رغم تصاعد النشاط العمالي في الآونة الأخيرة والذي تمخض عن إضرابات عمالية عدة في ريف دمشق والسويداء، بقي الإعلام العمالي غائباً أو مغيباً قسراً عن ساحة الصراع مع أرباب العمل، فالمنابر التي أخذت على عاتقها كما تدعي إيصال صوت العمال والجهر بمعاناتهم وقفت موقف المتفرج من بعيد ولم تكلف نفسها عناء نقل أو توثيق ما يجري في أروقة المعامل، غافلة أو متغافلة عما يحدث من تغييرات تؤكد أن حال العمال قبل الإضراب لن تكون كحالهم من بعده، ما عمق الهوّة بين العامل والإعلام العمالي المفترض أن يكون في قلب الحدث والذي تحول في كثير من الأحيان إلى كاميرا ترصد الإنجازات وتعدد المكرمات التي ينثرونها “بسخاء” على العمال الأشد فقراً ومع هذا فإن المقاييس المعتمدة للأشد فقراً هي مقاييس تنطبق على 90% من العمال في القطاعيين العام والخاص.