«التغيير السلمي» من موسكو: ثمن تأخير «جنيف» ساعة واحدة سيدفع من الدم السوري

«التغيير السلمي» من موسكو: ثمن تأخير «جنيف» ساعة واحدة سيدفع من الدم السوري

قبيل اجتماعه في موسكو مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، عقد وفد قيادة ائتلاف قوى التغيير السلمي المعارض في سورية مؤتمراً صحفياً يوم الاثنين 20/1/2014 في مقر وكالة نوفوستي للأنباء، عارضاً فيه رأي الائتلاف بسير التحضيرات الأخيرة للمؤتمر الدولي حول سورية، «جنيف2»، وضرورة إنجاحه لإيجاد حل سياسي شامل للأزمة السورية، وإنهاء الوضع الإنساني الكارثي الذي يعاني منه الشعب السوري.

وشارك في المؤتمر الصحفي كل من د. قدري جميل، أمين مجلس حزب الإرادة الشعبية، عضو رئاسة الجبهة للتغيير والتحرير وعضو قيادة ائتلاف قوى التغيير السلمي، وفاتح جاموس، رئيس تيار طريق التغيير السلمي وعضو قيادة ائتلاف قوى التغيير السلمي، وعلاء عرفات أمين مجلس حزب الإرادة الشعبية، وعضو رئاسة الجبهة للتغيير والتحرير وعضو قيادة ائتلاف قوى التغيير السلمي.

وفيما يلي النص الكامل للمؤتمر:

 

د. قدري جميل: أولاً، اسمحوا لي أن أشكر «ريانوفوستي» على هذه الدعوة لوفدنا، ليس كما جرت العادة، يجري هذا المؤتمر الصحفي قبل لقائنا مع وزير الخارجية الروسي السيد سيرغي لافروف، عادةً كانت تجري مؤتمراتنا الصحفية هنا بعد لقاءه، ولكن بسبب الضغط الشديد على ريانوفوستي وجدول أعمالها الكثيف، وبسبب موعدنا المتأخر اليوم مع السيد لافروف، قررنا أن يتم المؤتمر الصحفي بهذا الوقت.

 

ثانياً، أردت أن ألفت نظركم إلى أن وفدنا كان يجب أن يكون أكبر عدداً من الموجودين هنا، ولكن بسبب الأوضاع المعقدة في البلاد لم يستطع أحد أعضاء الوفد منذ أسبوع أن يصل من القامشلي إلى دمشق، بسبب تعذر الطيران، وكذلك عضو آخر من الوفد لم يستطع الوصول في الوقت المناسب إلى بيروت للطيران إلى موسكو، لأنه لم يسافر على طائرة السبت فتلقى عقابه العادل، كان يجب أن يأتي يوم السبت من الشام..

نحن اليوم في لحظة تاريخية هامة، هي لحظة اقترابنا من انعقاد مؤتمر جنيف، لا أبالغ إذا قلت أن الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير وائتلاف قوى التغيير السلمي، هما أول القوى السورية التي دعت إلى الحوار لحل الأزمة السورية على المستوى الدولي والإقليمي والمحلي، ولذلك اليوم نحن مسرورون أن كل القوى الدولية والإقليمية قد توافقت على عقد هذا المؤتمر، ورغم كل التشاؤم. البعض يذكر في مؤتمري الصحفي الماضي كان هنالك تشاؤم من قبل البعض بما يخص انعقاد جنيف، لكننا أكدنا أنه سيعقد بنهاية المطاف رغم التأجيلات المختلفة التي حصلت، وصلنا إلى لحظة انعقاد هذا المؤتمر الهام الذي يجب وهو مدعو أن يلعب دوراً هاماً في حل الأزمة السورية وإيجاد المخرج الآمن منها. ونحن كنا مع جنيف قبل أن تطلق الفكرة في جنيف-1 من حيث الجوهر، وحينما أطلقت كنا معها ولم نتردد، وحينما عرقلت دفعنا بنشاط وكرسنا كل جهودنا باتجاه إنجاح فكرة مؤتمر جنيف، ولذلك نحن مسرورون اليوم أن المؤتمر سيعقد، ولا أبالغ إذا قلت أن انعقاده هو لحظة تاريخية، حتى قرار الائتلاف الذي علق اليوم صباحاً، قرار أمس بالذهاب إلى جنيف هو قرار هام جداً في لحظته، ونأمل من الائتلاف التراجع عن موقفه الذي أخذه اليوم صباحاً بتعليق مشاركته، وهذا القرار هام جداً لأنه يعكس موقف العربية السعودية ودول الخليج من حل الأزمة السورية، هذه الدول كانت مصرة على المواجهة العسكرية كمخرج وحيد لحل الأزمة، وانتقالها إلى تأييد جنيف والمشاركة فيه، يعني بداية انتقالها باتجاه الالتزام بالحوار كمبدأ للخروج من الأزمة السورية، وأعتقد أنكم توافقوني الرأي أن هذا التحول هو تحول هام وكبير جداً في حياة المنطقة.

 

ماذا نريد من جنيف؟

 

هناك قوى كثيرة من تلك التي كانت لا تريد جنيف، عندما اقترب وآن أوانه، بدأت تبث أفكار لها علاقة بالتشاؤم من انعقاده، واليوم عندما ينعقد، هذه القوى نفسها تحاول إفشاله، لذلك فإن ما يهمنا اليوم ليس انعقاد المؤتمر فقط – مع أن مجرد انعقاده هو نجاح- وانعقاده هو شرط لازم ولكن غير كاف لإنجاحه، ونجاحه له شروط يجب أن تتحقق، أهم هذه الشروط هي الشروط التالية:

أولاً وقبل كل شيء، وبغض النظر عمّن سيحضر، لأن المؤتمر في نهاية المطاف سيعقد بمن حضر، على المؤتمر أن يتصدى لمسؤولياته في حل الكارثة الإنسانية الكبرى التي حلت بالشعب السوري، هذه الكارثة لا تتحمل الانتظار ولا يوماً واحداً، لأنه في كل يومٍ يسقط المئات من الضحايا قتلاً وجوعاً وبرداً ومرضاً، لذلك فإن الجزء من المجتمع الدولي الذي غض النظر خلال السنوات الثلاث الماضية عن التدخل الخارجي في الشؤون السورية، والتدخل المسلح الخارجي بالشؤون السورية، عليه اليوم أن يتحمل مسؤولياته وأن يراجع مواقفه وأن يصحح أخطاءه. الكارثة الإنسانية في سورية قضية كبرى وهي المهمة رقم واحد، وتخضع لها كل الاعتبارات السياسية الأخرى. إنّ 95% من الشعب السوري يريد حلاً لهذه المشكلة، ولم يعد مهتماً كثيراً بمسار الحل السياسي بسبب حجم الكارثة الإنسانية التي يعاني منها. لذلك فإن مهمة جنيف الأولى هي حل مشكلة الكارثة الإنسانية وإغاثة الشعب السوري.

المهمة الثانية، إيقاف التدخل الخارجي بكل أنواعه وأشكاله ضد سورية وخاصةً المسلح منه، لأنه لا يمكن إيقاف العنف في الداخل دون إيقاف العنف من الخارج، العنف الخارجي الذي أصبح مغذياً للعنف في الداخل، هو أحد الأسباب الرئيسية لتدهور الأوضاع في سورية. يوجد اليوم مقاتلون من أكثر من ثمانين دولة من العالم يعملون في سورية، من الصين إلى إسبانيا، مروراً بليبيا وتونس وكل الدول المحيطة بسورية، لذلك يجب إنهاء هذا الموضوع، هذه القضية خطيرة لأنه إذا لم يتم محاصرة هذه البؤرة من المتطرفين التكفيريين وإنهائها، فإن المنطقة كلها ستتعرض لخطر كبير في المستقبل القريب المنظور، ولا نعرف عند أية حدود سيقف ذلك الخطر! ولا أقصد الشرق الأوسط فقط بل وجنوب أوروبا أيضاً وروسيا.. والخ. إذا فمهمة المجتمع الدولي محاصرة هذه البؤرة من التوتر التي يشعلها الإرهابيون التكفيريون والخلاص منها.

المهمة الثالثة، في حال نجحنا في إيقاف التدخل الخارجي وفي قضية الإغاثة – وجنيف مدعو لإيجاد توافق دولي حول ذلك- هي إيقاف العنف في الداخل، وبتحقيق المهمتين الأولى والثانية سنصل إلى تخفيض مستويات العنف في الداخل ضمن الفترة القريبة القادمة.

المهمة الأخيرة لمؤتمر جنيف، هي وضع أسس الحل السياسي بين السوريين، فالحل السياسي لا يمكن أن يكون إلا بين السوريين، الحل الداخلي والحوار لا يمكن أن يكون إلا بين السوريين أنفسهم، ولكن السوريين لا يمكن أن يصلوا لحلول سياسية لمشكلاتهم الداخلية في ظل التدخل الخارجي المسلح الذي يجري من قبل دول عديدة، وإقليمية خاصةً، وبهذا المعنى فإن جنيف هو نقطة الانطلاق لكي يتحاور السوريين فيما بينهم لإيجاد الشكل الضروري الذي يقتنعوا به لسورية الجديدة.

أخيراً أقول، نحن في الجبهة الشعبية وفي ائتلاف قوى التغيير السلمي نؤيد جنيف، إن ذهبنا وإن لم نذهب. ولكن كي ينجح جنيف يجب أن يؤمن تمثيل متوازن وعادل لجميع أطياف المعارضة السورية. لأن التمثيل المختل والأحادي الجانب للمعارضة السورية لن يؤمن كل أسباب النجاح الضرورية لمؤتمر جنيف، لذلك نحن لا نفهم حتى الآن إصرار بعض القوى على تمثيل أحادي للمعارضة السورية، وإصرارها على إعطاء عصا القيادة لإحدى القوى المعارضة، مع أن المعارضة السورية تعددية ومختلفة الآراء ولا يمكن أن تجمع بإطارٍ واحد. من الممكن أن يكون وفد المعارضة واحداً من حيث الشكل، ولكن من حيث الجوهر هو عبارة عن تيارات متمايزة، وعليه فبأي حق يعطى موقع القيادة لطرفٍ من الأطراف في المعارضة؟! نحن لا نطالب بهذا الأمر ولكن في الوقت نفسه لا نسمح لأحد أن يقود المعارضة السورية كلها في وقت لم يسأل الشعب السوري فيه، ولم يسأل أنصار المعارضة في الداخل عن رأيهم بمن يمثلهم.. وفي الأحوال المشابهة يجري توافق بين الأطراف المختلفة، ولا يمكن لأحد أن يقرر نيابة عن الآخرين.

في النهاية، جنيف يجب أن يعقد بكل الأحوال، وبمن حضر، من يريد الحضور فليأت، ومن لا يريد فلا يأتي، ولكن هذا يجب ألا يؤثر على مسار جنيف، وأنا أعتقد أن الكثيرين اليوم ممن يتكلمون عن حضور أو عدم حضور جنيف، لو كان أقاربهم في الداخل يعيشون في ظل الجوع والحصار والقتل والبرد والمرض، ما كانت مواقفهم لتكون بهذا الشكل.. اليوم الشعب السوري يصرخ وينادي ضمير المجتمع العالمي، ويطلب منه أن يتدخل بسرعة لإيقاف هذه الكارثة الإنسانية، أستغل هذه الفرصة لأقول أن دور روسيا الاتحادية والصين الشعبية كان هاماً ومفصلياً في منع التدخل الخارجي المباشر العسكري في الشؤون السورية، وأؤكد أن جنيف هي فرصة انتصر فيها عملياً أنصار الحل السياسي، ولكن أحذر الآن من أن عدم نجاح جنيف سيقوي أنصار التدخل العسكري في العالم كلّه وسيحدث ارتداداً كبيراً ولن يكون هنالك أية ضمانة ألا تعاد مرةً أخرى محاولة التدخل العسكري المباشر في الشؤون السورية، لذلك فإن مصلحة جميع السوريين، نظاماً ومعارضةً، هي إنجاح جنيف، لأن عدم انعقاده أو فشله لا يعطي أية ضمانة حول عدم سعي القوى الأشد عدوانية في العالم مرةً أخرى لأخذ المبادرة من جديد وللانتقام ونقل الأزمة السورية إلى مستوى الصدام المباشر وشكراً.

 

فاتح جاموس:

 

من المؤسف القول أن لا شيء في سورية يبعث على الفرح أو السعادة، لكن نحن في ائتلاف قوى التغيير السلمي سعداء من منظور فكري وسياسي وأخلاقي بأن منظومتنا قد ثبتت على الأرض، وإن كان الأمر يتعلق أساساً بالوقائع السياسية لمستوى الانقسام الوطني السوري الثلاثي.. النظام يعتقد أن المسألة هي مؤامرة خارجية من حيث الجوهر، ونحن نعتقد أن المسألة هي مسألة أزمة وطنية عميقة مستعصية على العنف، مستعصية بسبب الاستقطابات والتوازنات الداخلية والخارجية، وطرف آخر يعتقد أن الأمر برمته هو ثورة. هذه الإشكالية الثلاثية خلقت كل تعقيدات الأزمة السورية. كنا نرغب ألا تتحول مسألة التدخل الخارجي إلى هذه الدرجة من الأهمية الشديدة في الوقائع السورية، وحاولنا المستحيل مع النظام منذ أشهر طويلة، وكذلك مع هيئة التنسيق حاولنا أن نجري جهداً وطنياً داخلياً، وأن نجعل من شعار مؤتمر حوار وطني شامل خطوةً عمليةً على الأرض، ولكن النظام حتى لم يعط أي جواب ولا نعرف أسبابه إلا في إطار المقاربة السياسية، وأما هيئة التنسيق فهي بصراحة تعول على الخارج ودوره في فرض حلول على الحالة السورية، وهكذا فقد أتينا من سورية لأن الأمر قد تحول تقريباً إلى الخارج وبدرجة عالية. وسنسعى جهدنا لفتح العملية السياسية المعطاة للمعارضة السورية والنظام، وسنحاول بدورنا إن وصلنا إلى جنيف ألا نسمح للعملية السياسية بالانغلاق. هي معركة سياسية حامية تشد أطراف الصراع الداخلية والخارجية كل باتجاه قناعاته ومصالحه، وأما عنا فسنبقى نشد باتجاه نقل الحوار إلى الداخل، ووضع العملية في أيدي السوريين.

هنالك تحول جديد في سورية، ليس فقط على الصعيد الإنساني وعلى صعيد الدمار، وإنما أيضاً بتقدم جبهة تكفيرية ظلامية حقيقية على الأرض. وإن استمرار النظام بأسلوب إدارته السابقة لا يسمح بمواجهة هذه الجبهة إطلاقاً، لكن مواجهتها تحتاج إلى جانب الجهد الذي يبذله الأصدقاء الروس تحت شعار مكافحة الإرهاب، تحتاج إلى جبهة وطنية واجتماعية داخلية عريضة، لاحتضان وتعزيز دور الدولة ودور الجيش العربي السوري، لأن هنالك أطرافاً في المعادلة السورية لا تزال ترفض العملية السياسية وستستمر في رفضها، وستحاول الاستمرار باستخدام الوسائل العسكرية و«إستراتيجية الحسم العسكري».. هنالك جبهة ظلامية تطرح أشد الأفكار تطرفاً وقصوية، وتختار أسوأ الوسائل، وتحديداً محاولة جر البلد باتجاه الحرب الأهلية ذات الطابع الطائفي والأقلّي، وبالنتيجة إلى تدمير سورية ذاتياً، وتدميرها كساحة تلاقي وتعايش هامة جداً في الشرق الأوسط، وبتدميرها ينتهي هذا التعايش في كل منطقة الشرق الأوسط.

نحن مطمئنون لدور الأصدقاء الروس في محاولة الوصول إلى تمثيلات سياسية حقيقية للانقسام الوطني الثلاثي آنف الذكر كما هو حقيقةً على الأرض السورية، ونعتقد بالمقابل أن الدور الأمريكي لا يزال يعمل على فرض خط أحمر بما يخص تمثيل المعارضة، الأمر الذي يخل في شكل تمثيلها النهائي، لا سيما أن أمريكا تركز على أطراف من المعارضة تتلاقى مع الإرهاب في نهاية المطاف مهما حاولت واشنطن التغطية عليها وتزييفها وتسويقها بصفة معارضة مسلحة معتدلة. بالرغم من ذلك فإن تمثيل جميع أطراف المعادلة السورية أمر ضروري لكي تظهر مواقف الأطراف المختلفة بشكل واضح، الأمر الذي سيسمح بالمحصلة بتهيئة الظروف الموضوعية والذاتية لخلق جبهة موحدة وطنية ضد الجبهة التكفيرية الإرهابية، ولخلق تناقضات في صفوف الرافضين للعملية السياسية.

قبل أن نأتي، قمنا بجهد معاكس تماماً للجهد الأمريكي الطامح لتمثيل المعارضة بطرف واحد، ولجهد هيئة التنسيق الذي لا يخرج عن السياق نفسه، فقمنا باتصالات عديدة مع عدد مهم من القوى المعارضة الداخلية ذات التأثير الحقيقي على الأرض للعمل على تمثيل واسع وحقيقي لقوى المعارضة المتنوعة بعيداً عن الصيغة الأمريكية الأحادية.

 

علاء عرفات

 

سأتحدث باختصار منطلقاً مما انتهى إليه الرفيق فاتح جاموس الذي تحدث متواضعاً عن تقدم منظومة ائتلاف قوى التغيير السلمي، والحقيقة أن منظومتنا تنتصر على الأرض، وهذا الاتجاه أصبح اتجاهاً كاسحاً ضمن صفوف السوريين، وفي صفوف جميع القوى السياسية الجدية، وهذا الائتلاف (ائتلاف قوى التغيير السلمي) مرشح للاتساع بشكل يومي وهو يتسع سواءً بالعمق بين الناس أو بانضمام قوى سياسية جديدة ومجموعات اجتماعية جديدة إليه. وما أريد التركيز عليه في هذه المسألة هو أن التسارع الكبير للأحداث السياسية في سورية، جعل العديد من القوى السياسية المنتمية إلى عصر سابق غير قادرة على التعامل مع هذا الوضع، وقوى العصور السابقة موجودة في الطرفين، في النظام وفي المعارضة، وهذه القوى غير قادرة على التعامل مع مجريات الأزمة، وهي تدخل وتدخل البلاد معها في مآزق كبرى نشهد الكثير من نتائجها. التوجه الآن على الأرض هو نحو ولادة قوى سياسية جديدة، أي أننا نشهد في سورية ولادة فضاءٍ سياسيٍ جديد على أنقاض الفضاء السياسي القديم المتهتك.

ثانياً، سأتحدث عن قضية نسأل عنها كثيراً، وهي تلك المتعلقة بالصراع الدائر بين ما يسمى «الجبهة الإسلامية» وبين تنظيم «داعش»، الصراع الذي تعمل بعض الأوساط الغربية على تصويره كما لو أن «الجبهة الإسلامية» وأنصارها وحلفائها يخوضون نضالاً جدياً ضد الإرهاب. ونحن نقول هذا الكلام غير صحيح، التنظيمات المتقاتلة لا تختلف عن بعضها كثيراً لا من حيث النشاط ولا من حيث التفكير ولا من حيث الأداء ولا من حيث الارتباطات. إنّ هذا النوع من «التسويق» الذي تعمل عليه أوساط غربية يستهدف في النهاية التأثير بشكل ما على الحل السياسي، وما نريد توضيحه في هذا الإطار أن الحديث عن محاربة الإرهاب في سورية، هو حديثٌ جديٌ ولا شك، ولكنه غير قابل للتحقيق دون توفر الحد الأدنى من الوحدة الوطنية الداخلية التي عانت الكثير من التشققات، لذلك لا نعتقد أن هنالك إمكانية لمحاربة الإرهاب والانتصار عليه دون السير قدماً في توحيد السوريين عبر البدء بالحل السياسي الذي يسمح بتحالف القوى السورية المختلفة ضد الإرهاب. إن الجهات الموجودة ضمن ائتلاف قوى التغيير السلمي تتقاطع في رؤيتها لمسألة محاربة الإرهاب في نقطتين على الأقل.. فنحن إذ نقول بأن لجنيف مهمة إيقاف التدخل الخارجي ووقف العنف وبدء العملية السياسية، فإنّ محاربة الإرهاب تتقاطع مع النقطة الأولى والثانية بشكل مباشر، آخذين بعين الاعتبار أن الإرهاب ليس موجوداً في طرف واحد. وثانياً فإن عملية محاربة الإرهاب لا يمكن أن تتم إلا بعد الوصول إلى مستوى أدنى من التفاهمات السياسية بين القوى السورية يسمح لها بالتوحد في مجابهة الإرهاب.

 

أسئلة وأجوبة..

 

أنباء موسكو: حول توجيه دعوة إلى ائتلاف قوى التغيير السلمي لحضور جنيف، هل سيكون لقاؤكم مع السيد لافروف هو لوضع النقاط على الحروف في هذه المسألة؟ وإذا ما تلقيتم دعوة هل ستوافقون على الحضور تحت مظلة «الائتلاف الوطني لقوى الثورة»؟

السؤال الثاني حول عدم وجود د علي حيدر وتصريحه بأن «جنيف1 أو 2 أو حتى جنيف 10 لن يحل الأزمة السورية» هل تشاطرونه الرأي؟

 

د. جميل: حسب معلوماتي لم يشكل وفد المعارضة حتى هذه اللحظة، هنالك أطراف أعلنت موافقتها على الحضور وأطراف أعلنت رفضها، صحيح أن الائتلاف تلقى دعوة وهيئة التنسيق تلقت نسخة من هذه الدعوة، لكن رفضت الهيئة الحضور والائتلاف علق مشاركته اليوم صباحاً، لذلك فإن مسألة المعارضة تتطلب حلاً. فيما يخصنا فنحن كنا وما نزال مصرين حتى اللحظة الأخيرة على تمثيل متوازن وعادل لكل أطراف المعارضة في الداخل والخارج. وهذا المخرج الوحيد الممكن من المأزق الذي وقع فيه رعاة المؤتمر، تعلمون أن الجانب الروسي كان أخذ على عاتقه بالدرجة الأولى العمل مع النظام لإنجاح جنيف، وأمريكا أخذت على عاتقها العمل مع المعارضة، بالنتيجة نجح الجانب الروسي نجاحاً باهراً في إقناع النظام، أما الأمريكيون فيظهر أنهم لم يحظوا حتى الآن بنجاح مماثل في إقناع المعارضة التي كانوا يراهنون عليها، الأمر الذي يتطلب منهم إعادة حساباتهم وترتيب أوراقهم من جديد، كي يستطيعوا في اللحظة الأخيرة اقتراح وفد، لأنهم ليسوا المقررين في العملية، من يقرر في هذا الشأن هي الأمم المتحدة، والدور الروسي موجود ضمناً في هذه العملية.

فيما يخص لقائنا مع لافروف، فهو مقرر منذ فترة طويلة، ولا شك أن للقاء علاقة بجنيف، لكن إذا كنا سنتلقى دعوة فنحن سنتلقاها من الأمم المتحدة، وليس من السيد لافروف لأن ذلك ليس من صلاحياته. سنبحث مع السيد لافروف سبل إنجاح جنيف، بغض النظر إن حضرنا أم لم نحضر، فنحن أياً كانت النتيجة سنعمل على إنجاح جنيف ومنع إفشاله، فقضية حضورنا مسألة ثانوية أمام معاناة الشعب السوري والكارثة الإنسانية التي يعاني منها. وما نعمل من أجله هو أن يكون جنيف بالدرجة الأولى مخرجاً من الكارثة الإنسانية. لذلك فإن حضورنا أو عدمه هو مسألة ثانوية إذا ما قورنت بمهمة خروج سورية من الأزمة الإنسانية الكبرى التي تعيشها. بعض القوى لا تفكر بهذه الطريقة ويهمها فقط ما ستحصل عليه من مكاسب، نحن مناضلون ثورين لا نفكر بالمناصب، نفكر بمكاسب الشعب السوري فقط لا غير. نحن لسنا ضد الحضور، بل نرغب في الحضور، وسخرية القدر التي يمكن أن تحصل هي أن يستثنى من طاولة الحوار أولئك الذين دعوا إليها أولاً! وأحداث كهذه تجري في التاريخ، لكن توضع الأمور في نصابها في نهاية المطاف..

فيما يخص تصريحات د. علي حيدر، أنا لم أستمع للتصريحات، والصحافة تشوه أحياناً وتعمل بمبدأ القيل والقال. وائتلاف قوى التغيير السلمي ليس حزباً هو طيف من القوى، لكل منها تقديراته الخاصة حول إمكانية نجاح أو عدم نجاح جنيف، المهم أننا متفقون على تأييد جنيف وعلى المبادئ والثوابت الوطنية الأساسية التي تجمعنا.

 

سؤال من قناة «العربية» حول مدى قدرة النظام على الالتزام بمتطلبات مرحلة انتقالية، ومدى جديته في الحوار وإيقاف العنف؟

 

فاتح جاموس: اختلفت أولويات الصراع السياسي السوري بين اللحظة الأولى، حيث التصور القائل بعملية ثورية مفتوحة على النصر، أو القول بمؤامرة خارجية، وبين الوصول إلى أزمة وطنية عميقة، حتى غدا الكل مضطراً الآن للتراجع عن أهدافه الأقصوية الأولى. واختلفت بالتالي الأولويات على ضوء التطورات التي جرت، في البدء كانت الأولوية لكثير من القوى هي إسقاط النظام واستلام السلطة وما إلى هنالك.. ولكن الآن فإن أولوية المهام هي حوار غير مشروط من أجل الخروج بأقل التكاليف من الأزمة الوطنية السورية المدمرة، واليوم توجد كتلة شعبية كبيرة ترى أن المخرج هو عبر حوار غير مشروط ترعاه وتشجعه أطراف دولية..

 

علاء عرفات:

 

النظام يعلن أنه ذاهب إلى جنيف، وبأنه سيقوم بكل ما عليه من التزامات في هذا المؤتمر، في حين أن الإشكال الواضح للعيان هو لدى بعض قوى المعارضة التي توافق حيناً وترفض حيناً آخر، وعند الذهاب إلى جنيف سنرى إلى أي مدى يستطيع كل طرف من الأطراف أن يتعامل حقاً وفعلاً مع عملية الحل السياسي السلمي، ولكن الوقائع حتى الآن تقول أن النظام أكثر جديةً في الذهاب إلى جنيف وفي العمل على حل الأزمة السورية من بعض قوى المعارضة، وهذا على الأقل في السياسي المعلن. إن كان السؤال هو حول مدى قناعتنا بأن النظام قادر على المضي إلى النهاية في عملية الحل السياسي، فإننا نقول أن ليس أمام السوريين نظاماً ومعارضة طريقاً آخر، وليست هناك خيارات وبالتالي فإن جميع الأطراف سيذهبون ضمن هذا الطريق عبر تعقيدات كبيرة بلا شك ولكن عبر هذا الطريق الوحيد المتوافر..

 

د. قدري جميل:

 

فكرتين، الأولى هي أن مسؤولية الحجم الكبير من التدخل المسلح في سورية تقع على عاتق جزء هام من المجتمع الدولي والقوى الإقليمية، وهذا لا يسمح بإطلاق أي عملية سياسية في الداخل. ووصلت الأكثرية الساحقة من هذه القوى مؤخراً إلى قناعة بأن استمرار هذا التدخل سيكون مضراً، وإذا كانت هذه القوى هي من دعمت ومولت التدخل المسلح فإن واجبهم اليوم الإنساني والأخلاقي والقانوني هو وقفه ومعالجة آثاره، ونحن كسوريين لا نستطيع منع المسلحين من القدوم من الصين وأفغانستان وليبيا وتونس .. هذه مهمة المجتمع الدولي، لأن استمرار تدفق المسلحين يمنع أي أرضية واقعية لحل للأزمة السورية.

بانطلاق العملية السياسية، من الممكن الوصول إلى توافقات.. النظام يقول حكومة موسعة، وائتلاف الدوحة يقول حكومة انتقالية، ونحن نقول حكومة وحدة وطنية، ولكن الجوهر واحد في جميع هذه الصياغات، فالمطلوب في الجوهر هو حكومة تمثل الجميع معارضةً ونظاماً، لديها صلاحيات تسمح لها بتحقيق المهام المطروحة أمام البلد، هذه الأمور جميعها تحتاج إلى بحث، وهي ليست كلاماً وشعارات، ولكنها أمور تتطلب بحثاً تفصيلياً.. وهذا يتم بين السوريين أنفسهم دون تدخل من أحد. وإذا وصلنا إلى طرق مسدودة يمكن أن نطلب من الآخرين المشورة والنصح، ولكن الحل لكي يستطيع أن يعيش ينبغي أن يكون سورياً.

 

سؤال من معهد الاستشراق- روسيا: كيف يمكن عقد جنيف بغياب كل من هيئة التنسيق و«ائتلاف قوى الثورة»؟

 

د. قدري: أنا لست في موقع من يقرر أن يعقد أو لا يعقد جنيف، المقرر هي الأمم المتحدة. ما أقوله هو رأينا بأن جنيف يجب أن يعقد دون تأخير وبمن حضر، يجب عدم تعليق المؤتمر أو تأجيله يوماً واحداً أو ساعةً واحدة، لأن ثمن ذلك هو المزيد من الدم السوري..

صحيح أن أطرافاً معارضة محددة رفضت حضور المؤتمر، لكن الساحة السورية ليست عاقراً، هناك طيف واسع من القوى المعارضة الجدية الراغبة في الحضور، في حين أنّ التمثيل الذي أصرت عليه واشنطن هو تمثيل أحادي غير موضوعي وغير واقعي ومعرقل لعلية الحل السياسي، لذلك فإنه يجب الاستفادة من هذه اللحظة لتأمين حضور تمثيل واسع الطيف من المعارضة السورية.

 

سؤال من معهد الاستشراق- روسيا للأستاذ فاتح جاموس حول ارتباط هيئة التنسيق بأجندات أجنبية؟

 

فاتح جاموس: ما أقوله هو أننا فشلنا في جهودنا مع هيئة التنسيق للوصول إلى توافقات أساسية ويعود ذلك إلى اختلاف بين منظومتهم ومنظومتنا، فهم يفضلون العمل بوجود أطراف راعية خارجية تقوم بفرض الحل بشكل خاص على النظام، لأن لا ثقة لديهم بإمكانية إحداث التغييرات المطلوبة من الداخل.

في الأيام القليلة الماضية، وبعد أن استنتجت هيئة التنسيق أن شكل تمثيلها في جنيف هو شكل ثانوي جداً وملحق، وأن واشنطن قد فرضتها تحت إبط ائتلاف الدوحة، قررت وبنفس منطقها القديم أن تستدعي أشخاصاً من ائتلاف قوى التغيير السلمي وتتحاور معهم بصفتهم أفراداً، فطلبت مني شخصياً ومن الأستاذ عادل نعيسة والأستاذ مازن مغربية. وللرد على دعوتهم عقدنا اجتماعاً في قوى التغيير السلمي وأجبناهم بأن هذا المنطق في الدعوة يشبه منطق النظام ومنطق ائتلاف الدوحة، وهو منطق متعالي وإقصائي، فتعالوا ندعو خمسة أطراف معارضة داخلية هي: (هيئة التنسيق، وتيار بناء الدولة، وبعض قوى التكتل الديمقراطي، والإطار التحالفي الذي يقوده السيد محمود مرعي، وائتلاف قوى التغيير السلمي) وليرسل كل طرف شخصاً عنه لإجراء مشاورات مشتركة. بالنتيجة رفضت هيئة التنسيق، مصرةً على اعتقادها بأهميتها رغم أن واقع الأمور يقول إنه باستثناء الاتحاد الديمقراطي الكردي من الهيئة هناك قوىً بسيطة على الساحة السورية أكثر أهمية منها بكثير من حيث الوزن والتأثير.

 

سؤال من «روسيا اليوم»، ما هي العلاقة بين الأهداف الأربعة التي وضعتموها لجنيف2 وبين بيان جنيف1؟ وكيف ترون الجهود الإغاثية المبذولة في مناطق مثل اليرموك والغوطة الشرقية؟

 

د. جميل:  أعتقد أن الأهداف الأربعة التي صغناه مشتقة من جنيف1، وهذه الأهداف هي الإسقاط الملموس في الوضع الملموس لبيان جنيف1. ويبقى ضمن جنيف1 ما لم نغطيه في حديثنا هو الحديث عن المرحلة الانتقالية وشكلها، ولم نفعل ذلك لأن الفكرة بحاجة إلى نقاش وتوافقات، فشكلها الأولي في بيان جنيف1 كان شكلاً خاماً وأولياً وبحاجة إلى تفاصيل عديدة على جنيف2 أن يبحثها..

 

علاء عرفات: فيما يخص الوضع الإنساني والإغاثي، أعتقد أنكم سمعتم مؤخراً عن دخول أول شحنة مساعدات إلى مخيم اليرموك وهذا شيء إيجابي ويجب أن يستمر ويتصاعد. ما أريد أن ألفت الانتباه إليه هو أن هنالك حديثاً مغلوطاً حول مصالحات تجري في مناطق عدة من سورية، وحقيقة الأمر أن ما يجري هو «هدنات» وبعض اتفاقات صغيرة في بعض المناطق، كما جرى في المعضمية وبرزة وأماكن أخرى. جرى وقف إطلاق نار ومحاولة إعادة السكان إلى بيوتهم وهم لم يعودوا حتى الآن ولكن توقف إطلاق النار، وهو توقف هش ولكنه يشكل خطوة إلى الأمام، وبالعودة إلى موضوع الإغاثة فإن التعامل الجدي مع المسألة ينبغي أن ينطلق من أن لا إمكانية حقيقية للإغاثة طالما استمر العنف، يجب تخفيض مستوى العنف لتأمين وصول المساعدات بشكل جدي ومؤثر، وأي كلامٍ آخر هو ضرب من الخيال. بهذا المعنى فإن العمليتين مترابطتين بشدة، عملية تخفيض العنف وعملية الإغاثة، ولتحقيق أي نقلة جدية إلى الأمام لا بد من دخول البلاد برمتها في إطار عملية سياسية.

 

سؤال حول الإحصاءات المتعلقة بالأزمة من أعداد قتلى ومهجرين؟

 

د. قدري: لا يوجد حتى الآن إحصاءات دقيقة حول أرقام القتلى والمعتقلين والمهجرين.. ولكن الأرقام كبيرة، عدد القتلى حسب مختلف الإحصائيات تجاوز المائة ألف من الطرفين وبعض الأرقام تصل إلى مئة وخمسين وألفاً، عدد اللاجئين في الخارج بين 2-3 مليون، وفي الداخل وصل إلى ستة ملايين كحد أدنى، لذلك فنحن اليوم أمام كارثة كبرى، وهذا دون الحديث عن الجرحى وعن المعاقين والأيتام والأرامل والبيوت المهدمة وارتفاع الأسعار. هنالك مشكلة كبيرة متعددة الإحداثيات تعيشها سورية اليوم ويجب إيقافها بأي شكل من الأشكال، الشعب السوري اليوم مهدد بوجوده بالمعنى الإنساني لذلك فإن الأولوية الكبرى هي إيقاف هذه الكارثة بأي ثمن.

ثانياً، إن المواجهات مستمرة، وفي سورية لا توجد حرب واحدة ولكن حروب عدة متوازية، وخريطة المواجهات شديدة التعقيد.

ثالثاً، حول خريطة المؤتمر، أولاً وقبل كل شيء، مسألة الإغاثة تتطلب إيقاف كل العمليات القتالية، لا يمكن القيام بأي عمليات إغاثة في ظل مناطق محاصرة وطرق مقطعة وتحت الرصاص. الشرط الضروري للإغاثة هو وقف القتال بشكل ملزم لجميع الأطراف، لأن حياة ألوف من السوريين غالية ولا يجوز الاستهتار بها بهذا الشكل. والحديث في حكومة انتقالية هو أحد مهمات جنيف ولتسموها ما شئتم، ولكن المهم أن تضم الأطياف السياسية المختلفة للمجتمع السوري وأن تكون مهمتها إيقاف الكارثة وإيقاف الانهيار أولاً، لأن لا إمكانية لأي حديث عن حل سياسي في ظل الكارثة الإنسانية. فأي معنىً لحل سياسي دون الشعب السوري؟ هذه المهمة الأولى لجنيف، ولذلك قلت أنه يجب أن يعقد بمن حضر، وعلينا كسوريين أن نلتقط هذه اللحظة ونستفيد منها ولا نستهتر بها وألا نمنعها أو نؤخرها من أجل أسباب صغيرة تتعلق بمن حضر ومن لم يحضر وكم هو تمثيل كل جهة.. فالقضية أكبر من ذلك بكثير.

 

سؤال من معهد الاستشراق، هل توجد إمكانية لتحالف ما بين قوى مسلحة سورية وبين الجيش السوري في مواجهة آلاف المرتزقة الأجانب؟

 

د. جميل: تنتصب أمام السوريين مهمة كبرى تحدثنا عنها قبل عام من الآن، هي أن يتحالف جميع السوريين المخلصين سواء كانوا في المعارضة أو في النظام ضد المسلحين الأجانب ومن بحكمهم، واليوم وكما قال بيان قمة الثمانية قبل عدة أشهر، وتكرر في تصريحات السيد لافروف مرات عدة، وكما قال ائتلاف قوى التغيير السلمي، هناك ضرورة لتحالف جميع السوريين معارضين وموالين، مسلحين أو غير مسلحين، ضد قوى الإرهاب العالمي التي تقاطرت إلى سورية. إذا ساعدنا المناخ الدولي، وإذا كفت الدول الإقليمية عن ضخ السلاح والمال، فإن السوريين قادرين عندئذٍ على اقتلاع هذا الشر من أراضيهم وبأيديهم، ونحن نرى اليوم بواكير ذلك، فحتى صدامات قسم من المسلحين السوريين المعارضين مع قوى تكفيرية قادمة من الخارج هي تعبير عن شكل الاصطفاف اللاحق في سورية، ويجب التقاط مثل هذه البواكير وتعزيزها والاستفادة منها في الوصول إلى تحقيق التحالف الواسع بين السوريين لتحقيق هذا الهدف المقدس.. يجب أن يتحول الوضع في سورية إلى حرب وطنية عظمى ضد التدخل الخارجي بتحالف جميع السوريين الذين كانوا يتقاتلون منذ حين.. وذلك ممكن، والوضع يسمح به.

 

سؤال عن الأكراد وتمثيلهم في جنيف وطموحاتهم؟

 

علاء عرفات: ينبغي الإشارة إلى أن الوقائع تدل حتى الآن إلى أن الحركة الكردية هي من أكثر القوى توازناً في التعامل مع الأزمة السورية، وهي تطرح حتى الآن طروحات منطقية وقريبة من الواقع، رغم وجود بعض الأطراف المؤثرة التي تحاول أن ترفع سقوف هذه الحركة بشكل غير عقلاني وغير عملي، ولكن حتى الآن فالحركة الكردية تتصرف بشكل هادئ جداً، موضوعي جداً، وهي تفتح الأقنية مع جميع القوى السورية ولا تضع سقفاً عالياً، إضافةً إلى كونها لعبت دوراً هاماً في تجنيب مناطق في سورية صدامات كبرى، وهذا موضوع يحسب لها. وفيما يتعلق باللغط الذي أثير حول مسألة الإدارة الذاتية، فإن ما نعرفه وما نراه هو أن لهذا الموضوع علاقة مباشرة بغياب الدولة وهو موضوع مؤقت، وليس هنالك أية مؤشرات عن خطورة الموضوع.. وفي النهاية فإن الحركة الكردية يجب أن تكون جزءاً من الحركة الوطنية العامة في سورية، وهو أمر محقق بشكل جزئي حتى الآن لأسباب تاريخية في الحالة السورية، ولا نعتقد أننا سنشهد تصعيداً خطيراً فيما يخص المسألة الكردية في المرحلة اللاحقة.

آخر تعديل على الثلاثاء, 21 كانون2/يناير 2014 21:20