مستقبل بعض الحاصلين على الماجستير «سقط سهواً»!
عاصي اسماعيل عاصي اسماعيل

مستقبل بعض الحاصلين على الماجستير «سقط سهواً»!

أخيراً وبعد طول انتظار صدر القرار رقم 197 تاريخ 15/6/2016 المتضمن أسماء الطلاب الذين حصلوا على ماجستير التأهيل والتخصص لإدارة الأعمال MBA من الجامعة الافتراضية السورية، ولكن للأسف بعض الطلاب الناجحين لم ترد أسماؤهم في متن هذا القرار.

عدد هؤلاء الطلاب الذين لم يرد اسمهم بمتن القرار المذكور يتجاوز الستة طلاب، وهو ما استطعنا تحديده عبر صفحات التواصل بـ «غروبات» الجامعة الخاصة بالطلاب، ويمكن أن يكون العدد الفعلي أكبر من ذلك، بسبب عدم وجود بيانات إحصائية واضحة عبر موقع الجامعة الرسمي.

أكثر من شهر ونصف من الوعود الخلبية

وعلى الرغم من المراسلة التي تمت فيما بين هؤلاء الخريجين الذين سقط اسمهم «سهواً» مع مدير البرنامج ومع قسم الامتحانات والوعود التي قطعت بمعالجة هذا الخطأ، إلا أنه حتى تاريخه لم يصدر أي قرار ينصف هؤلاء الطلاب الذين ينتظرون تنفيذ الوعود منذ أكثر من شهر ونصف حتى الآن، والخشية لدى هؤلاء أن تستمر معاناتهم بالانتظار شهوراً أخرى، ليصار إلى وضع أسمائهم مع خريجي الدفعة التالية من حملة الماجستير، كما حدث غير مرة مع إحدى الطالبات التي سقط اسمها من متن قرار التخرج، حيث انتظرت 6 أشهر إضافية لتجد اسمها وقد ورد مع الدفعة التالية من الخريجين، على حساب وقتها وجهدها، الأمر الذي يعني بالنسبة لهؤلاء هدراً لجهودهم وضياع لوقتهم، خاصة وأنهم على أحر من الجمر لدخول سوق العمل كحملة ماجستير، وبالتالي ما جرى ويجري معهم هو تعطيل فعلي على حساب واقع ومستقبل هؤلاء.

موقع غني ولكن..!

يشار إلى أن عدد الطلاب الواردة أسماؤهم بالقرار بلغ 70 طالباً، ومن الصعوبة بمكان معرفة أعداد المتقدمين لنيل درجة الماجستير أو أعداد المتخرجين منهم، وذلك كون الجامعة تعتمد الولوج المؤتمت إلى الموقع من قبل الطلاب بموجب كود تعريفي خاص بكل منهم «اسم مستخدم وكلمة مرور»، وقد تم إبلاغ كل منهم بالقرار المذكور على حساباتهم الخاصة بتاريخ 16/6/2016 ، ولم ينشر القرار على موقع الجامعة، كما غيره من القرارات، حيث يفتقر موقع الجامعة الافتراضية السورية للكثير من البيانات والإحصاءات، على الرغم من غنى محتواه وكبره، والجهد الظاهر على الموقع وتبويباته بما يتناسب مع البرامج الدراسية المعتمدة في الجامعة.

احتمالات الخطأ البشري ضعيفة

آلية العمل والتفاعل بين الطلاب والجامعة افتراضية ومؤتمتة بشكل تام، وهو ما سبب الكثير من الاستياء لدى الطلاب الذين لم ترد أسماؤهم بمتن القرار، حيث من المفترض أن يكون العمل مؤتمتاً ومنظماً مما يخفف من احتمالات الخطأ البشري بشكل كبير «افتراضاً»، كما أن المعالجة والتصحيح يجب أن تكون كذلك الأمر من حيث السرعة، ولكن أي من ذلك لم يتم.

مراسلات ومراسلات دون جدوى

الطلاب الذين تفاعلوا مع مدير البرنامج «إياد زوكار» أخبرهم أن يقوموا بمراسلة منسق الامتحانات، وقد تمت مراسلة قسم الامتحانات عبر «الإيميلات»، حيث تم الرد من قبل القسم بأنهم سيقوموا بمتابعة الموضوع، ولاحقاً تم الافصاح بأن قسم الامتحانات يتواصل مع قسم المعلوماتية- القسم التقني، والذي لم يرد من قبله أي مبرر عن المشكلة التي أدت بعدم ورود أسماء الطلاب بمتن القرار، كما طلب من هؤلاء الطلاب التريث ريثما يتم معالجة الأمر، وبعد انتظار آخر صرح قسم الامتحانات أن المشكلة سببها تقني وقد تم حلها، حيث سيصار إلى عرضها على «المجلس»، ولم يحدد أي مجلس، على أمل أن يصدر قرار التعديل خلال أسبوع، وفي رد قسم الامتحانات على تساؤلات الطلاب حول خشيتهم من تأجيل صدور أسمائهم ليصار إلى دمجهم مع طلاب الدفعة التالية من خريجي الماجستير، أكد قسم الامتحانات أن ذلك لن يتم، وقد كان ذلك منذ منتصف شهر تموز المنصرم.

مستقبل معلق

والحال كذلك فإن مستقبل هؤلاء الخريجين ما زال معلقاً على المماطلة والتسويف من قبل قسم الامتحانات وقسم المعلوماتية، وكأن لا رقيب ولا حسيب على لا مبالاة العاملين في هذه الأقسام، كما وكأن أحداً لا يراقب عمل هذه الأقسام، ليصار إلى محاسبة المهملين والمقصرين من العاملين بهما، حيث أن هذا الإهمال والتقصير أضاع حتى الآن ما يزيد عن شهر ونصف من الانتظار، ناهيك عن الفترة اللازمة من أجل الحصول على الشهادة والتي قد تصل إلى شهور أخرى من الانتظار، وجميعها على حساب عمر ومستقبل هؤلاء الطلبة.

لا مبالاة غير مبررة

يشار إلى أن الجامعة الافتراضية السورية كانت قد أحدثت بعام 2002، وقد استقطبت العديد من الطلاب من داخل سورية ومن خارجها في البرامج المعتمدة للدراسة فيها، حيث باتت تضم الآلاف من الطلبة الآن، كما خرجت العديد من الكادرات العلمية المؤهلة، كما وتعتبر من الجامعات ذات السمعة الجيدة على مستوى الاعتراف المتبادل مع غيرها من الجامعات على المستوى الدولي، كما أنها ذات ترتيب جيد على مستوى الجامعات في القطر، على ذلك فإنه من غير المبرر أن يتم التعاطي مع طلابها بهذا الشكل من اللامبالاة والإهمال على حساب جهد الطلاب ووقتهم ومستقبلهم، خاصة وأن جُلّ عمل هذه الجامعة مؤتمت ومبرمج.

برسم التعليم العالي

المشكلة أعلاه نضعها برسم وزارة التعليم العالي ومجلس التعليم العالي والجامعة الافتراضية السورية، من أجل الوقوف على أسباب مثل هذه الأخطاء غير المبررة، ومحاسبة المقصرين والمهملين من العاملين في هذا القطاع التعليمي الذي تزداد أهميته عاماً بعد آخر، حرصاً على مستقبل الطلاب وجهودهم، وحرصاً على سمعة الجامعة نفسها.