من ذكريات مسلم سوفيتي خاض الحرب العالمية الثانية

من ذكريات مسلم سوفيتي خاض الحرب العالمية الثانية

حب الوطن من الإيمان" مع هذه الكلمات التي قالها النبي محمد "ص" بدأت مراسم تكريم محاربي الحرب العالمية الثانية القدامى في مسجد موسكو الكبير.

" وفي هذا الإطار لابد لنا أن نشير بكل أسف على أننا أصبحنا نشهد حضوراً أقل في كل عام للمحاربين القدامى، إذ شارك هذا العام أكثر من 20 شخصاً بقليل معظمهم جاؤوا متعكزين وجميعهم تقريباً ما فوق الثمانين من عمرهم، وفي هذا الإطار يحدثنا دامير حضرت عزت اللين نائب مدير الإدارة الروحية لمسلمي الجزء الأوروبي قائلاً:

هؤلاء هم الأكثر تواضعاً والأكثر عقلانية من جميع المصلين الذين يأتون إلى المسجد الكبير. وعندما نسألهم كم من الفاشيين قتلتم، يقولون لنا الجميع في الجبهة يطلق النار في المعركة لذلك لا أحد يعرف كم من الفاشيين قتل. حتى أنه لا يمكن معرفة هل طلقة بندقيتي هي التي أصابت أم طلقة زميلي لأن ذلك أمر غير مهم أثناء المعركة. الشيء الرئيسي هو إلحاق الهزيمة بالنازيين. من هذه الكلمات يمكن أن نستنتج أن هؤلاء شعب متواضع ونحن نريد أن نكون على شاكلتهم... كان قاسم لقمانوف من العمر 22 عاماً عندما بدأت الحرب عام 1941 وكان يخدم حارساً للحدود في مناطق الشرق الأقصى، ولكن في خضم الحرب تم نقله إلى الجبهة الغربية وأصبح أحد المشاركين في إحدى أكبر المعارك التي اندلعت أثناء الحرب العالمية الثانية في منطقة كورسك وأوريول وسط روسيا. 

في تلك المعركة تم وقتئذ إشراك أكثر من 69 ألف بندقية ومدفع هاون، وأكثر من 13 ألف دبابة ومدفعية و12 ألف مقاتلة وأكثر من 4 ملايين شخص، ويشير قاسم لقمانوف بهذا الشأن قائلاً:

كنت أعمل في جهاز الاستخبارات في أحد الأفواج العسكرية، وفي يوم من الأيام ذهبنا للاستطلاع وتعرضت للإصابة في قدمي. وفي المشفى قال أحد الجراحين ينبغي قطع ساقه، أما الثاني قال ينبغي أن ننتظر!. في نهاية المطاف خضعت لعملية جراحية مما أدى إلى تقصير ساقي مسافة 3 سم، حيث أمضيت 10 أشهر في المستشفى لأن الجرح كان عميقاً وتطلب الأمر مضي وقت طويل ليلتئم الجرح.

تزين سترة قاسم لقمانوف العديد من الأوسمة والميداليات أهمها وسام الشجاعة التي حصل عليها مقابل اعتقاله لأربعة ضباط من قوات العدو أثناء عملية الاستطلاع، والذين قدموا بدورهم معلومات هامة للقيادة السوفيتية آنذاك، وتابع قاسم حديثه قائلاً:

كنا نذهب في حملة استطلاعية كل ليلة ونعود، من بقي منا على قيد الحياة، إلى قطعتنا في الصباح الباكر. نرقد إلى النوم خلال النهار ومن ثم نستعد مرة أخرى لجولة استطلاعية. لم يكن منا أحد يفكر بالخوف، وما كان علينا إلا تنفيذ الأوامر إلى أن يشاء الله عز وجل. فعلى سبيل المثال ذهب إثنان من زملائي الذين خدموا معي في جولة استطلاعية لأول مرة لكن لم يتسنى لهما العودة سالمين إلى القطعة. أما أنا فقد كانت مشيئة الله أن أتعرض لإصابة فقط أثناء أداء المهمات.

حالياً يبلغ قاسم لقمانوف 95 عاماً، عاش خلالها حياة طويلة وصعبة. لقد أعاقته الحرب للالتحاق في المعهد للدراسة ومن ثم أمضى وقتاً طويلاً للشفاء من الإصابة. هكذا بقي قاسم دون تعليم عالي، لكنه عمل في أمور كثيرة على سبيل المثال في متجر لبيع الأثاث وفي كشك للصحف. لكن على الرغم من ذلك أنجب أطفالاً وساعدهم في الوقوف على أقدامهم، وكان إيمانه بالله عز وجل المساعد الرئيسي في حياة قاسم لقمانوف.

ويقول قاسم بن حليم بأن الجميع كانوا يتلون القرآن الكريم أثناء الخروج للقتال. وفي هذا الإطار تحدث دامير حضرت عزت اللين مرحباً بالمحاربين القدامى قائلاً:

سوف يكرم الله عز وجل كل من دافع عن الوطن وكل من استشهد أو أصيب في ساحة المعركة. 

الجدير بالذكر أن لدى قاسم لقمانوف أربعة أحفاد وتسع من أبناء الأحفاد وهذه أيضاً نعمة من الخالق عز وجل.

المصدر: أنباء موسكو

آخر تعديل على الجمعة, 09 أيار 2014 13:05