من حديقة عامة إلى «خاصة»..!

من حديقة عامة إلى «خاصة»..!

وردت إلى «قاسيون» مؤخراً شكوى موقعة باسم مجموعة من مواطني مدينة جبلة، يبيّنون فيها حجم المعاناة التي يعاني منها المواطنون من ممارسات التعدي على الحدائق العامة وحرمان أطفالهم من حق التنفس واللعب فيها. جاء فيها ما يلي:

«شاطئ جبلة الجميل ملتقى العشاق والأدباء والمسنّين.. إنه المتنفس الوحيد في المدينة الساحلية التي تضجّ بسكانها وضيوفها الكثيرين الذين قدموا إليها مرغمين بسبب الأزمة التي تعصف بالبلاد. إلا أن استغلال حديقة الشاطئ (الكورنيش) لأغراض مادية وشخصية، جعلت روّاد هذا الكورنيش يضيقون ذرعاً ممن يعتدون على الأملاك العامة من مقاعد وأرصفة، ويحرمونهم من متعتهم الوحيدة ربما». 

ويتابع الأهالي في شكواهم «حيث قامت المحافظة مشكورة بإعطاء تراخيص لبعض الأكشاك لذوي الشهداء، وهذا حقهم الطبيعي لتأمين لقمة العيش، لكن هؤلاء قاموا بتأجير الأكشاك لآخرين. وقام المستأجر بإزالة المقاعد الخشبية ووضع طاولات لبيع المشروبات الساخنة والباردة، واستغل الرصيف لأطماعه الشخصية ضارباً عرض الحائط بمشاعر الناس وحرياتهم. 

وهذا أمر لا يمكن احتماله، لذلك نرجو من الجهة المعنية معالجة هذا الأمر ووقف استباحة الملك العام. علماً أن بعض المواطنين ممن تأثروا من هذا التصرف، قدّموا شكاوى عديدة لمدير المنطقة، لكنه أجابهم بأنه لا يستطيع أن يفعل شيئاً مع هؤلاء!». 

وأضاف الأهالي «وإذا كانت الجهة الأكثر سلطة في المدينة لا تستطيع فعل شيء، فماذا يستطيع المواطن البسيط أن يفعل، والذي أصبح غريباً في بلدته أمام شلّة من الشباب الملتحين والمدججين بالسلاح، والذين يرتادون الطاولات التي توزعت في الحديقة مكان المقاعد الخشبية التي أزالوها؟ 

وختموا شكواهم بالقول «نرجو إيصال صوتنا إلى الجهات المعنية لمتابعة هذه التجاوزات والممارسات المرتكبة من ذوي النفوس الضعيفة ومحاسبتهم وإيجاد الحل المناسب بحماية الممتلكات العامة».

*مجموعة مواطنين من مدينة جبلة- عنهم: محمد مكنا.