حرفيو دمشق: من باب السلام إلى الزبلطاني إلى عدرا.. مسيرة زيادة التكاليف

حرفيو دمشق: من باب السلام إلى الزبلطاني إلى عدرا.. مسيرة زيادة التكاليف

مازن ثلجة أحد الدباغين في دمشق الذي تعلم الحرفة من صغره، وأصبح يملك معملاً للدباغة، حدثنا عن معاناتهم في المنطقة الصناعية والتي تضاعفت مع تأثير الأزمة في سورية. وقال السيد ثلجة إنه "ينقصنا في المدينة الصناعية أهم عنصر في عملنا، حيث لا يوجد مياه هناك منذ 8 أشهر، وقدمنا شكوى لمحافظ ريف دمشق الذي طالب إدارة المدينة الصناعية بتأمين المياه، لكن المشكلة الأساسية أن تأمين الماء صعب، وكان هذا خوفنا من البداية قبل الخروج من منطقة الزبلطاني، حيث تم نقلنا بشكل إجباري بحجة البيئة". 

 

وتابع ثلجة إن "المنطقة الصناعية تعتمد على مياه الغوطة، لكن سوء الأوضاع جعل من الصعب الاستمرار في استجرار الماء من هناك، فاستعانوا بعدة آبار في منطقة الجبل لكنها غير كافية للمدينة كاملة، فتم اعتماد جدول يخصص كل صناعة بيومين في الأسبوع لتزويدها بالماء، إلا أنهم لم يلتزموا بالتنفيذ، فكان الحل الأخير الاستعانة بالصهاريج لنقل الماء بتكلفة 22 ل.س/ ليتر، لكن أصحاب الصهاريج يطلبون 80 ل.س/ ليتر، وأصبحت تكلفتنا اليومية لتأمين الماء فقط 10 آلاف ليرة سورية".
وشرح السيد مازن التكاليف العالية المترتبة على الدباغين والتي تصل إلى 97 مليون ليرة كرسوم، وقال "سجلنا للانتقال للمنطقة الصناعية عام 2005 ضمن المرحلة الأولى المعفية من الضرائب والرسوم، لكن تأخرت المعاملات لديهم حتى 2007، ولدى انتقالنا تفاجأنا بمرحلة ثانية غير معفية من أي شيء، وطلبوا مبلغ 3 آلاف ليرة كرسم محيط على كل كافئة كهرباء، والمعمل بحاجة للكهرباء بشدة، وبذلك أصبح علي أن أدفع مبلغ 600 ألف ليرة كوني مسجلاً على 200 كافئة"، منوهاً إلى أن "محولة الكهرباء في المصنع تكفلت بمصاريف إنشائها ثم وقعت على عودة ملكيتها للدولة حسب طلبهم".
وبين ثلجة أن "بعض المعامل تعتمد العدادات المؤقتة، لكن إدارة المدينة قامت بإزالة كل العدادات، مطالبة ببناء محولة لكل معمل، علماً أنها تكلف 2 مليون ليرة، وهذا المبلغ حالياً يعد عبئاً على الحرفيين"، ومع ذلك كان رد مدير المدينة "من لا يملك المال فليتوقف عن العمل".
"وعند إيصال الشكوى لوزير الإدارة المحلية بأننا مرحلة أولى، ومعفون من الضرائب والرسوم، قرر أن يتكفل هو أو محافظ الريف بدفع الرسوم، ولكن ذلك لم يحصل حتى الآن وما زالت المدينة الصناعية تطالبنا بالدفع" أردف ثلجة.