تايلند: الدعاية الغربية تشوه حركة الاحتجاج
طوني كارتلوس طوني كارتلوس

تايلند: الدعاية الغربية تشوه حركة الاحتجاج

إن نظام الحكم المحاصر في تايلند لطالما سوق لصورته على أنه «مناصر لمناطق الفقراء النائية في الشمال والشمال الشرقي من البلاد»، وأن معارضيه  «هم بشكل أساسي يضمون النخبة العالية» والتي تتكون وبشكل غير مفهوم  من الطبقة الوسطى العاملة والكثير من جنوب ووسط البلاد، بما فيهم عمال وفلاحون. إنها أسطورة يعمل الداعمون الغربيون  للنظام على استدامتها.

 

ترجمة: هزار محمود

 

كذبات «رويترز»

 

إن مجرد نظرة تقريبية دقيقة  للمحتجين ضد النظام تكشف تنوعاً هائلاً في كل من مكوناتهم و تظلماتهم  ضده – من اتحادات العمال  والأقليات البوذية، وأصحاب رؤوس الأموال الكبيرة منها والصغيرة، إلى العمال العاديين من كل  طبقات العمال والطبقات الوسطى. 

إن المحاولة الأخيرة من الغرب لاستخدام آلتها الدعائية الضخمة لضمان استمرارية أسطورة «الانقسام الطبقي» في تايلند تصلنا بواسطة رويترز عبر روايتهم المجتمع الراقي يصدم الشارع بانضمام التايلنديين البارزين إلى المحتجين . والتي تفتتح:

«تشيتباس بيروم باكدي هي وريثة ثروة عائلتها التي تقدر بـ  2,6 بيليون دولاراً».  

إن النغمة المنحازة في الرواية تكاد تصل وتلامس القراء، متوسلة أن يتم تصديقها.  لقد أورد اندرو أر. سي مارشال عبر مقالة رويترز ستاً من قصص المحتجين الأثرياء المشاركين، في محاولة لرسم صورة لكامل الحركة على أنها نخبوية، إلا أنه لم ينوه على الإطلاق  بأية إحصائيات أو أدلة.

فمن الناحية الديموغرافية، فإن المظاهرة المناهضة  للحكومة في 9 كانون الثاني 2013 ضمت  150 ألف محتج على الأقل (من خلال الأرقام الفعلية  وصلوا إلى حد المليون). هذه الحالات الست من الحكايات تبدو هزيلة إذ تشكل  004% من حوالي 150 ألفاً، وهو أمر مثير للشك بالفعل أن هناك العديد من «الوريثات المليارديري»  ضمن مئات من الآلاف الذين يحضرون بشكل متواصل في التحركات الحاشدة. ما الذي يقوله المحللون وكذلك الأرقام الموضوعية الواقعية حقاً؟ 

 

تدمير أسطورة «الانقسام الطبقي» من خلال الأرقام

 

- 004% : عدد الروايات المحكية من قبل رويترز لتصوير المحتجين على أنهم مجرد أثرياء متعجرفين. 

-35% : عدد الناخبين المؤهلين، وفقاً للرواية الأخيرة للجنة الانتخابات التايلندية  لانتخابات عام 2011،  أولئك الذين صوتوا فعلياً لنظام شيناوترا. إذا ما صدقنا رويترز، فإن هذا سيعني بأن الـ 65% الآخرين من الناخبين المؤهلين كانوا عبارة عن مليارديرية أرستقراطيين من المناطق المدنية.

-48% : نسبة أولئك الذين قد قاموا بالتصويت حقاً للنظام – مما يعني أن حزب  تاسكين شيناوترا لم يدخر حتى قاعدة من الأغلبية الشعبية في الانتخابات الأخيرة.

-7% : عدد التايلنديين الذين وصفوا أنفسهم على أنهم «حمر» أو داعمين لتاسكين  شيناوترا وآلته السياسية.  وهناك 7% آخرين قد وصفوا أنفسهم على أنهم فقط ميالون باتجاه «الحمر» من مجموع  إجمالي  بحوالي 14% - وهذا وفقاً للمسح الوطني العام لسنة 2010 لمؤسسة آسيا للناخبين التايلنديين.

-26: عدد المقاطعات التي هدد فيها مزارعو الأرز بإغلاق الطرقات، منضمين إلى المحتجين ضد النظام . هؤلاء هم الذين صوتوا فعلاً للنظام - إلا أنهم منذ ذاك الحين قد تم خداعهم من خلال خطة التصويت مقابل شراء الأرز، والتي نفذت منها الأموال حالياً.

-3000: الرقم التقريبي للناس الأبرياء الذين قتلوا جماعياً على يد نظام شيناوترا في العام 2003 ، على مدار 90 يوماً ضمن ما أطلق عليه «الحرب ضد المخدرات».  والذي تم كشف الغطاء عنه لاحقاً على أن حوالي نصف هؤلاء لم يكن لهم أية صلة على الإطلاق حتى بتجارة المخدرات. 

آخر تعديل على السبت, 28 كانون1/ديسمبر 2013 20:00