عرض العناصر حسب علامة : العلم

التعسف الغربي يصل إلى العلوم

وضَعَ العِلمُ الرسمي للرأسمالية نفسَه في موضعه الحقيقي وظيفيّاً دون أغطية وتمويهات وتلاعبات بالوعي هذه المرة. واستبدل الادعاء الكاذب القديم والمموَّه القائل بحياد العلم إلى ضرورة تدخُّل العِلم في السياسة. وكان أوّل ما تدخّلوا به هو حذف 1000 ورقة بحثية روسية من قوائم الأبحاث رغم اعترافهم بالأهمية العلمية لهذه الأبحاث.

الخاتمة التعيسة: نهاية العقل وتفريغ الإنسان

عرفت مرحلة ما بعد الحداثة بكونها مرحلة التراجع عن العقلانية والتنوير بشكل خاص، ومن ضمنها الفكر العلمي. حيث شهد العالم ردة رجعية وانتعاشاً للأفكار التي جاءت النقلات الثورية البورجوازية (المبكرة) والاشتراكية على السواء لكي تتجاوزها. فعادت بقوة العنصرية والشوفينية والنزعات الانفصالية والتطرّف على كل المستويات والتباعد بين الشعوب والغرق في الشهوانية وتزايد ظواهر الفكر السّحري والأسطوري وتراجع مساحة الفكر العلمي. ولكن مع دخول الأزمة العامة للرأسمالية مرحلة متقدمة نحن أمام مرحلة جديدة تصبغ الوعي بسماتها، هي بالتحديد مرحلة نهاية العقل وليس فقط العقلانية. وسنجد مقدمات ذلك المبكرة في تيارات الفكر العلمي السائد.

جائزة نوبل للطب 2021 لاكتشافات بعمل الحواس قد تطور مسكنات الألم

حصَد جائزةَ نوبل في الطب أو علم وظائف الأعضاء (الفيزيولوجيا) لهذا العام عالمان اكتشفا الأساس الجزيئي لقدرتنا على استشعار الحرارة واللمس. وفاز ديفيد جوليوس وآردم باتابوتيان مناصفة بجازة نوبل في الطب لعام 2021 لاكتشافهما مستقبِلات مسؤولة عن استشعار الحرارة واللمس، مما قد يكون له فائدة في تطوير علاجات مستقبلية تستهدف الجزيئات المكتشفة من أجل تسكين الآلام.

اكتشاف عوالق نباتية منتجة للنفط

تمكّن باحثون لأول مرة من اكتشاف كائنات حية قادرة على إنتاج النفط، وهي سلالات من وحيدات الخلية من جنس «ديكراتيريا»Dicrateria في المحيط المتجمد الشمالي. وهذه الكائنات قادرة على إنتاج سلاسل الفحوم الهيدروجينية المشبعة الحاوية على عدد من ذرات كربون بين 10 إلى 38 ذرة، وهذه بالذات هي «الألكانات» التي تشكّل البنزين والمازوت ومشتقات النفط الأخرى. وذلك بحسب تقرير علمي في النشرة العلمية المتخصصة Scientific Reports في 19 تموز 2021.

الأساس المادّي لسَبق البابليّين باكتشاف علاقة «فيثاغورث»

نشرت مجلة «أسس العلم» العالمية دراسة جديدة، في 3 آب 2021، للباحث دانييل مانسفيلد عن قطعة أثرية بابلية تدعى «حجر بليمبتون 322»، والتي لطالما أثارت اهتمام علماء الرياضيات والآثار. ولا تكمن أهمية هذه الدراسة برأينا فقط في تأكيد أنّ البابليين كانوا يعرفون علاقة «فيثاغورث» في المثلث القائم الزاوية قبل فيثاغورث بألف عام (لأن هذا الأمر كان معروفاً بالفعل منذ عام 1969 على الأقل)، بل ما وجدناه أكثر إثارة للاهتمام فيها هو قيام مانسفيلد بربط اكتشاف البابليين لعلاقة «فيثاغورث» بأساس مادّي اقتصادي- اجتماعي ألا وهو ظهور الحاجة لديهم إلى تقسيم أكثر دقة للأراضي الزراعية إلى ملكيات خاصة بين الأفراد، وفضّ النزاعات الناجمة عن ذلك، في مرحلة يبدو أنّها تزامنت مع الخروج من التشكيلة المشاعية البدائية إلى عصر الملكية الخاصة والمجتمع الطبقي.

اكتشاف خصائص «مطّاطية» لسطح الزجاج البلاستيكي وتطبيقات واعدة بعلوم الاحتكاك والجريان

نُشرَت دراسة حديثة في مجلة «الطبيعة» Nature تغيّر طريقة فهم العلماء لسلوك البوليمرات الزجاجية، حيث كشفت عن تأثير طبيعي يحدث على سطحها، مما يخلق طبقةً وُصِفَت بالـ «مطاطية»، وهي رقيقة جداً بسماكة بضع عشرات من الذرات، ولها خصائص مختلفة تماماً عن بقية المواد، حيث تكون موجودة بحالة من المادة تجمع بين الخصائص الصلبة والسائلة. واكتشف الباحثون الذين أعدّوا الدراسة (بالتعاون بين جامعتَي جنوب فلوريدا وبرينستون الأمريكيّتين مع جامعة «جيجيانغ» الصينية) أنّ هذا السلوك المُكتَشَف له تداعيات تكنولوجية وصناعية واسعة النطاق، تتعلق بكيفية التصاق البوليمرات الزجاجية ببعضها، وقد يوفر فهماً أكبر لمقاومة الخدش على المستوى الجزيئي، مما يمهد الطريق لمنتجات أفضل، مثل: البطاريات المحسّنة، وطلاء السيارات، وشاشات الهواتف المحمولة.

إصدارات عالمية عن الكوارث والمناخ والعلوم

«تاريخ المضادات الحيوية في إنتاج الغذاء الأنجلو أمريكي» هو كتاب صادر عن جامعة روتجرز لكلاس كيرشيل. ويتحدث عن الاستخدام الروتيني للمضادات الحيوية للحفاظ على إنتاج الغذاء، وزيادته تترك بقايا خطيرة في الطعام، وتضر بالحيوانات، وتعزز مقاومة مضادات الميكروبات، مما يجعل العديد من الأدوية عديمة الفائدة في علاج الأمراض التي تصيب الإنسان.

السّباق التكنولوجي بأنواعه كمُحدّد للموقع الإستراتيجي في عالم مُتغيّر

تلعب التكنولوجيا دوراً هاماً في الجيو- سياسة، رغم أنّ هذه الحقيقة غالباً ما يتمّ تجاهلها. قاد تطوير التكنولوجيا البحرية من قبل إلى انفصال سطوة البحر عن سطوة الأرض، وأضيفت الهيمنة إلى الأجواء والفضاء في القرن العشرين. شهد القرن الحادي والعشرين ظهور بُعدٍ جديد: الفضاء السيبراني، وهو اصطناعيّ بالكامل، ويخضع لتحسينات مستمرّة. لذلك هو ذو طبيعة متقلبة وسلسة، لكن مهمّة للغاية بالنسبة لتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات.

اختناقات بتمويل الأبحاث العلمية بفعل الأزمة الاقتصادية والوبائية

تتنامى الخسائر الاقتصادية الناجمة عن الجائحة حول العالم، ويخشى بعض الخبراء من أنها قد تلحق الضرر بالعلوم لعقود قادمة، عبر التسبُّب بتسريح آلاف الباحثين من العمل، وإجبار الدول على خفض تمويلاتها بحدّة في إطار جهود إعمار المجتمعات، بينما يذهب آخرون إلى أنّ الجائحة يمكن أنْ تلفت الانتباه إلى أهميّة العلوم، وتشجّع على تقديم دعمٍ طويل الأمد لها، ولا سيّما البحوث الأساسية، مثلما حدث في زمن الحرب العالمية الثانية– المقال التالي المنشور في مجلة «الطبيعة» في آب 2020 يسلّط الضوء على هذه المشكلة التي يبدو أنها سوف تتفاقم أكثر، وخاصةً في الاقتصادات الرأسمالية الأكثر تأزّماً.

رقَّاص السّاعة الكونيّ وأزمة «الانفجار العظيم»

اليوم ومع عودة صعود قوى التقدّم وتراجع أعدائها، يبشّر المستقبل بصعود جديدٍ للعلوم المختلفة ونظرياتٍ جديدة. وكتعريف ببعضها المعاكِس للتيار السائد المدعوم من سلطات الفضاء السياسي والعِلمي العالَمي القديم، تقدّم هذه المادة ترجمةً لمقاطع مختارة من كتاب إيريك ليرنر «الانفجار العظيم لم يحدث أبداً» – 1991