طرطوس.. «السوداء» تنتعش والمازوت بالقطارة

طرطوس.. «السوداء» تنتعش والمازوت بالقطارة

تعاني محافظة طرطوس منذ شهور طويلة، من أزمة خانقة في مادة المازوت، رغم صول أسعاره الرسمية إلى المستوى العالمي تقريباً، ثم جاءت أزمة الغاز في الشهرين الماضيين لتزيد الطين بله، والضربة الثالثة غير المتوقعة هذا الشهر هي أزمة البنزين الخانقة..

منذ شهرين حضرنا جلسة حوارية في المركز الثقافي، بين أعضاء مجلس الشعب والموظفين، وبحضور المحافظ، وجرى إطلاق الوعود بأن مشكلة المازوت ستحل خلال أسبوعين، تفاجأنا بعد شهرين بعدم حلها، لا بل زادت الأزمة، وجاءت أزمة الغاز والبنزين، لتزيد في قلق المواطنين وإحباطهم من المستقبل المجهول، فرغم غلاء المازوت الفاحش، فهو غير متوفر.. وأصاب مختلف مرافق الحياة بالشلل، فالكثير من خطوط السرفيس أضربت عن العمل، بحجة عدم توفره، والمسؤولون يؤكدون: أنه يجري توزيع المازوت على السرفيس بشكل كافٍ، ويجري التلاعب بأجور النقل علناً رغم ارتفاعها إلى الضعف دون حسيب أو رقيب..؟

 

مازوت التدفئة بالقطارة..!

أما عن توفر مازوت التدفئة فقد وعد المسؤولون منذ شهرين بتوفير 200 ليتر لكل عائلة على دفعات، ولكن التوزيع يجري بالقطارة، بمعدل 50 ليتراً لكل عائلة، والتوزيع حتى الآن لم يتجاوز 10% من السكان، حيث يتحدث الأهالي بسخرية، إذا ظلت آلية التوزيع بهذه الطريقة، فإننا سنأخذ حصتنا في الصيف القادم، ويتحدث الجميع عن لجان التوزيع وآليتها، ولماذا يتم حصرها بأمناء الفرق الحزبية، وهل بقية المواطنين السوريين ليسوا أهلاً ليكونوا في هذه اللجان..؟ والمسؤولون حتى الآن لم يسمعوا بتعديل الدستور وإلغاء المادة (8) التي تقول: أن حزب البعث لم يعد قائداً للدولة والمجتمع، ومن هنا يؤكد الكثيرون: أنه يجري التلاعب بكمية التوزيع وطريقتها، وأنّ الكمية المخصصة تأتي لأي قرية، ولا يسمع بها إلا مجموعة من المقربين..! ويتساءل المواطنون أيضاً: لماذا لا يتم التوزيع على دفتر العائلة، من الكازية المخصصة لكل منطقة، لضبط هذه العملية..؟ أم أن الفساد أصبح له طريقة وثقافة خاصة، حيث يتم شفط /10/ ل.س عن كل ليتر مازوت..؟

 

 سوق سوداء؟...

ويتساءل المواطنون بدهشة: المازوت مقطوع وغير موجود، وكذلك الغاز متوفر بنسبة 50% مقارنة بالمازوت، لكنه غير موجود وغير كافٍ..؟ فالطوابير على الغاز أيضاً، والمشاجرات للحصول على اسطوانة، وهو موجود في كل المراكز..؟ وهنا يعتقد الكثيرون: أن أزمة الغاز مرتبطة بأزمة المازوت، وتقنين الكهرباء لساعات طويلة، مما جعل الطلب على الغاز مضاعفاً، ومع ذلك المازوت متوفر بالسوق السوداء، والغالون ثمنه 3500 ل.س.. واسطوانة الغاز بـ2500 ل.س.. وعلى سبيل المثال: كاتب هذه السطور، لم يحصل منذ شهرين على اسطوانة غاز في بلدة يحمور التي يسكنها، رغم وجود (أحد عشر مركز توزيع) فالغاز يأتي وينتهي خلال نصف ساعة، ولا يوجد أي آلية للتوزيع، إلا الفوضى ودبر راسك ..!

 

أزمة البنزين زادت الطين بلّة

جاءت أزمة البنزين الخانقة لتزيد الطين بلّة، وذلك بعد أزمة المازوت وأثرها على وسائط النقل، جاءت أزمة البنزين الذي يباع أيضاً بما يقارب السعر العالمي له، ويتساءل المواطنون: إذا كنا في محافظة هادئة وآمنة والمرافئ موجودة على البحر، لنستورد كل شيء.. لماذا كل هذه الأزمة..؟ وهل فعلاً هناك مافيات مسؤولة عن هذه الأزمات المتلاحقة، وهي التي تمص دم الشعب بدون رادع من ضمير أو قانون..؟

 

هل سنعود للعصر الحجري..؟

إن تقنين الكهرباء لساعات طويلة، وانقطاع المازوت والبنزين والغاز وأسعارها الفاحشة إن توفرت.. أجبرت الغالبية الساحقة على الاستعانة بالحطب، ومن مختلف الشرائح الاجتماعية. وتتساءل جدتي بدهشة: يبدو أننا لن نعود إلى العهد العثماني..الذي يجري سيعود بنا إلى العصر الحجري..!!