بوتين في حوار مع المواطنين الروس: سنبقى دائماً إلى جانب أوكرانيا

بوتين في حوار مع المواطنين الروس: سنبقى دائماً إلى جانب أوكرانيا

كانت الأزمة الأوكرانية بتداعياتها المحلية والاقليمية والدولية عنواناً عريضاً بارزاً لحوار الرئيس فلاديمير بوتين مع المواطنين الروس. أكثر من مليون سؤال، كثير منها متعلق بالتطورات المتسارعة على الساحتين الاقليمية والدولية.

وقال بوتين في مؤتمر تلفزيوني للإجابة على أسئلة المواطنين، الخميس 17/4/2014، إن كل الأحاديث عن "يد موسكو" في شرق أوكرانيا هي مجرد هراء، رافضاً بشكل مطلق وجود أية قوات روسية أو أجهزة خاصة أو خبراء في شرق أوكرانيا. وقال الرئيس الروسي إن هناك مواطنين محليين لا يستطيعون ترك أراضيهم ويجب إجراء الحوار معهم. 

وأعلن بوتين ضرورة ترشيح زعماء جدد يتمتعون بالشعبية في شرق أوكرانيا لتولي مناصب قيادية هناك لإطلاق حوار بناء من أجل تسوية الأزمة. 

وأشار الرئيس الروسي إلى ضرورة الإفراج عن الزعماء السياسيين لشرق أوكرانيا من السجون ودعم المواطنين في التنظيم وترشيح قادة جدد وإطلاق الحوار. وأضاف "أن كييف بدلاً من إطلاق الحوار مع قادة شعبيين في شرق أوكرانيا زجت بهم في السجون وعيّنت أوليغارشيين محليين في مناصب المحافظين"، مشيراً إلى أن المواطنين في شرق أوكرانيا لا يثقون بهؤلاء الأوليغارشيين الذين يعتقد أنهم استغلوا الشعب ونهبوه. 

وأشار إلى أن مواطني شرق أوكرانيا يتحدثون حول إقامة نظام فيدرالي وسلطات كييف تتحدث عن اللامركزية، مؤكداً أنه يجب توضيح مضمون هذه المصطلحات والجلوس وراء طاولة المفاوضات وإيجاد حل، مضيفاً أن كييف بدلاً من الحوار بدأت تهدد باستخدام القوة وأرسلت دبابات وطائرات ضد المواطنين، واصفاً هذه السياسة بأنها "جريمة خطرة" للسلطات في كييف. 

ودعا الرئيس بوتين السلطات الأوكرانية إلى إبعاد القوات المسلحة عن السكان المدنيين في شرق أوكرانيا. وأضاف: "نسمع الآن دعوات موجهة للسكان في جنوب شرق أوكرانيا إلى نزع السلاح. أقول لشركائي: إنها دعوة صحيحة وجميلة. لكن أبعدوا الجيش عن السكان المدنيين. هل أنتم مجانين؟ يزجون بالدبابات والمدرعات والمدافع. ضد من ستستخدم؟" 

وشدد بوتين على إمكانية إيجاد حل للأزمة واستعادة النظام والأمن في أوكرانيا فقط عن طريق الحوار والإجراءات الديمقراطية دون استخدام القوة. 

وأكد الرئيس الروسي على أهمية بدء المفاوضات في جنيف، داعيا إلى إقامة حوار حقيقي على الفور والبحث عن حلول وسط. وأعرب عن أمله في أن مفاوضات جنيف ستسمح بتوضيح جرّ سلطات كييف البلاد إلى الهاوية. 

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن روسيا لم تخطط لضم القرم لكن التهديدات التي تعرّض لها السكان الناطقين باللغة الروسية كانت واضحة. 

وأضاف في حواره المباشر مع المواطنين الروس أن "روسيا لم تخطط مسبقاً لأية انضمام وأية أعمال عسكرية في القرم. على العكس كنا ننطلق من أننا سنبني علاقاتنا مع أوكرانيا اعتماداً على الواقعية الجيوسياسية". وتابع: "كما كنا نفكر دائماً وكنا نأمل بأن يعيش أناسنا، الروس، المواطنون الناطقون باللغة الروسية في ظروف سياسية مريحة دون التعرض للاضطهاد ودون مواجهة تهديدات". 

وأعلن: "عندما ظهر هذا الوضع وبدأ شعب القرم يتحدث عن تقرير مصيره شرعت روسيا من جانبها بالتفكير فيما يمكن عمله". وأضاف: "آنذاك بالذات وليس منذ 5 أعوام أو 10 أعوام أو 20 عاما. اتخذ قرار بدعم سكان القرم". 

وأشار بوتين إلى أن قراره حول القرم نال تأييد جميع أعضاء مجلس الأمن الروسي. وقال: "لم يعارض أحد من أعضاء مجلس الأمن الذين ناقشت معهم هذه القضية، كلهم أيدو موقفي".

 

بوتين: لم اتخذ قراراً حول انضمام القرم إلا بعد نشر نتائج الاستفتاء 

أعلن الرئيس بوتين أنه اتخذ القرار حول انضمام القرم إلى روسيا في اللحظة الأخيرة بعد نشر نتائج استفتاء القرم. وقال: "قبل اللحظة الأخيرة والأكثر من ذلك قبل اليوم الأخير لم أكتب في نص خطابي في الكرملين أنني أحيل إلى مجلس الاتحاد القانون الفدرالي حول انضمام القرم لأنني كنت أنتظر نتائج الاستفتاء".

وأضاف أن رؤية إرادة سكان القرم كانت مهمة جدا بالنسبة له. وتابع: "وعندما اتضح أن نسبة المشاركة في الاستفتاء بلغت 83% وأيد أكثر من 96% منهم الانضمام إلى روسيا اتضح أنها الأغلبية الساحقة... في هذه الظروف لم يكن باستطاعتنا التصرف بشكل آخر". 

 

بوتين يثق بإمكانية التفاهم مع أوكرانيا في إطار العلاقات بين البلدين 

عبر الرئيس بوتين عن ثقته بأن تنجح روسيا في التفاهم مع أوكرانيا. وقال: "ولو في إطار العلاقات بين البلدين أثق بإمكانية التفاهم مع أوكرانيا. ولن نتجنب بعضنا".

وأشار بوتين إلى أن الروس والأوكرانيين إذا أحبوا بعضهم يجب أن "يجدوا طريقاً لفهم بعضهم بعضاً"، مضيفاً أن تحقيق ذلك في إطار عائلة واحدة أمر أسهل من الدولة. 

كما عبر الرئيس عن أمله بأن تفهم أوكرانيا أنه لم يكن باستطاعة روسيا التصرف بشكل آخر في القرم وقال: "إذا احترمنا بعضنا البعض فيجب أن نعترف بحق بعضنا البعض في الخيار المستقل. الناس الذين يعيشون في أوكرانيا يجب أن يحترموا خيار سكان القرم". 

وأعلن بوتين أن إجراء الانتخابات الرئاسية في أوكرانيا أمر مستحيل بدون إصلاح الدستور. وأضاف: "بصراحة ووفق الدستور الأوكراني، إذا لم يتغير، فإن إجراء الانتخابات الرئاسية الجديدة في ظروف وجود الرئيس الشرعي أمر مستحيل".

وتابع: "وفق الدستور القائم لا يجوز انتخاب رئيس جديد إذا كان هناك رئيس شرعي على قيد الحياة". وأشار بوتين إلى أن "أوكرانيا إذا أرادت أن تكون الانتخابات شرعية فعليها أن تغيّر الدستور وتتحدث عن الفدرلة واللامركزية". 

وأكد أيضاً أن روسيا لن تعترف بشرعية السلطات الأوكرانية الجديدة، مضيفا في الوقت نفسه أنها لا تتخلى عن الاتصالات مع كييف. وقال: "نعتبر اليوم السلطات الأوكرانية غير شرعية، وليس بإمكانها أن تكون شرعية إذ لم تحصل على تفويض وطني شامل لإدارة البلاد. ومع ذلك لا نتخلى عن الاتصالات معها. الاتصالات مفتوحة على مستوى الوزراء". 

وقال: "إننا على اتصال مع الجميع. يتصدر السيد بوروشينكو الحملة الانتخابية اليوم. ويوجد جزء كبير من أعماله في روسيا، حيث يقوم بإنتاج الحلويات لدينا. أعرف السيدة تيموشينكو شخصيا بشكل جيد. إنها تدعو إلى قتل الروس باستخدام الأسلحة النووية لكنني أعتقد أنها قامت بذلك نتيجة انهيار عصبي". 

وذكر أن تيموشينكو هي التي وقّعت اتفاقات الغاز المعروفة "التي يرفض زملاؤها في الحزب والمشاركون في توقيعها تنفيذها اليوم". وقال الرئيس إنه لا يعرف شخصيا ممثلي شرق البلاد أوليغ تساريوف وميخائيل دوبكين، مؤكدا في الوقت نفسه أنه سيعمل مع الجميع. 

تناول الرئيس الروسي مسالة ضمان الأمن أثناء استفتاء القرم وضرورة حماية السكان. وقال: "في مكالماتي مع زملائي الأجانب لم أخف أن هدفنا كان ينحصر في ضمان الظروف الملائمة لإدلاء سكان القرم بأصواتهم بشكل حر. لذلك كان علينا أن نتخذ الإجراءات الضرورية لمنع تطور الأحداث كما يحدث اليوم في جنوب شرق أوكرانيا، لمنع وجود الدبابات والوحدات القتالية المكونة من المتطرفين والقوميين المسلحين بالأسلحة الأوتوماتيكية". 

وتابع: "لذلك وراء قوات الدفاع الذاتي في القرم وقف عسكريونا وعملوا بحذر وحزم ومهارة". وعبر عن اعتقاده أنه لم يكن بالمستطاع إجراء الاستفتاء بشكل آخر، بحرية وشفافية ومساعدة الناس في التعبير عن إرادتهم.

وأضاف: "يجب الأخذ بعين الاعتبار أن أكثر من 20 ألفا من العسكريين الأوكرانيين المسلحين بشكل جيد كانوا موجودين في القرم. كما كانت هناك 38 وحدة من منظومات "إس-300" ومستودعات للأسلحة والذخائر. وكان من الضروري حماية الناس من احتمال استخدام هذه الأسلحة ضد المدنيين".  

عبر الرئيس بوتين عن أمله بألا يضطر لاستخدام حقه في إرسال القوات الروسية إلى أوكرانيا. وقال: "منح مجلس الاتحاد الروسي الرئيس حق استخدام القوات المسلحة في أوكرانيا. آمل بألاّ أُضطر لاستخدام هذا الحق وننجح في حل كل القضايا الحادة، أو بالأحرى، القضايا الأكثر حدة في أوكرانيا اليوم بطرق سياسية ودبلوماسية". 

وفي حديثه حول إمكانية دخول القوات الروسية إلى أوكرانيا دعا الرئيس إلى الاعتماد على الواقع، مشيراً إلى أن التشكيلة القومية للقرم تختلف عن تشكيلة جنوب شرق أوكرانيا. وذكّر بأن هذه المناطق كانت قد ضمّت إلى أوكرانيا في عشرينات القرن الماضي، بينما جرى ضمّ القرم وسيفاستوبل إليها بعد ذلك بسنوات طويلة.

وأضاف: "نعرف بدقة أن علينا أن نعمل ما بوسعنا لمساعدة هؤلاء الناس (في شرق أوكرانيا) في الدفاع عن حقوقهم وتقرير مصيرهم بشكل مستقل. هذا ما سنكافح من أجله". 

 

بوتين: روسيا كانت دائما وستبقى إلى جانب أوكرانيا 

وأعلن الرئيس بوتين أن روسيا كانت دائما وستبقى إلى جانب أوكرانيا، مشيرا إلى أن مساعدات روسيا لهذا البلد الجار بلغت مليارات الدولارات. وأضاف أن مصالح مشتركة كثيرة تربط البلدين، مؤكدا "علينا طبعا التعاون والوحدة إذا أردنا أن ننجح". وقال الرئيس الروسي إنه لا بد من إدراك ذلك على الرغم من وجود "مشاكل عاطفية" اليوم. 

وقال الرئيس بوتين إن الجزء الأكبر من سفن أسطول البحر الأسود الروسي سينقل من مدينة نوفوروسيسك إلى مدينة سيفاستوبل. وأضاف: "كانت لدينا اتفاقات محددة مع أوكرانيا بشأن تحديث الأسطول لكن هذه الاتفاقات لسوء الحظ كانت تنفذ بشكل ضعيف أو لم تنفذ بشكل كامل وكنا نواجه مشكلات في التحديث. لكن اليوم لن نواجه مثل هذه القضايا. والجزء الأكبر من السفن الحديثة وسفن التموين سينقل إلى سيفاستوبل من نوفوروسيسك". 

كما أشار بوتين إلى قدرة القرم الكبيرة في مجال بناء السفن وإصلاحها، لذلك ستتركز الطلبيات الأساسية في هذا المجال في مصانع بناء السفن في القرم، مضيفاً أن وزارة الدفاع الروسية تقدمت لأحد هذه المصانع بطلب يقدر بـ 5 مليارات روبل. 

وأصبح "الحوار المباشر مع فلاديمير بوتين" الحوار الـ12 بالنسبة للرئيس، وتزداد مدة حواره التلفزيوني التقليدي هذا كل عام، وقد استمر العام الماضي 4 ساعات و48 دقيقة. 

 

المصدر: RT + إيتار تاس