عرض العناصر حسب علامة : العلم

الفن والعلم.. تأمل ضروري (2/2)

من أجل أن نفرق بين فن صحيح - فن غير صحيح. «لا بد قبل أي شيء أن نتوقف عن النظر إليه كوسيلة للمتعة، وأن ننظر إليه كشرط من شروط الحياة البشرية» (1). (تولستوي). وهذا لا يعني إلغاء خاصِّيَّة المتعة في ظاهرة الفن، إنما يعني فقط إعادتها إلى مكانها الطبيعي، عندما يتعلق الأمر بتناول حقيقة الفن. وقد تقف أمامنا عقبات، أثناء محاولات الكشف عن المقصد الفني، وعليه نقترح التمعن بهذه العناصر الثلاثة، المحتوى ومادة البناء والشكل. من دون تفضيل واحدة على الأخرى، «فلا يمكن فهم الشكل في استقلال عن المحتوى وعن طبيعة مادة البناء وعن الاستعمالات التي تتحكم فيها، إذ يرتبط الشكل من جهة بالمحتوى، ومن جهة أخرى يرتبط بخصوصيات مادة البناء وكيفية الاشتغال التقني التي تستدعيها». (2). (باختين).

الفن والعلم.. تأمل ضروري (2/1)

سِمَة المرحلة الانتقالية من عالم قديم إلى عالم جديد، تكمن بأنها «صلة وصل» تعبر عن الجانب الخاص من ديالكتيك المعرفة، فإن المَأْلُوف أو الاِعْتِيَاديّ يتحول إلى غَيْر مَأْلُوف أو غَرِيب، وعليه تظهر «حالة مركّبة» تدفع بحركة التطور ضمن اتجاهين متعاكسين وغير متضاربين، فمن جهة تهبط إلى منابع، مصادر، وجذور العالم القديم، ومن جهة أخرى تستمر بالصعود نحو العالم الجديد، رويداً رويداً تتشكل في الأجواء غيوم متفرقة وافرة في إمكانيتها، وكلما استطاعت تلك الأخيرة أن توحد من صفوفها، وتعمل على تنظيم نفسها، كلما اقترب زمن هطول خيراتها المعرفية.

«تسلا» منتقداً احتكار الكهرباء ومبشِّراً بالشيوعيّة

«ستكون الكهرباء مجّانية كالهواء»، بحسب العالِم والمخترع الصِّربي نيكولا تسلا في مقال كتبه بتاريخ 8 آذار 1896 في مجلة «الأحَد العَالمي» الأمريكية، بعنوان «كهرباء الأرض للقضاء على الاحتكار». حيث اعتبر أنّ تشغيلها لصالح الإنسانية «سيضع نهايةً للاحتكارات القمعية والابتزازية في مجال البخار والهاتف والتلغراف والاستخدامات التجارية الأخرى للكهرباء، وسيتعيّن على أصحاب الملايين الجشعين، الذين حَلَبوا جيوب الشعب بالأصابع الكهربائية طوال عقدين من الزمن، التخلّي عن احتكارهم». ورغم مسحته الطوباوية، يظهر المقال النزعة التقدّمية لدى تسلا، في وقتٍ كانت فيه الرأسمالية تلج طورها الإمبريالي نحو مزيد من الاستغلال وإغراق العالَم بظلام الحروب والدماء.

احتكار المعرفة والاقتصاد الرّيعي

شهد القرن العشرون ظهور الجامعات والمؤسسات التقنية الممولة من القطاع العام، في حين تركز تطوير التكنولوجيا في مختبرات البحث والتطوير في الشركات الكبيرة. لقد انتهى عصر المخترع الوحيد– أديسون وسيمنز وويستينجهاوس وغراهام بيل– مع نهاية القرن التاسع عشر. «قيل بأنّ المخترع الوحيد الأخير هو فيلو تي فارنسورث، مخترع التلفاز، والذي حارب ضدّ قوة الشركات التي يملكها ديفيد سارنوف، أقوى شركة في مجال البث في حينه». كان القرن العشرون يدور حول مختبرات البحث والتطوير القائمة على الصناعة، حيث كانت الشركات تجمع بين كبار العلماء وخبراء التكنولوجيا لخلق تكنولوجيا المستقبل. في هذه المرحلة كان رأس المال لا يزال يُوسّع الإنتاج. وعلى الرغم من أنّ رأس المال المالي كان مهيمناً بالفعل على رأس المال الإنتاجي، إلا أن الدول الرأسمالية الكبرى كانت لا تزال تتمتع بقاعدة صناعية قوية.

«أثير» أينشتاين وخطأ الفصل بين المادّة والحركة (2)

ذكَر أينشتاين في محاضرته التي ألقاها في جامعة لايدن الهولندية عام 1920 بأنه: «يمكن افتراضُ وجودِ أشياء فيزيائيّة ممتدَّة بحيث لا يمكن أن تنطبقَ عليها فكرة الحركة». ولكن هل يوجد «شيء» في الواقع، أثيراً كان أو غيره، ساكنٌ بالمطلق! وكيف لعديمِ الحركةِ الأينشتاينيّ المفتَرَض أنْ يؤثِّر أو يتأثَّر في متحرّكاتٍ مادّية؟

«أثير» أينشتاين وخطأ الفصل بين المادّة والحركة (1)

ألقى ألبرت أينشتاين في جامعة لايدن الهولندية بتاريخ 5 أيار 1920 محاضرةً شهيرة بعنوان «الأثير والنظرية النسبية»، بعد أن مضت سنوات على نشره للنسبيّة الخاصّة (1905) ثمّ العامّة (1915). فيما يلي محاولة قراءة، من وجهة نظرٍ مادّية ديالكتيكيّة، للأفكار التي قدّمها أينشتاين في محاضرته بشأن «المادّة» و«الحركة»، حيث تعتقد هذه القراءة أنّ أينشتاين خلصَ إلى نتائج مثاليّة فلسفيّاً إزاء هاتين المقولتَين.

في تشكيل جبهة الدفاع عن الحياة: العلم نموذجاً

إذا كان طابع المرحلة العام هو الردة على كل ما هو حيّ وعقلاني وتقدمي أُنتِج عبر التاريخ، فإن هذا الحيّ والعقلاني يدافع عن نفسه بطرق مختلفة انطلاقاً من خصوصية الميدان الذي يحضر فيه. والتعرّف على هذا الخاص ضروري لبناء البرنامج العملي «الجبهوي» من أجل تأطير حركة الدفاع عن الحياة. وهنا نطلّ مرة جديدة على أزمة العلوم من باب ديناميات العلم الداخلية.

«مُدُن العلوم» الصينية تعزِّز تفوّقها عالَمياً

أظهرت الصين، بريادة من مُدنِها الكبرى وخاصةً بكين وشنغهاي، تسارعاً في الابتكار العلمي والتكنولوجي خلال السنوات الأخيرة، مما زاد تأثيرها الدّولي وجذب مواهب إضافية. تحتل بكين المرتبة الأولى بين مدن العالَم من حيث إنتاج البحث العلمي، وفقاً لمؤشر صدر أواخر تشرين الثاني 2022 عن مجلة «الطبيعة» البريطانية، لتحافظ العاصمة الصينية بذلك، وللعام السادس على التوالي، على المرتبة الأولى عالمياً منذ أنْ أطاحت بنيويورك من على عرش هذا التصنيف لأول مرة عام 2016. يرصد التقرير التالي جوانب من هذا التطوّر، وفق ما نُشر على الموقع الرسمي للأكاديمية الصينية للعلوم بتاريخ 30 كانون الأول 2022 تحت عنوان «الأمّة تحثّ الخطا للابتكار العلمي والتكنولوجي».

تاريخ إسالة الغازات مثالاً لديالكتيك الحقيقة النسبية والمطلقة

كتب إنجلس عام 1885 أنّ «تقدّم العلوم الطبيعية النظرية» والثورة التي تشهدها تدفع «حتى أكثر التجريبيين تشدداً للإدراك المتزايد للطابع الديالكتيكي لعمليات الطبيعة». ومن الأمثلة العديدة على ذلك، ذكر: «التوصل إلى تحويل آخر الغازات «الحقيقية» إلى سوائل»، وإمكانية تحويل المادة إلى وضع «لا يمكن فيه التمييز بين الشكل السائل والشكل الغازي» بحيث فقدت حالات تجميع المادة «البقية الباقية من طبيعتها المطلقة السابقة». وبالفعل يشهد على ذلك تاريخ تحويل الغازات إلى سوائل منذ فاراداي وحتى إسالة الغاز الطبيعي، واستخدام الهيدروجين والأوكسجين السائلَين وقوداً لصواريخ الفضاء.

كيف نعلّم الأطفال المفاهيم العلمية بحسب فيغوتسكي؟

كتب عالِم النفس والتربية السوفييتي ليف فيغوتسكي في كتابه «التفكير والكلام»، 1935، فصلاً عن «تطور المفاهيم العلمية في الطفولة»، حيث أشار إلى أنّ «تطوير المفاهيم العلمية لدى الطفل في سن المدرسة هو في الأساس مسألة عملية ذات أهمية كبيرة لمهمة المدرسة في تعليم الطفل نظام المفاهيم العلمية. ومع ذلك، فهي أيضاً قضية ذات أهمية نظرية هائلة. إنّ البحث في تطوير المفاهيم العلمية (الصحيحة) سيوضح حتماً القوانين العامة الأساسية والأساسية لتشكيل المفهوم».