مَن يحارب مع أوباما؟
وائل عبد الفتاح وائل عبد الفتاح

مَن يحارب مع أوباما؟

ـ 1 ـ
.. ستختفي «داعشية» كل طرف من التحالف الدولي ضد «ميليشيا آكلي الدول». ستختفي ليحافظ على موقعه في المنافسة على «داعشية» كامنة أو لنقل إنها «خرافات وتعاويذ وأفكار» تُركت لتنمو على مهل في حضانة الاستبداد، وبرعايته في تربية «المواطن الصالح» ينتظر المجد القديم تعويضاً عن جرح نرجسي في تبعية لنظام عالمي بداية من سايكس بيكو وحتى أوباما «الصالح» كان يفرغ غضبه في «الحضارة» بينما النظام السياسي معطّل إلى حين تكتمل «الصحوة».


.. «الصالح» تربّى على كراهية «حضارة الغرب» واستهلاك «حداثته» والطاعة أو الرضوخ إلى قدر التبعية لأنظمته.
هذا سر من أسرار سايكس بيكو القديم أما نسخة أوباما فتتأثر بشخصيته المتردّدة بين الحرب واللاحرب، الخروج من آلة النظام في بلاده أو الرضوخ له، التردد هذا يجعله اليوم وفي بحثه عن «إسلام معتدل» يوقظ خرافات مؤسسات التفكير منذ الخمسينيات وكأننا لم نعش منذ 25 يناير/ كانون الثاني 2011 سنوات انكشاف... لا حدود لها.

ـ 2 ـ
كلهم في التحالف...
لكنّ الأهم: الذراع الجاسوسية للأردن...
هذا ما كشفت «فورين بوليسي» عنه، من مشاركة المال «السعودية» والدور الكبير «مصر»، لكنها حرب تحتاج إلى جواسيس. حرب ستطول لأنها ليست على الأرض، ولارتباطها بإرادة صانعها الذي يستدعي كل أدوات سايكس بيكو... في غياب إرادات سكان هذه المنطقة وماذا يريدون؟ ولماذا يشاركون في تدمير داعش...؟ أو لماذا يقدّمون أنفسهم على قربان لعبة أمم جديدة، وبأصابع جواسيس جدد ليسوا برهافة لورانس العرب أو غرتروود بيل... لكنهم مسامير الهندسة الجديدة. وكما اختار لورانس ورفاقه الـ19 العرب الحالمين بوراثة عرش الخلافة إلى حداثة ظلت مشطورة/ ملعونة/ منبوذة/ صنيعة استعمار...
لم يتحرّك أصحاب العروش إلا بما يكرّس سلطاتهم واستبدادهم متعدّد الألوان والأشكال والذي تعتبر الصحوة وما تجسّده «داعش» منافساً وليس نبتاً شيطانياً أو مؤامرة خالصة... فكيف تحارب السعودية «داعش» بينما تحبس 28 مسيحياً لارتكابهم الصلاة في كنيسة بيتية؟
إنها حرب منافسة على الداعشية.

ـ 3 ـ
كل سايكس بيكو تلعب على هذا الحلم...
عرش كبير يقتنص شرعية سياسية (بمشروع هوياتي خلاصي وليس عبر آلية سياسية) وشرعية دينية (نسب مع بيت الرسول أو تفويض من مرجعيات دينية أو سند من مؤسسة دينية تحت طلبه...).
والخلل يحدث عندما يهتزّ أحد الجناحين، وخاصة بما سُمي منذ الهزيمة العسكرية للناصرية بالصحوة الإسلامية التي اكتشفت البيئات الحاضنة لتنظيمات آكلي الدول من جميع الأنواع: المعتدلة التي تلتهم بمزيد من الصفقات وبالسلم الديموقراطي/ والإرهابية حيث تتسلّل الميليشيات بين شقوق الاستبداد لتتضخم وتلتهم مرة واحدة...
هكذا فإن أوباما الذي يحارب «داعش» لأسباب تتعلق بصراعاته الأممية أو الداخلية أو لحروب الإقليم، ليس وحده مَن يبحث عن ولاء تحت رايته لمجموعات من الدواعش المختفية تحت عناوين مثل «نحارب الإرهاب..» (والإرهاب يسكن في أجهزتهم ومن صنع أيديهم» أو «.. دفاعاً عن إسلام معتدل» (وهم يدافعون عن سلطاتهم التي يقيمونها على وكالة من الله...).
وهنا ليست مروحيات الأباتشي العشر هي ثمن دخول السيسي تحالف أوباما، ولا قطر باعت الحليف الإخواني لأنها تطهّرت وحافظت على وحدة الخليج... إنهم يدافعون عن عروشهم...
وهي حرب ستدوم لأن ما كان في سايكس بيكو الأولى لن يعود... مع آخر أيام أوباما.

عن جريدة السفير:

http://www.assafir.com/Article/1/372685



آخر تعديل على الأربعاء, 17 أيلول/سبتمبر 2014 15:20