إلى طبقة غنية منتفخة، ومااستمرار العمل بالقانونين القمعيين والسياسة الاقتصادية الممارسة لتصفية القطاع العام، والهجوم على مكاسب العمال والفلاحين التي حققوها بنضالاتهم خلال عشرات السنين، وتحرير السوق من رقابة الدولة و . . . . إلا سعي للسيطرة كلياً على مقدرات الأمور في البلد. استتلى غيره:

- إن هؤلاء قد انسلخوا عن طبقتهم ومبادئ حزبهم، وباتوا مستعدين للسير مع رياح الأرباح حتى ولو كانت ضد مصالح شعبهم ووطنهم، علق آخر:

- إن كل من يستغل مركزه وينهب ثروة شعبه ووطنه هو خائن بامتياز، عقب آخر:

- هذا صحيح، فكم في التاريخ من مسؤولين رأسماليين، تاجروا وقدموا السلاح للعدو الذي يحارب أوطانهم من أجل الربح. تابع آخر:

- لاتروح لبعيد، ألم تسمع أن صاحب معمل أسمنت فلسطيني، يبيع منتوجاته لإسرائيل لتبني به جدار العزل العنصري؟ تندر غيره:

- أضحكني المتبارون من أعضاء مجلس الشعب وكتاب وصحفيون، في كيل الاتهامات والشتائم لخدام رغم أنهم يعرفونها منذ زمن طويل وكانت تتردد في الشارع، لماذا كتموها حتى الآن؟ أجاب أحدهم:

- لعل الأوامر الفوقية كانت تقتضي ذلك سابقاً والآن لاحقاً. عقب أحدهم:

- لنفترض أن السلطة التي كان خدام في الدرجة الثانية من قيادتها سايرته وكتمت جرائمه أو جرت مسايرات متبادلة بين بعضها، لكن مايحيرني هو سكوت الحزب القائد عنها. أجاب آخر:

- لعل بعض أعضاء قيادته أيضاً، أصيبوا بعدوى مقولة: «اسكت عني وأسكت عنك» لكن أين هي قواعد هذا الحزب المناضل القومي العريق والرافع راية التقدم والاشتراكية بل وأين نظامه الداخلي الذي يعاقب العضو على أبسط الخروقات؟

- . . . .. قال غيره:

- السلطة صادرت ممتلكات خدام وكل أفراد  عائلته، وستقدمه للمحاكمة بتهمة الخيانة، لكن ماالموقف من ربع خدام الفاسدين الموجودين في أجهزة السلطة وخارجها، وهل بمعاقبة خدام ينتفي الفساد وتستقيم الأمور؟ ارتأى آخر:

- إن خير وسيلة لتنظيف الوطن من هؤلاء هو إصدار قانون من أين لك هذا، تساءل آخر:

- ترى كم تبقى نسبة الذين يتجاوزهم هذا القانون؟ ضحكوا جميعاً، وختم آخرهم:

- مقابلة صدام وتصريحاته التحريضية ضد سورية، تنبئنا بأن عدوان المتآمرين المرتقب على الأبواب ولمواجهة هذا الخطر الداهم، تستدعي الضرورة الاعتماد الكلي على الشعب، بتوفير شروط حياة سياسية اقتصادية اجتماعية أفضل له، لتنطلق طاقاته الجبارة، في جبهة شعبية مقاومة، وتتصدى للتآمر الأمريكي الصهيوني خارجياً، ولربع خدام الفاسدين (الطابور الخامس) داخلياً، وتصون حرية وسيادة وطننا الحبيب، لقد سقطت كل أوراق المساومة والمجد للمقاومة.

 

■عبدي عابد