سرقة موصوفة في مشفى البوكمال

سرقة موصوفة في مشفى البوكمال

كان القطاع الصّحي أول ضحايا السياسات الليبرالية وتراجع دور الدولة فيه مع ازدياد النهب والفساد..ورغم ذلك بقي هذا القطاع الخدمي يُقدم للمواطنين الفقراء ما يستطيع من خدمات..وبقي أفضل وأرحم من القطاع الخاص، الذي يمارس النهب على حساب آلام المواطنين وحتى حياتهم، مع قوى الفساد المرتبطة به قبل الأزمة، وتضاعف ذلك عدة مرات خلالها، مع دخول المسلحين وخروج كثيرٍ من المناطق عن سيطرة الدولة، ومع انتشار التلوث، وعودة أمراض كانت قد انقرضت كالسل وشلل الأطفال وظهور أمراض جديدة. 

سرقة موصوفة للأدوية

سرقة الأدوية أحد أشكال النهب والفساد التي كانت وما تزال تُمارس، وقد ازداد ذلك خلال الأزمة وتفاعلاتها لبيعها بأرباح كبيرة، أو استخدامها من المسلحين. فقد قامت مديرية صحة دير الزور مؤخراً بإرسال مواد دوائية إلى مشفى البو كمال، وتكتسب هذه الأدوية أهمية إضافية لجهة ضرورة تواجدها في هذا المشفى والمشافي الأخرى، فمنها أدوية خاصة بمرض العامل الثامن «الناعور»، وأخرى خاصة بداء الكلب الذي ينتشر بكثرة نتيجة جثث القتلى ونفوق الحيوانات وتواجد الكلاب الشاردة، ومحاليل لغسيل الكلية حيث يوجد في مدينة البو كمال أكثر من ستين إصابة بمرض القصور الكلوي، ومجرد انقطاع هذه المادة يعني الموت الحتمي لهؤلاء المرضى. لكن يد الفساد وأولئك الذين يدّعون الوطنية ويدّعون حرصهم على الوطن والمواطن، كانت أياديهم القذرة وعيونهم متربصة بهذا الدواء، حيث تمت سرقتها وبيعها في السوق السوداء. فمثلاً تم إدخال هذه الأدوية واستلامها بإيصالات مزورة، ولم تدخل إلى صيدلية المشفى، فاستغل ضعاف النفوس هؤلاء وجود الموظف الذي يحمل ختم المشفى في إجازة زواج، فزوروا كتاباً باسم مديرية صحة دير الزور مطالبين هذا «العريس» بتسليم الختم. وجهلاً منه، قام بتسليمهم الختم الأمر الذي مكنهم من تنفيذ خطتهم.

لصوص بزي المعارضة

هؤلاء اللصوص يدّعون المعارضة، وقد تبين أنه قد جرى فصلهم جميعاً من العمل في مشفى البو كمال منذ أكثر من عام، إلا أن غياب القانون ودور البعض في جهاز الدولة عن البوكمال شجعهم على هذه القيام بفعلتهم الشنيعة هذه وضرب عرض الحائط بحياة الناس وصحتهم.

هذا وتقدر قيمة الأدوية المسروقة بمليوني ليرة سورية وفق تسعيرة وزارة الصحة. ومن الجدير بالذكر أن «الأمبولة» الواحدة المضادة لداء الكلب تُباع الآن في البو كمال بـ /35/ ألف ليرة. وقد تبين أن جميع أعضاء هذه العصابة تابعون لإحدى قوى المعارضة الخارجية. التي تتاجر بألام وعذابات السوريين