التنظيم النقابي المصري إلى أين؟
إحدى سمات المرحلة الراهنة في مصر أنها تموج بالصراع حول القضايا الكبرى، والجزئية المكونة لها. وهو صراع لا يدور بمعزل عن الصراع العالمي الأشمل، خاصة وأن اقليمنا أصبح بؤرته ومركزه.
إحدى سمات المرحلة الراهنة في مصر أنها تموج بالصراع حول القضايا الكبرى، والجزئية المكونة لها. وهو صراع لا يدور بمعزل عن الصراع العالمي الأشمل، خاصة وأن اقليمنا أصبح بؤرته ومركزه.
ما إن يحدث تفجير في منطقة ما من مناطق البلاد، حتى يسارع كل طرف من أطراف الصراع الميداني، إلى اتهام الطرف الاخر، وتجريمه وتحميله وزر الدماء السورية النازفة. وفي غمرة الندب والردح والتخوين والاتهام المتبادل على شاشات التلفزة ووسائل الإعلام، يتناسى ويتجاهل الطرفان الأمر الأكثر أهمية، ألا وهو كيفية ايقاف طاحونة الدم الدائرة على الأرض السورية؟
جريمة سياسية وليست جنائية:
تدين جبهة التغيير والتحرير التفجيرات الإرهابية التي حدثت خلال الأيام الثلاثة الاخيرة في كل من القامشلي وطرطوس وجبلة، والتي ذهب ضحيتها مئات المدنيين، شهداء وجرحى، وترى أن هذا التصعيد الإرهابي، يعبر من جهة عن طبيعة هذه القوى المتطرفة، ومن جهة أخرى، تدل على يأسها وعجزها أمام تقدم الحل السياسي، والتوافق الدولي حول ضرورة استئصالها.
يدين حزب الإرادة الشعبية العمليات الإرهابية الجبانة التي استهدفت المدنيين في مدينتي جبلة وطرطوس صباح هذا اليوم (23/5/2016)،
على خلفية تعرض مدينتي طرطوس وجبلة للعمليتين الإرهابيتين اللتين تسببتا بسقوط مئات الضحايا من المواطنين السوريين الذين معظمهم من طلاب مدارس وجامعات ونساء وأطفال وفقراء يعملون في الكراج بلقمة عيشهم من أبناء المحافظة أو من الفقراء الوافدين من المحافظات الأخرى
تتفق جهات مختلفة ومتناقصة المصالح، دولية وإقليمية ومحلية، على «معاداة الإرهاب». والأهم أنها تتفق على استخدام مصطلح «الإرهاب» لتوصيف ظواهر مثل «داعش» و«النصرة» وأشباههما. فمن أين لجهات متصارعة في كل شيءٍ تقريباً أن تتفق على مصطلح واحد وموحد يصف «العدو الأساسي» لها جميعها، كما تدعي على الأقل؟
حالها كحال المدن والمناطق كلها التي تقع تحت سيطرة التنظيم الإرهابي داعش، الذي يفرض أحكامه وجوره على المدنيين فيها، اعتباراً من الدورات «الشرعية» وليس انتهاءً بالاعتقال والجلد والإعدام.
مع تواتر الأنباء عن مواجهة عسكرية محتملة، مع «داعش» في محافظة الرقة، بما فيها مركز المحافظة، ازداد تخوف الأهالي وقلقهم من نتائج هذه المواجهة، وخاصة على مستوى القصف الجوي المتوقع، وما يستتبعه من دمار وتخريب في ممتلكاتهم، وتهديد أكبر على حياتهم.
قال مندوب روسيا في الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، إن روسيا تولي اهتماماً بتطورات الوضع في الساحل الإفريقي، حيث تزداد قضية الإرهاب حدة، منوهاً بشكل خاص، إلى التجارة بالمخدرات والأسلحة.
لم يعد من الممكن اليوم إلا الاعتراف بالحقيقة الموضوعية التي تؤكد أن عالماً كان معتمداً على التفرد الأمريكي دولياً قد أصبح عالماً قديماً، يتماوت اليوم تاركاً مساحات لمنظومة عالمية جديدة، متعددة الأقطاب، لتحل محله شيئاً فشيئاً. وإن كانت تلك الحقيقة قد وجدت طريقها إلى مناوئي الولايات المتحدة سريعاً، فها هي اليوم تتأكد بأقلام أمريكية حتى النخاع.